الذكاء الاصطناعي ينافس الكتّاب الهواة
AI بالعربي – متابعات
نشرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية قبل عامين مقالًا صغيرًا كتبه برنامج ذكاء اصطناعي من إنتاج شركة “أوبن إي آي” الأمريكية؛ بعنوان “روبوت كتب هذا المقال بالكامل، هل بدأتم تخافون أيها البشر؟”.
وفي العام 2020، استبدلت شركة مايكروسوفت الأمريكية عددًا من الصحفيين بذكاء اصطناعي قادر على الكتابة.
ومع تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي اللغوية، يرى باحثون أنه قريبًا لن نستطيع تمييز النصوص المكتوبة بوساطتها، عن النصوص التي يكتبها البشر.
وكشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة بريتيش كولومبيا البريطانية، آثار تطور الذكاء الاصطناعي على الكتّاب البشر، وحاولوا فهم ما يتوقعه الكتّاب من الذكاء الاصطناعي، وماهية الحدود الفاصلة في مهنة الكتابة.
وأجرى الباحثون مقابلات مع 7 هواة كتابة و13 كاتبًا محترفًا، باستخدام طريقة خيالية، من خلال عرض نماذج من الذكاء الاصطناعي المستقبلي القادر على الكتابة.
ثم استفسروا منهم عما يتوقعونه حيال تأثير الكتابة المشتركة مع الذكاء الاصطناعي على مهنتهم وطريقة ممارستها.
وقال الكتّاب إنهم يريدون من الذكاء الاصطناعي أن يحترم قيمهم الشخصية؛ مثل العواطف والإنتاجية.
العواطف
وقال الكتّاب الهواة المشاركون في التجربة إنهم يستمتعون بعملية الكتابة، وأشاروا إليها بأنها ”عمل من الحب“، وفي حين إن مشاركة الذكاء الاصطناعي فيها تزيد من إنتاجيتهم، غير أنهم لم يكونوا مهتمين بذلك مقابل استبدال ما تعنيه ممارسة الكتابة بالنسبة لهم.
ووصف الكتّاب مهنتهم بثلاثة قيم عاطفية، ورأى بعضهم أن الكتابة تمنحهم ملكية على الكلمات التي يكتبونها، في حين إن الكتابة المشتركة مع الذكاء الاصطناعي تسلبهم هذه الملكية.
ورأى البعض الآخر أن الكتابة تتصف بالنزاهة، واستخدام الذكاء الاصطناعي يعني الغش فيها، وذكر آخرون أنهم يفضلون الاستمتاع شخصيًا بتحويل أفكارهم إلى كلمات.
الإنتاجية
ومن جهة أخرى، رأى الكتاب المحترفون أن مهنتهم هي مصدر عيشهم، وفي حال استطاع الذكاء الاصطناعي أن يزيد إنتاجيتهم، فإنهم يرحبون به وبمشاركته في أداء جزء من مهماتهم.
وتخيل الكتّاب المحترفون استخدام الذكاء الاصطناعي لتحويل أفكارهم إلى نصوص مكتوبة، ولم يمانعوا التخلي عن قيمهم العاطفية مقابل زيادة الإنتاجية.
ورأى بعض الكتّاب أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في أداء بعض المهمات البسيطة، مثل تطوير شكل النص، وإعادة ترتيب الجمل ومراجعته إملائيًا؛ وفقًا لموقع تك إكسبلور.
ولم تكن لديهم ثقة في حيازة الذكاء الاصطناعي على مهارات الكتابة الإبداعية؛ مثل التخطيط الروائي، وابتكار الخلفيات وراء الشخصيات الأساسية في القصص.
كاتب مساعد
واقترحت الدراسة أداة مساعدة تشبه الكاتب البشري المساعد، ولكن هذه الأداة يجب أن تعي الحدود الفاصلة بينها وبين الكتّاب، وأن تستجيب إلى مستوى تدخلها المتوافق مع المطلوب منها.
ويرى الباحثون أن مشاركة الذكاء الاصطناعي في الكتابة تترك وقتًا وطاقة للكتّاب للتركيز على الجانب الإبداعي من الكتابة، ولا يمكن للبرنامج المساعد في الكتابة أن يستبدل البشر بالكامل في مساعيهم الإبداعية.