لماذا الاهتمام بالذكاء الاصطناعي؟
AI بالعربي – متابعات
موجات من التفاؤل والحماس تجاه الذكاء الاصطناعي برزت في الأعوام القليلة الماضية، على الرغم من أن مصطلح الذكاء الاصطناعي متداول منذ نحو 68 عاما، إلى درجة أن مجال الذكاء الاصطناعي في الدراسات الاستثمارية والمالية أصبح يعد من النزعات طويلة المدى التي تتولد عنها شركات وابتكارات وإيرادات وأرباح كبيرة لعدة أعوام مقبلة.
يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي ببساطة، بأنه الحقل العلمي الذي يستفاد فيه من الكمبيوتر والبيانات لتمكين الآلة من اتخاذ قرارات ذاتية، والتوصل إلى حلول عملية لشتى المسائل والتحديات في عدة مجالات.
نلقي في هذا التقرير نظرة على واقع الذكاء الاصطناعي، ومسببات بروزه في الأعوام القليلة الماضية، وأبرز اللاعبين الكبار في هذا المجال، وما لدى المملكة من جهود ونشاطات في هذا المجال.
أسباب بروز الذكاء الاصطناعي على الساحة
السبب الرئيس في تزايد الاهتمام بالذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة يعود إلى توافر إمكانات لم تكن متاحة من قبل، أهمها الكم الهائل من البيانات التي أصبحت متاحة وتتزايد بوتيرة عالية، حيث من المتوقع أن يصل حجم البيانات بعد عامين من الآن إلى نحو 175 زيتا بايت، أي ما يعادل 175 مليار تيرا بايت، علما بأن التيرا بايت الواحد يعادل مساحة تخزين الحاسب الشخصي المنزلي العادي، وذلك أكثر بنحو 5.3 ضعف حجم البيانات في 2018! وهذه البيانات بمنزلة الغذاء الذي ينمو عليه الذكاء الاصطناعي، فعلى سبيل المثال برامج المحادثات، التي من بينها “تشات جي بي تي” ChatGPT الشهير، يتم تشغيلها بناء على كميات كبيرة من البيانات في شكل مفردات ومعلومات، بحيث تقوم هذه البرامج بالربط فيما بين البيانات المتفرقة للخروج بمفهوم جديد، وبناء على تجاوب المستخدم وتفاعله مع البرنامج يتعلم البرنامج أكثر وأكثر.
العامل الآخر الذي دفع بالذكاء الاصطناعي إلى الساحة يعود إلى قدرات الحوسبة المتزايدة بمعدلات مذهلة، حيث أصبح بالإمكان معالجة كميات كبيرة من البيانات بسرعة فائقة، إضافة إلى السرعات العالية للاتصالات باستخدام الألياف البصرية وشبكات الهواتف المحولة 4G و5G، وهي التقنيات التي كانت إلى وقت قريب عالية التكلفة، فأصبحت الآن في متناول اليد، وبسببها ارتفع حجم الاستثمار في الشركات الناشئة للذكاء الاصطناعي إلى 72 مليار دولار في 2018، ثم إلى 111 مليار دولار بعد ثلاثة أعوام، بمعدل نمو مركب بلغ 55 في المائة.
من المتوقع أن تدفع تقنيات الذكاء الاصطناعي الناتج المحلي العالمي إلى زيادة بنسبة 14 في المائة بحلول 2030، أي بنحو 16 تريليون دولار عما كان سيكون عليه بلا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، والسبب يعود إلى مقدرة الإنسان على استغلال تلك الكميات المهولة من البيانات المهدرة التي عجز الإنسان عن تحليلها بالأدوات الاعتيادية.
التقنيات المندرجة تحت الذكاء الاصطناعي
من أهم التقنيات في هذا المجال هناك تعلم الآلة، وذلك من خلال أربع طرق، أولها التعلم الموجه من قبل البشر مثل الخوارزميات، وهو شبيه بتعليم الأطفال القراءة والكتابة، بحيث يستطيع الذكاء الاصطناعي تشخيص وتصنيف الصور وكشف الاحتيال وتحسين العمليات. ثم هناك طريقة التعلم غير الموجه وهى أشبه بالاطلاع عند البشر سواء بالقراءة أو السفر… إلخ، وفيها يمكن للذكاء الاصطناعي تجميع البيانات أو استنباط الخواص واكتشاف هيكلة الأشياء. والطريقة الثالثة هي التعلم المعزز، الذي يشبه محاولة الفرد فك وتركيب وإصلاح الأشياء، وبالتالي التعلم من الأخطاء في كل مرة للوصول إلى الإدراك الكامل للمشكلة وحلها، في حين إن الطريقة الرابعة تتعلق بالتعلم العميق وهي بذلك تشبه عمل الشبكات العصبية لدى الإنسان، بحيث تتعلم الآلة دون قواعد سابقة من الحياة اليومية المتغيرة.
وهناك تقنيات أخرى للذكاء الاصطناعي تنصب في مجال معالجة اللغة الطبيعية، بحيث يستطيع الكمبيوتر تفسير اللغات الطبيعية بسهولة وسرعة فائقة، ويدخل من ضمن ذلك الترجمة الفورية واستخدام الروبوتات في المحادثات، على وجه الخصوص في خدمات العملاء لدى الشركات.
كذلك يستطيع الكمبيوتر من خلال الذكاء الاصطناعي التعرف على الأشياء وعلى وجوه الناس، إلى جانب استخدام تقنيات الروبوتات في بيئات صناعية وزراعية وطبية وغيرها.
أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي
قطاع الرعاية الصحية سيتأثر كثيرا بالذكاء الاصطناعي، فعديد من البيانات الصادرة من الأجهزة الطبية والأجهزة القابلة للارتداء تحتاج إلى تحليل واتخاذ قرارات سريعة، على سبيل المثال طبقت شركة “ميرانتيكس” الألمانية ما يعرف بالتعلم العميق في الأمور الطبية، بحيث يمكن اكتشاف العقد الليمفاوية في جسم الإنسان عبر التصوير المقطعي بالكمبيوتر.
في مجال المال والأسواق يستخدم الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات البيع والشراء ودراسة الفرص الاستثمارية، إضافة إلى استخدامه من قبل البنوك في عمليات الاقتراض وتحديد ملاءة العميل ودرجة المخاطرة المتعلقة به، وكذلك شركات التأمين تستخدمه في إجراء الحسابات الاكتوارية بيسر وسهولة.
أما الجهات الأمنية والعسكرية فتستفيد من الذكاء الاصطناعي في فحص كميات كبيرة من الصور والبيانات التي يتم استقبالها بشكل فوري ومعالجتها واستخراج المعلومات منها من أجل اتخاذ قرارات فورية ذات حساسية فائقة بدقة عالية. وفي مجال النقل والمواصلات هناك القيادة الذاتية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الآنية أثناء السير من أجل اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بسلامة الإنسان على الطرقات. أما في الصناعة والتجارة فيستفاد من الذكاء الاصطناعي في تحسين الجودة ودعم الجهود وخفض التكاليف وزيادة الإنتاجية من خلال الربط بين البيانات، كما يحدث في التجارة الإلكترونية من حيث متابعة المخزون وإتمام الطلبيات بمجرد الدفع دون تدخل للبشر.
حجم سوق الذكاء الاصطناعي ومستويات الاستثمار فيها
بلغت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي في 2021 نحو 328 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 1.394 تريليون دولار بحلول 2029 بمعدل نمو سنوي مركب بنحو 20 في المائة، في حين إن حجم السوق في أمريكا الشمالية بلغ 144 مليار دولار، ومن المتوقع أن تتجاوز عائدات رقائق الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم 80 مليار دولار في الأعوام الخمسة المقبلة. كما أن 83 في المائة من الشركات تعد الذكاء الاصطناعي أولوية قصوى في استراتيجياتها، ومن المتوقع أن يعمل 97 مليون شخص في قطاع الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025، وسيكون نحو 69 في المائة من الأعمال الروتينية التي يؤديها المديرون حاليا مؤتمتة بشكل كامل.
لماذا تتجه “مايكروسوفت” بقوة نحو الذكاء الاصطناعي؟
ترى مايكروسوفت أن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور حيوي في المستقبل القريب، لذا فهي تعتزم إدخال الذكاء الاصطناعي في جميع تطبيقات الشركة، وهي ترى أن تأثير الذكاء الاصطناعي مشابه للتأثير الجبار للإنترنت في الأعمال التجارية من مبيعات وتسويق ودعم العملاء، التي أدت إلى زيادات هائلة في الإنتاجية. الشركة تخطط لكي تكون لاعبا رئيسا في هذا المجال ليس فقط من أجل المنافسة، بل لكونها شركة تكنولوجية يعتمد عليها من قبل المؤسسات والأفراد والحكومات حول العالم.
من تلك التوجهات أن الشركة لديها برامج أعمال مايكروسوفت “دايناميكس” الذي تم استخدام الذكاء الاصطناعي فيه لاكتشاف مشكلات الأجهزة وحلها عن بعد، باستخدام أوامر الإصلاح الذاتي، في حين تعمل الشركة على توسيع هذه القدرات لدمجها مع خدمات أخرى كـ”أوفيس” و”سكايب” و”الواقع المعزز”، حيث تجمع الشركة أكثر من ثمانية تريليونات إشارة من أجهزة الاستشعار التي تبحث عن المعلومات والحوادث السيبرانية كل يوم، لتقديم الدعم اللازم للشركات التي تستخدم تطبيقاتها لأتمتة التشغيل ولا سيما تطبيقات الحلول السحابية.
ما المخاطر التي تواجه “جوجل” وما مستقبل محرك البحث الخاص بها؟
جوجل شركة عملاقة لديها عديد من الخدمات المتشابهة مع مايكروسوفت، ولأن وجود الذكاء الاصطناعي سيضيف قوة إلى منتجاتها، فالشركة ترى أن تكون لديها القوة ذاتها في منتجاتها لتلبية طلبات عملائها بأحسن صورة وأعلى أداء. وبما أن الذكاء الاصطناعي يمنح البرامج ميزة إضافية مقارنة بالخوارزميات التقليدية، فالشركة تعلم أن هناك تطورات كبيرة وثورية في مجال البحث والاستجابة لرغبات المستخدمين من خلال الذكاء الاصطناعي. وشركة جوجل تتخوف من تفوق مايكروسوفت في هذا المجال من خلال محرك البحث الخاص بها “بينج”، واحتمال استفادته من تقنيات “تشات جي بي تي” بشكل يخرج جوجل من الساحة.
وعلى الرغم من ذلك، لم يتأثر سهم جوجل كثيرا بتلك التطورات، وفي نهاية المطاف لا يزال محرك بحث مايكروسوفت صغيرا مقارنة بمحرك بحث جوجل، فمقابل 1.1 مليار زائر شهريا لمحرك “بينج”، هناك أكثر من 80 مليار زائر يستخدمون محرك بحث جوجل، وبما أن تقنية الذكاء الاصطناعي متاحة للجميع فمن المتوقع أن تستفيد جوجل من ذلك قبل غيرها، وربما بشكل أفضل من غيرها.
أبرز الشركات المدرجة في مجال الذكاء الاصطناعي
أبرز الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي هي شركات التكنولوجيا القائمة الكبيرة والمعروفة، مثل مايكروسوفت وألفابيت و”آي بي إم” وغيرها، إلا أن هناك كذلك شركات أخرى صغيرة متخصصة في جوانب معينة من مجال الذكاء الاصطناعي، مرفق رسمان بيانيان لحركة سهمين اثنين من تلك الشركات.
من الشركات الكبرى هناك شركة علي بابا الصينية التي تعمل في التجارة الإلكترونية، حيث تستخدم الذكاء الاصطناعي في عملياتها اليومية للتنبؤ باحتياجات العملاء، ويتم استخدامه أيضا في كتابة وصف المنتج بشكل تلقائي، إضافة إلى ذلك تستخدمه الشركة في مشاريع مستقلة مثل مشروع سيتي براين لإنشاء المدن الذكية بهدف تقليل الاختناقات المرورية.
أما شركة جوجل فهي تستخدم الذكاء الاصطناعي في مشروع “وايمو” الذي كان يعرف سابقا باسم جوجل “سيلف درايفنج كار”، المختص بتكنولوجيا القيادة الذاتية، ومشروع جوجل دوبلكس الذي يقوم بإجراء المكالمات الهاتفية وجدولة المواعيد نيابة عن المستخدم. وشركة أمازون أيضا لديها استخدامات مبتكرة، فبعيدا عن المساعد الصوتي الرقمي “اليكسا”، لدى الشركة خطط عميقة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحقيق الرغبات قبل أن تتحول الى احتياجات، عبر استخدام الذكاء الاصطناعي لترجمة البيانات المتعلقة بالأفراد وعاداتهم الاستهلاكية. كذلك لدى الشركة متاجر تقليدية لكن بميزة الذكاء الاصطناعي، تدعى أمازون جو، من خلالها يمكن التسوق واختيار السلع ومن ثم الدفع عبر التطبيق على الهاتف دون الحاجة إلى التوقف عند البائع.
شركات أخرى تستفيد من الذكاء الاصطناعي في أعمالها
بعيدا عن مجال التكنولوجيا، هناك شركات أخرى استخدمت الذكاء الاصطناعي فعليا في أنشطتها، ففي مجال الرعاية الصحية، استخدمت شركة Butterfly Networks الذكاء الاصطناعي في توفير الرعاية الصحية للمرضى من خلال جهاز تشخيص طبي محمول متصل بالهاتف الذكي، يسمح بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للجسم بتكلفة أقل بكثير من الفحص التقليدي. أما شركة “فيا” فقد استطاعت استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية ربط العدادات الذكية والطائرات دون طيار وأجهزة الاستشعار بأصول الطاقة التي تتم معالجتها للتنبؤ بمدى احتياجها للطاقة وأحمال الشبكة وانقطاعات التيار والكميات التي قد يتم إنتاجها من الطاقة المتجددة.
مثال آخر، هناك شركة هايبر ساينس التي استخدمت الذكاء الاصطناعي في نموذجها للمعالجة الذكية للوثائق، لخفض الملل من المهام الروتينية مثل ملء النماذج والبيانات ومعالجة المعلومات من خلال النماذج الشبيهة، وفي المقابل استخدمت شركة SoundHound الذكاء الاصطناعي في مجال الموسيقى والترفيه، حيث بدأت بتطبيق يمكن من خلاله التعرف على الأغاني وفهم اللغة.
شركة سي3 أي آي تختص ببرامج الذكاء الاصطناعي الموجهة لخدمة الشركات والمؤسسات الكبرى في مجال أتمتة سلاسل الإمداد وتوفير الطاقة، وكذلك لديها حلول وتطبيقات للقطاع المالي، والشركة لديها شراكة مع جوجل لدعم تقنيات الحوسبة السحابية لجوجل، وإتاحة تقنيات الذكاء الاصطناعي لعملاء جوجل.
الجهود السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي
لدى المملكة استراتيجية مهمة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولديها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي التي أطلقت منذ ثلاثة أعوام باسم “سدايا”، المختصة في البيانات الضخمة والبحث والتشغيل والابتكار في قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي. وقد استطاعت المملكة تحقيق المرتبة 26 عالميا والأولى عربيا والثانية على الشرق الأوسط في مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي الصادر عن “تورتواز ميديا”، حيث يرتكز المؤشر على 143 معيارا موزعا على سبع ركائز، هي المواهب والبنية التحتية وبيئة التشغيل والبحث والتطوير والاستراتيجية الحكومية والتجارية. فمن بين هذه المؤشرات حققت المملكة المركز الأول عالميا في جانب البيئة التشغيلية للذكاء الاصطناعي، الذي يشمل السياق التشريعي والرأي العام في البلاد حول الذكاء الاصطناعي، وكذلك المركز الثالث عالميا من حيث الاستراتيجية الحكومية، التي تظهر مدى الدعم والرعاية من الجانب الحكومي وحجم الاستثمارات في هذا المجال.
من جانب آخر، لدى صندوق الاستثمارات العامة ذراع استثمارية في الذكاء الاصطناعي هي شركة سكاي لتنمية وتطوير الذكاء الاصطناعي في المملكة، حيث تم التوقيع في الآونة الأخيرة على صفقة استثمارية مع شركة صينية رائدة لإنشاء شركة جديدة بقيمة 206 ملايين دولار لتمويل مختبر ذكاء اصطناعي متطور، إلى جانب تطوير حلول في مجالات المدن الذكية والرعاية الصحية والتعليم وتطوير منصة للتعلم العميق.
أما عملاق النفط، شركة أرامكو السعودية، فهي تستخدم الذكاء الاصطناعي على عدة مستويات، من بينها الإنتاج بتكاليف أقل، وخفض معدلات الكربون في النفط لتقديم طاقة نظيفة، كما أنه لدى الشركة مشروع استراتيجي باسم الممر العالمي للذكاء الاصطناعي لنقل المعرفة وتبادل الأفكار بين المملكة ودول العالم، ودعم التعاون بين السعودية والشركاء العالميين الآخرين، مثل معهد كاليفورنيا للتقنية وشركة بيوند ليميتس.
خاتمة
مجال الذكاء الاصطناعي كبير وواعد ومتعدد الأطراف ومتنوع التقنيات، إلا أن هناك شبه اتفاق على أننا أمام ثورة كبيرة في هذا المجال، وهذا ما يشير إليه كبار المحترفين والمطلعين والعاملين في الشركات والجهات الأكاديمية والحكومية. والذكاء الاصطناعي لا يخلو من الانتقاد وتخوف البعض مما قد ينتج عنه من تطورات ثورية قد تحدث اختلالات هيكلية كبيرة في مجالات عدة، ولا شك أن هناك جهات ستستفيد وأخرى ستتأثر سلبا من ذلك.