بعد الروبوت الـ”محامي والمزارع”.. كيف يؤثر غزو الذكاء الاصطناعي على وظائف البشر؟
AI بالعربي – متابعات
مع غزو ابتكارات الذكاء الاصطناعي للحياة اليومية خلال السنوات الماضية، بأن تصبح جزء مهم منها لا يمكن التخلي عن استخدامها في شتى المجالات، بالإضافة إلى توغلها بشكل كبير في التفاصيل الحياتية العادية، زادت المخاوف من تهديد هذه الاختراعات، وخاصة إذا ارغمت البعض على ترك وظائفهم لتحل محلهم، «وفق لما نقلته عدة مواقع تقنية متخصصة».
على الرغم من أن هناك العديد من اخراعات الذكاء الاصطناعي، التي لم يتخيل العقل البشري أنها ستكون موجودة في الواقع ذات يوم، إلا أن هذا المجال وصل إلى حد اختراع ما لم يتوقعه أحد من قبل وهو محامي روبوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي ليكون الأول من نوعه الذي يساعد مدعى عليه في قضية مخالفة مرور في المحكمة شهر فبراير المقبل، إذ يقول جوشوا براودر، الرئيس التنفيذي لشركة «DoNotPay»، إن الروبوت يعمل على هاتف ذكي، ويستمع إلى الحجج في المحكمة ويصيغ الردود للمدعى عليه، كما يخبر المدعى عليه بما سيقوله في الوقت الفعلي من خلال سماعات الرأس.
روبوت لحصاد الزرع
وفي العام الماضي تفاجئ العالم بأن العلم قد تطور للدرجة التي يكون قادرًا على صنع ما قد يسهل حياة العاملين في مجال يعتبر من أكثر المهن الشاقة على الإطلاق وهو الزراعة، ففي عام 2022 تم ابتكار «FF Robot» وهو نظام متكامل ذاتي الدفع يحصد الفاكهة من الأشجار ويضعها برفق في الصناديق المخصصة لها، ويُعد بديلًا أكثر فعالية وكفاءة ويوفر تكاليف العمالة، كما يزيد من ربحية المزرعة، ويوفر هذا النظام أيضًا فرصة لتحسين إنتاج الفاكهة بشكل كبير واستدامة البساتين والأمن الغذائي من خلال توفير بيانات إنتاج الفاكهة التي يتم الحصول عليها بشكل مستقل والجودة أثناء الحصاد.
وفي المستقبل سيكون الروبوت قادرًا أيضًا على تقليم الزهور والفاكهة، وبالتالي زيادة استخدامه طوال الموسم وزيادة ربحيته، فإن القدرة على إجراء التقليم باستمرار باستخدام آلة روبوتية والبيانات التي تم الحصول عليها ستحسن بشكل كبير من جودة الفاكهة وتجعل إدارة المزرعة أسهل.
ويتكون الروبوت من ثلاثة مكونات رئيسية وهم منصة هجينة توفر الطاقة، وتحرك الماكينة، وتتعامل مع الصناديق، وهيكل من 12 ذراعًا روبوتية مستقلة، 6 على كل جانب من المنصة مع أنظمة استشعار وذكاء الذكاء الاصطناعي لحصاد الفاكهة؛ بالإضافة إلى نظام متكامل لمناولة الفاكهة وتعبئة القمامة، ولأسباب تتعلق بالسلامة، يوجد مشرف واحد على الجهاز في حالة حدوث عطل ووضع الجهاز في صف الأشجار.
ويوجد في نهاية كل ذراع روبوتية قابض للإمساك بالثمرة أو تدويرها أو قطعها من جذعها (حسب نوع الفاكهة)، يتم توجيه القابض بواسطة نظام من الكاميرات ومعالجة الصور المتطورة والذكاء الاصطناعي الذي يضمن إمكانية الوصول إلى الفاكهة وإزالتها دون ضرر.
روبوت لمساعدة الأطباء
وصل تطور مجال الذكاء الاصطناعي إلى الحد الذي يسمح بالولوج في مجال الصحة والطب والذي يعتبر من أهم المجالات لأنها معنية بصحة الإنسان وعمره، وتقليلًا للأخطاء الطبية التي من الممكن أن يرتكبها الأطباء خلال إجرائهم للعمليات الجراحية، والتي قد تتسبب في فقدان بعض الأشخاص لحياتهم، يتم استخدام نظام دافنشي الجراحي، وهو روبوت متعدد الأذرع، يساعد على تقليل الأخطاء الجراحية، ويمنح الجراحين تحكمًا أكثر دقة باستخدام رؤية مكبرة عالية الدقة «3D» وأدوات التحكم التي تربط معصمي الجراح ويديه، كما يقوم النظام بعمل شقوق صغيرة ودقيقة قد لا تتمكن أيدي البشر من إجرائها، ما يوفر تحكمًا معززًا للجراحين.
روبوت للرد على الاستفسارات
GPT Chat، هو روبوت محادثة أطلقته مؤسسة «OpenAI» ويتم ضبطه باستخدام تقنيات التعلم الخاضعة للإشراف، ويعتبر هذا الابتكار أداة ذكاء اصطناعي جديدة يمكنها فهم وتوليد لغة طبيعية أو نص بشري، كذلك تُعتبر أداة يتم تدريبها على كميات كبيرة من البيانات النصية وتستخدم خوارزمية تعرف باسم «Transformer» لمعرفة كيفية إنشاء نص قريب من المحادثة البشرية أو مشابه لها.
وعن كيفية عمل الروبوت، ففي البداية يتم تغذيته بكمية كبيرة من النص مثل المقالات والمحادثات، ثم يستخدم هذه البيانات لمعرفة أنماط وهياكل اللغة، وبعد أن يتعلم اللغة، يكون قادرًا تمامًا على إنشاء نصها بناء على موضوع معين.
85 مليون وظيفة قد تُمحى في 2025
يقول الدكتور المهندس محمد رفعت، خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي، إن بعض الدرسات أثبتت أن الذكاء الاصطناعي سيخلق فرص عمل جديدة، وذلك بسبب آلية العمل وفق البرمجيات التي تقوم على المدخلات والمخرجات.
وأوضح في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن مجال الذكاء الاصطناعي سيتسلل إلى الوظائف التي تحتاج إلى الكتابة وإلى إدخال البيانات والحوسبة، لكن مع وجود الإنسان، مضيفًا أن هذه الآلات تم صنعها لمسعادة الإنسان وليس لإلغائه، وذلك لأن هناك احتمالية وجود أي أخطاء نتيجة عمل هذه الآلات، لذلك دائمًا ما يتطلب الأمر تدخل الإنسان للتحقق من ما تقوم به هذه الآلة.
وذكر رفعت، أنه وفقًا لدراسة نُشرت في عام 2020، يقدر الخبراء، أنه بحلول عام 2025، قد يتم محو 85 مليون وظيفة من خلال التحول في تقسيم العمل بين البشر والآلات، فيما قد يظهر97 مليون دور جديد أكثر تكيفًا مع التقسيم الجديد للعمل بينكل من البشر والآلات والخوارزميات.