التصميم بالذكاء الاصطناعي هل يخدم الفن؟
AI بالعربي – متابعات
يوم تلو الآخر، يتطور الذكاء الاصطناعي ويدخل فى مجالات جديدة، وتطور على مر السنين لينال اهتمامًا عالميًا وينتشر بشكل بات يهدد بعض المهن والتخصصات، منها القيادة والتسويق الإلكترونى والبريد والطباعة وخدمات العملاء وحتى الخدمات الهاتفية، لكن الأمر مختلف بعض الشىء فى الفن.
وفى تجربة بصرية فنية ممتعة، بدأ المصور الفوتوغرافى حسام عباس باستخدام تطبيق MidJourney، وهو أحد تطبيقات الرسم التخيلى بالذكاء الاصطناعى لتحويل الكتابة إلى صور، لينتج تصميمات تعبر عن روح الحضارة المصرية القديمة، وتخيُّل الحياة اليومية والملوك والآلهة وحياة المصري القديم والعمارة والملابس والمجوهرات.. وغيرها من التصميمات المتنوعة.
بدأ عباس رحلته فى التصوير المعماري وتصوير الطبيعة عام 2014، وكانت بدايته مع صورة نالت شهرة عالمية لأهرامات الجيزة التقطها من منطقة حلوان، وكان هدفه من البداية إظهار الجمال بدافع من الحب والإخلاص لوطنه، وواصل مسيرته حتى حصل على جائزة مجلة «ناشونال جيوجرافيك» وأخرى من نقابة المهندسين، وكرّمه سفير الاتحاد الأوروبى فى مصر مرتين.
بداية استخدام عباس لبرنامج الذكاء الاصطناعي كانت من خلال صديق، ثم اشترك فى التطبيق وبدأ فى التجربة والتعرف على بعض أساليب استخدام التطبيق من خلال موقع يوتيوب وبدأت تطبيقها.. وبعد محاولات متعددة بدأت تظهر بعض النتائج المرضية، ومنها التصميمات الأخيرة للحضارة المصرية وغيرها من التجارب.
ويقول فى حديثه لأيقونة، إن الذكاء الصناعي هو المستقبل، ليس فى الفنون فقط ولكن فى كل مجالات الحياة، لكن الأمر مختلف فى الفن؛ فأهم ما يميز هذا التطبيق هو تحويل خيال أى شخص لصورة مرسومة إذا أحسن الشخص استخدام الكلمات الدلالية والمدخلات التى تتوافق مع التطبيق.
ويضيف “عباس” أن هذه ميزة كبيرة وسهلة نوعا ما لإنتاج آلاف الأعمال الفنية المختلفة والمتنوعة فى وقت قصير، وكان يستغرق إنتاجها فى السابق شهورًا طويلة، لكنه يخضع للتطوير من قبل متخصصين كل فترة لينتج أعمالًا أكثر دقة وبجودة أعلى.
ويقدم الذكاء الاصطناعي كنوزا لمن يملك الخيال الخصب، والمهارة فى إنتاج أعمال فنية متميزة، ولوحات مرسومة مشكلة من خيال المستخدم للتطبيق بأسلوب فنانين مشهورين، مثل فان جوخ ودافنشى ومايكل أنجلو ومونيه وبيكاسو وغيرهم، مضيفا: لن يتوقف الذكاء الصناعى عن التطور كل يوم لإنتاج أعمال فنية مبهرة.
ويرى “عباس” أن استخدام الذكاء الاصطناعى بالطريقة التى تمنع التزوير وتحمى حقوق الملكية الفكرية يعتمد على حقوق الملكية فى كل دولة، وكيفية تطبيق القانون فى هذه الحالات، مضيفا: «أعلم أن هناك صيغة اسمها (NFT) لحفظ حقوق كل فنان، ويكون كل عمل برقم كودى معروف عالميا ويتم التعامل مع العمل فى البيع والشراء من خلال هذا الرقم».
ويوضح الدكتور أشرف رضا، أستاذ الفنون الجميلة والرئيس التنفيذى لمجمع الفنون والثقافة بجامعة حلوان، دور الذكاء الاصطناعى فى الفن، فيقول: “برامج الذكاء الاصطناعى مهمة فى تطوير العمل واختصار الوقت، لكن لا ينبغى الاعتماد عليها فى الابتكار، لأنه يعتمد على الإبداع والمشاعر الإنسانية، ولا يمكن للتطبيق أو الحاسوب أن يحل محل ذلك أو يقرر كيفية التصميم”. وأكد أن الذكاء الاصطناعى أداة لتسهيل العملية التصميمية، ومفيدة فى الفوتوغرافيا، وفى مراحل التصميم المختلفة.. إلا أن الأزمة تكون فى الحقوق الأدبية وأحقية التصميم، مضيفا: “التطبيقات تطورت لدرجة أنه يمكن رسم لوحة فنية بأسلوب أى فنان، لينتج فى النهاية عمل فنى أو لوحة بنفس أسلوب الفنان المطلوب، وهو ما قد يعد تزويرا لأسلوب الفنان الأصلى وتقليد وتزييف العمل”.
وأضاف أن هذا التخوف لا يقتصر على الفن، بل يشمل الأبحاث والدراسات والمقالات بأسلوب عالم ما، وفقا للطلب، ولا توجد آلية تضمن أن يتم كشف التزوير، مضيفا أنه يجب أن تكون هناك برامج أو تطبيقات تكشف التزوير لحماية الحقوق الأدبية فى أى مجال سواء الفن أو البحث العلمى أو غير ذلك، فهناك فارق بين التطوير والتكنولوجيا، وبين الاقتباس وبين الغش، والحكم فى ذلك هو التدريب على حدود استخدام هذه التطبيقات.
ويوضح أن الذكاء الاصطناعى قد يكون كل أدوات الهواة، لكن المحترفين لن يعتمدوا على ذلك، لأنه يهدم كل تعبهم ومشاعرهم وأحاسيسهم، فإن لم يكن الفنان دارسا ومتمكنا فى مجاله ويعرف حقوقه وواجباته، فلن يكون الأمر مفيدا، بل ستظهر بعض المشكلات بين الهواة والمحترفين.
ولفت إلى أن ذلك كله لا ينفى أن الذكاء الاصطناعى لا يمكن استخدامه بطريقة تخدم الفن، بل إنه يمكن استخدامه فى التحضير بمعنى استلهام كادر معين أو غير ذلك، لكن الفنان يجب أن يعمل بيده.. مضيفا أن الفن لا يمكن للذكاء الاصطناعى أن يحل محله، فيمكن أن يرسم لوحة بأسلوب أحد الفنانين بألوان معينة بناء على المعلومات المدخلة، لكن لا يمكن للروبوت أن يرسم بنفس إحساس الرسم باليد ومشاعر الفنان.
المصدر: المصري اليوم