ويب 3.0 والذكاء الاصطناعي

17

 جاسم حاجي

بينما‭ ‬يشير‭ ‬الويب‭ ‬1.0‭ ‬إلى‭ ‬الويب‭ ‬المعلوماتي‭ ‬الأصلي،‭ ‬ويشير‭ ‬الويب‭ ‬2‭.‬0‭ ‬إلى‭ ‬الويب‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬يشير‭ ‬مصطلح‭ ‬الويب‭ ‬3‭.‬0‭ ‬إلى‭ ‬الإصدار‭ ‬المتطور‭ ‬حاليًا‭ ‬من‭ ‬الويب‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المصطلح‭ ‬مرتبط‭ ‬بمخترع‭ ‬الويب،‭ ‬تيم‭ ‬برنرز‭ – ‬لي،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬تعريف‭ ‬متفق‭ ‬عليه‭ ‬تمامًا‭ ‬للويب‭ ‬3‭.‬0‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يشار‭ ‬إليها‭ ‬باسم‭ ‬الويب‭ ‬الدلالي‭ ‬أو‭ ‬الويب‭ ‬الذكي‭. ‬المفهوم‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬تحسن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ (‬AI‭) ‬وتطور‭ ‬ذكاء‭ ‬أجهزتنا،‭ ‬ستتمكن‭ ‬الأجهزة‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬المعلومات‭ ‬وتجميعها‭ ‬ودمجها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬إجابات‭ ‬ذكية‭ ‬لأسئلتنا،‭ ‬وتخصيص‭ ‬المعلومات‭ ‬والإشعارات‭ ‬وفقًا‭ ‬لاحتياجاتنا‭. ‬يتم‭ ‬التقاط‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التعريف‭ ‬الموجز‭ ‬للويب‭ ‬3.0‭:‬

إنها‭ ‬العبارة‭ ‬‮«‬القابلة‭ ‬للتنفيذ‮»‬‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬الانترنت‭ ‬مع‭ ‬التطبيقات‭ ‬الديناميكية‭ ‬والخدمات‭ ‬التفاعلية‭ ‬والتفاعل‭ ‬‮«‬من‭ ‬آلة‭ ‬إلى‭ ‬آلة‮»‬‭. ‬الويب‭ ‬3‭.‬0‭ ‬هي‭ ‬شبكة‭ ‬دلالية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭. ‬في‭ ‬ويب‭ ‬3‭.‬0،‭ ‬يمكن‭ ‬لأجهزة‭ ‬الحاسوب‭ ‬تفسير‭ ‬المعلومات‭ ‬مثل‭ ‬البشر‭ ‬وإنشاء‭ ‬وتوزيع‭ ‬محتوى‭ ‬مفيد‭ ‬بذكاء‭ ‬مصمم‭ ‬خصيصًا‭ ‬لاحتياجات‭ ‬المستخدمين‭.‬

غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تستلزم‭ ‬فكرة‭ ‬الويب‭ ‬الدلالي‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬التخصيص،‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬المتراكمة‭ ‬حول‭ ‬اهتمامات‭ ‬الأفراد‭ ‬وتفضيلاتهم‭. ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬بدايات‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬البحث‭ ‬المخصصة‭ ‬التي‭ ‬تعيدها‭ ‬جوجل،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬موجز‭ ‬الأخبار‭ ‬المخصص‭ ‬على‭ ‬فيسبوك‭ ‬وأنظمة‭ ‬الوسائط‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بتصفية‭ ‬المشاركات‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬تصرفات‭ ‬المستخدمين‭ ‬وتفاعلاتهم‭.‬

بينما‭ ‬يتم‭ ‬التركيز‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬على‭ ‬العنصر‭ ‬الدلالي،‭ ‬يتم‭ ‬ذكر‭ ‬مفهوم‭ ‬الشبكة‭ ‬الجغرافية‭ ‬المكانية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬والتي‭ ‬تتضمن‭ ‬رسومات‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬العوالم‭ ‬الافتراضية‭ ‬أو‭ ‬بيئات‭ ‬الألعاب،‭ ‬والتي‭ ‬ترتبط‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬بالواقع‭ ‬الافتراضي‭ ‬والواقع‭ ‬المعزز‭. ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬علاقة‭ ‬الويب‭ ‬3‭.‬0‭ ‬بمفهوم‭ ‬ميتا‭ ‬فيرس،‭ ‬كما‭ ‬روج‭ ‬له‭ ‬مارك‭ ‬زوكربيرج‭ ‬من‭ ‬فيسبوك‭ ‬وآخرين‭. ‬يركز‭ ‬استخدام‭ ‬آخر‭ ‬حديث‭ ‬لمصطلح‭ ‬الويب‭ ‬3‭.‬0‭ ‬على‭ ‬ظهور‭ ‬شبكة‭ ‬لا‭ ‬مركزية‭ ‬تدعمها‭ ‬تقنيات‭ ‬مثل‭ ‬بلوكشين،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يدعمون‭ ‬فكرة‭ ‬الويب‭ ‬3‭.‬0‭ ‬هذه‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬أن‭ ‬الويب‭ ‬3‭.‬0‭ ‬وميتا‭ ‬فيرس‭ ‬مختلفان‭ ‬تمامًا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنهما‭ ‬يكملان‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭.‬

التعلم‭ ‬باستخدام‭ ‬الويب‭ ‬3‭.‬0

بينما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الويب‭ ‬3‭.‬0‭ ‬يتطور،‭ ‬يمكننا‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬التكهن‭ ‬بالآثار‭ ‬التعليمية‭ ‬للويب‭ ‬الدلالي‭. ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬تكمن‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تخصيص‭ ‬التعلم‭. ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬قد‭ ‬نعتاد‭ ‬قدرا‭ ‬معينا‭ ‬من‭ ‬التعلم‭ ‬المخصص‭ ‬المنخفض‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬يتعامل‭ ‬معه‭ ‬وكلاء‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬أو‭ ‬المساعدون‭ ‬الافتراضيون،‭ ‬قبل‭ ‬إرسال‭ ‬الإشعارات‭ ‬أو‭ ‬طلبات‭ ‬المساعدة‭ ‬الإضافية‭ ‬إلى‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الطلاب‭ ‬المتعثرين‭ ‬أو‭ ‬المعرضين‭ ‬للخطر‭. ‬وهذا‭ ‬مرتبط‭ ‬بمجالات‭ ‬تطوير‭ ‬البيانات‭ ‬الضخمة‭ ‬وتحليلات‭ ‬التعلم‭.‬

فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشبكة‭ ‬الجغرافية‭ ‬المكانية،‭ ‬فإن‭ ‬الواقع‭ ‬الافتراضي‭ ‬والواقع‭ ‬المعزز‭ ‬لهما‭ ‬بالتأكيد‭ ‬آثار‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬التعليم‭: ‬فالأول‭ ‬يعرض‭ ‬الطلاب‭ ‬لتسجيلات‭ ‬أو‭ ‬محاكاة‭ ‬غامرة‭ ‬للمواقع‭ ‬والأحداث‭ ‬والظواهر،‭ ‬والأخير‭ ‬يشجع‭ ‬التعلم‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬المكان‭ ‬في‭ ‬سياقات‭ ‬العالم‭ ‬الحقيقي‭ ‬خارج‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭. ‬هذه‭ ‬مساحة‭ ‬يجب‭ ‬مراقبتها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭.‬

 

اترك رد

Your email address will not be published.