قمة الذكاء الاصطناعي .. ابتكارات لخير البشرية

27

AI بالعربي – متابعات 

أولت السعودية جل اهتمامها بالإنسان، إيمانا منها بدوره في تحقيق التنمية على أسس منهجية وتنافسية متطورة على مستوى عالمي، نتيجة للتحولات المتسارعة في مكونات طبيعة المجتمعات البشرية، بناء على محصلة استخدامات تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، القائمة على توجهات بناء اقتصاد عالمي جديد يقوم على اقتصاد المعرفة، الذي يعد العقل البشري إحدى أهم ركائزه، ومن هذا المنطلق، الذي نادت به رؤية المملكة 2030، التي هندس قواعدها، وشكل توجهاتها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، المؤمن بالشباب وقدراته مانحا إياه الفرصة تلو الأخرى لتحقيق النجاحات الوطنية والإقليمية والعالمية، داعيا أصحاب الكفاءات والإنجازات للمملكة لتحقيق أحلام جديدة وإنجازات عظيمة من أرض مهد الحضارات ونقطة وصل القارات، التي تشعل هذه الأيام شعلة النسخة الثانية من قمة الذكاء الاصطناعي، في العاصمة الرياض، حاملة شعار “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية”، بمشاركة أكثر من 200 متحدث من 70 دولة، يمثلون صانعي السياسات في هذا المجال، ورؤساء شركات التقنية حول العالم، إلى جانب حضور مسؤولين ووزراء، للاطلاع على ما يتم طرحه في 100 جلسة، وكيفية استخدامه، وأثره في حياة الإنسان.

تأتي القمة في وقت أصبح فيه البحث والابتكار محركين أساسيين في اقتصادات الدول والدول المتقدمة على وجه الخصوص، وأضحى الاهتمام بالمبتكرين على سلم أولويات دول العالم، ولا سيما الدول المتقدمة، وتجلى ذلك في تنافس الدول على دعم المبتكرين وتحفيز النشء على الابتكار وتقديم ابتكارات علمية جديدة تخدم البشرية وتحقق لها عائدا اقتصاديا كبيرا، من أجل ذلك عملت المملكة على مواكبة هذا المسار العالمي الجديد القائم على اقتصاد المعرفة والاستفادة منه في تحقيق التنمية المستدامة لها.
بدوره، أكد المهندس الأمريكي من أصول أردنية أمجد العبدالات، إحدى أبرز الكفاءات المشاركة، أن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في الرياض تسلط الضوء على رؤية السعودية، التي تعد الذكاء الاصطناعي وسيلة لتطوير أنظمة الكمبيوتر القادرة على أداء المهام، التي تتطلب عادة ذكاء بشريا، مثل الإدراك البصري، والتعرف على الكلام، واتخاذ القرارات، والترجمة بين اللغات، فيما تهدف الرؤية إلى احتضان ودمج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كامل في الأعمال التجارية، لتنمية الاقتصاد والبقاء في طليعة الابتكار، مشيرا إلى أن القمة تبحث كل ما يخص الذكاء الاصطناعي من تحديات وتطلعات للاستفادة من تقنياته في الحياة اليومية لخدمة البشرية، لتسليط الضوء على أحدث الأبحاث والتقنيات، وتبادل الخبرات، واكتشاف الفرص الاستثمارية المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي خلال المرحلة المقبلة.
وبين الخبير التقني في حديث لـ“الاقتصادية”، والذي يدير شركة Beyond Limits إحدى كبريات شركات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة الأمريكية، أن مجالات النسخة الثانية من “قمة الذكاء الاصطناعي”، تقوم على ثمانية مرتكزات، هي المدن الذكية، وبناء القدرات، والرعاية الصحية، والمواصلات، والطاقة، والثقافة والتراث، والبيئة والاقتصاد الرقمي، التي عدها شاملة ومركزة، لإنعاش وإحياء منطقة الشرق الأوسط، التي لطالما عانت التهميش والاستبعاد على أصعدة الاختراع والابتكار، مشبها مشاركته اليوم في بداياته العمل مع معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، الذي يدير مختبر الدفع النفاث لوكالة “ناسا”، بدءا من صنع أدمغة المركبات المريخية الجوالة إلى إعادة استخدام برامج الكشف عن الثقوب السوداء، لتحديد أفضل الأماكن لإضافة أجهزة الاستشعار إلى الأنظمة المخصصة لهذه الغاية.
إلى ذلك، قال الخبير التقني عن الهدف من مشاركته في قمة الذكاء بالرياض: “أثمن هذه الدعوة السعودية، التي تسهم في تحقيق هدفنا، بالمشاركة في بناء حلول عملية وذكية للمشكلات، في ظل بيئة علمية متقدمة تدعمها رؤية أمير الشباب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ما يجعلنا أكثر تقدما وإنجازا في قطاع الذكاء الاصطناعي الهجين، من خلال التكامل بين الذكاء الاصطناعي الرقمي والمعرفي مع العقل البشري، لبناء أنظمة تحاكي هذه الأنواع من عمليات التفكير لإنشاء شكل فريد من الذكاء الاصطناعي.

وفي السياق ذاته، تطرق المهندس أمجد العبداللات لدور الذكاء الاصطناعي في التنقيب عن النفط والغاز، وكذلك إدارة المنشآت النفطية، إذ تم تطوير تطبيقات للكشف عن الآبار النفطية بطرق حديثة ومتطورة، إضافة إلى اكتشاف أحداث الصنفرة في الآبار النفطية، وكذلك المهام الأخرى المرتبطة باستخراج المنتجات النفطية وتوزيعها، حيث تعمل هذه “التطبيقات على اكتشاف أفضل مواقع للتنقيب عن النفط، من خلال روبوتات مستقلة تماما، لها مهام عدة بدءا من التنقيب حتى عمليات البحث عن التآكل في منصات النفط ومراقبة تقدمها، وتنبيه الموظفين عندما تخرج عن نطاق السيطرة، فيما تعمل بعضها على إيجاد حلول متقدمة كيميائيا للتوصل إلى صيغ فريدة من نوعها لزيوت تشحيم السيارات، وغيرها من المنتجات التي تقدم حلولا في المصافي النفطية، للعثور على السبب الجذري للمشكلات وحلها بأسرع وقت وأقل تكلفة.
وتمثل المشاركة في قمة الذكاء الاصطناعي في الرياض فرصة للمهتمين في مجال التكنولوجيا الحديثة، خصوصا الراغبين بتحقيق قفزة معرفية تتجاوز الذكاء الاصطناعي التقليدي إلى قدرة تشبه الإنسان على إدراك وفهم وربط وتعلم وتعليم الأشياء، من خلال عقلية مستقلة قادرة على حل المشكلات بشكل أسرع بناء على حلول الذكاء الاصطناعي الحالية، فالبرامج الحديثة قادرة على معالجة التحديات الصناعية والمؤسسية المعقدة للعملاء العالميين الرائدين لتحويل أعمالهم وعملياتهم الصناعية، التي تتميز بحلول السرعة والكفاءة وتشغيل الأجهزة خفيفة الوزن والذاكرة العملاقة والسرعة الخارقة.
ويفسر الخبير التقني لـ”الاقتصادية” القيمة الإضافية، التي ستوفرها القمة، من خلال توفير بيئة مشتركة وحاضنة للذكاء الاصطناعي، ما يجعل الذكاء الاصطناعي أكثر قابلية للتنفيذ، ما يعطي تبادل التجارب والخبرات تفسيرات دائمة للأحداث، التي بحاجة إلى إجابات دائمة، وهذا يعني أنه يمكن التطبيق على الأصول عالية القيمة بحيث لا تكون النتيجة الصحيحة هي النتيجة الصحيحة فحسب، ولكن تكون مزودة بشرح كيفية اشتقاق هذه الإجابة بشكل كامل، من خلال إعطاء الإجابة الصحيحة أو التوصية الأنسب مع تفسيرها.
وفي سياق آخر، سبق وأن أطلقت السعودية استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي تهدف إلى جعلها رائدا عالميا في هذا المجال، لجذب استثمارات أجنبية ومحلية بقيمة 20 مليار دولار بحلول 2030، فيما ترفع مثل هذه المحافل العلمية العالمية من ترتيب المملكة على سلم الدول المتقدمة.

اترك رد

Your email address will not be published.