دور الذكاء الاصطناعي وأثره الكبير على صناعة التأمين

377

AI بالعربي – “خاص”

تستكشف المؤسسات أساليب وتطبيقات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، في جميع القطاعات المالية بما في ذلك قطاع التأمين، حيث شهد قطاع التأمين ولا يزال ابتكارات في مجالات عديدة، مثل التسعير، وتسوية المطالبات، وكشف الاحتيال وغيرها، وبشكلٍ عام يواجه قطاع التأمين مجموعة من المخاطر الناشئة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، جنبًا إلى جنب مع مجموعة كبيرة من فرص الابتكار التي تساعد على زيادة الإنتاجية، ويمد الذكاء الاصطناعي قطاع التأمين بكل المخاطر والفرص بالفعل من حيث المنظور التشغيلي.
يقوم الذكاء الاصطناعي بتقديم المساعدة، لشركات التأمين والوسطاء وحاملي وثائق التأمين، من حيث زيادة الكفاءة والفعالية وسرعة وكفاءة وحجم تبادل المعلومات، لا سيما وأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر حلولًا لمعظم المشاكل التي تواجه القطاع، خصوصًا من ناحية التعويضات أو المقاصة بين الشركات، كما أنه يساعد في تقييم الخطر بطريقة دقيقة، وكذلك منع وقوع الأضرار، والانتهاء من تسوية المطالبات بشكل أسرع، فعلى سبيل المثال قامت إحدى شركات التأمين بالخارج بتسوية أحد المطالبات في خلال عدة ثوان، ومن ثم فإن الذكاء الاصطناعي يساعد القائمين على صناعة التأمين على توفير المال، بل وتحقيق إيرادات أكبر حيث أنه يقوم بمنح العملاء ما يريدونه بالضبط وقتما يريدون.

How Your Insurance Quote Is Powered By Artificial Intelligence

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على صناعة التأمين؟

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر بصورة كبيرة على صناعة التأمين من خلال عدة عوامل، والتي نستعرضها عبر السطور القادمة:
1- المطالبات:
يعتبر متوسط الوقت الذي تستغرقه عملية تسوية المطالبة من 10- 15 يومًا، ولكن عند استخدام الذكاء الاصطناعي في المطالبات، فإنه سيتم تقليل الوقت إلى 2- 3 أيام، ولا يمثل توفير الوقت الفائدة الوحيدة فيما يتعلق بمطالبات التأمين، ولكنه يساعد أيضًا في الحد من الخسائر التي تتكبدها شركات التأمين نتيجة المطالبات الاحتيالية، وحسبما ذكر رئيس قسم التحليلات بشركة “AIG” بالولايات المتحدة الأمريكية حيث قال: “صناعة التأمين تتحمل خسائر تقدر بأكثر من 40 مليار دولار في السنة”، ولكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملية المطالبات الخاصة بشركة “AIG”، أدى إلى أن الشركة قامت بالتعامل مع أكثر من 77 مليون مطالبة، وذلك بفضل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما تم الكشف عن 75% من مطالبات التأمين الاحتيالية”.

2- الاكتتاب:
يمكن أن تقوم شركات التأمين بتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لتحليل المخاطر، وهو ما سيؤثر على مبلغ التأمين وعلى تحديد نوع التغطية التأمينية، كما يقدم الذكاء الاصطناعي الفرصة لشركات التأمين لإنشاء نماذج مختلفة للتنبؤ بالمخاطر المحتملة، وبالتالي تقوم الشركة بتصميم وثائق تأمين ملائمة لاحتياجات العملاء المختلفة.

أمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة التأمين:
هناك العديد من الأمثلة على كيفية استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في صناعة التأمين، وهو ما سوف نرصده فيما يلي:

التأمين على الحياة:
يساعد الذكاء الاصطناعي في توفير المزيد من البيانات، عن الشخص المتقدم للحصول على التأمين، وذلك من خلال أجهزة الاستشعار الموجودة في سيارته أو منزله، كما يمكن أن يحدث هذا أيضًا من خلال استخراج البيانات الاجتماعية، والتاريخ الطبي الخاص بالشخص، وبناءً على ذلك تستطيع شركة التأمين من خلال الذكاء الاصطناعي، معرفة إذا كان هذا الشخص يعيش حياة أكثر أمانًا، وكذلك معرفة هل هذا الشخص يدخن أو يشرب الكحوليات؟ وهل يقوم بممارسة الرياضة بانتظام؟ وهل يعرض نفسه للخطر؟ على سبيل المثال اكتشاف إذا كان يقوم بالقيادة بدون حزام الأمان. واستنادًا إلى ذلك ستصبح شركة التأمين، قادرة على أن تقدم التغطية التأمينية الملائمة لهذا العميل بسعر مناسب، وينطبق الشيء نفسه على تسوية مطالبات التأمين على الحياة، فشركات التأمين تستطيع استخدام طائرات بدون طيار، لعمل تقييم سريع لموقع الحادث للحكم على ظروف المطالبة، كما يمكن للأجهزة الذكية أن تحذر المستخدم بأنه على وشك التعرض لموقفٍ خطير، مما يساعد على منع وقوع خسائر، كما يمكن أيضًا من خلال تحليل البيانات تحديد هوية الشخص، وبالتالي تقليل احتمال حدوث احتيال في مطالبات التأمين، وهذا يعني معالجة أسرع للمطالبات.

التأمين البحري:
يساهم الذكاء الاصطناعي في منع وتقليل الخسائر في التأمين البحري، حيث يقوم بتحليل البيانات المتعلقة بما يلي:
1- معدل تكدُّس السفن في الموانئ المختلفة.
2- الطرق المائية الأكثر استخدامًا في النقل البحري.
3- تحليل الخسائر التي تنتج عن عمليات النقل الداخلي، وتقلب الأحوال المناخية، وعدم ملائمة الوحدة الناقلة لطبيعة البضائع المنقولة.

عند قيام شركة التأمين عن طريق الذكاء الاصطناعي بتحليل تلك البيانات، تستطيع الشركة أن تتوقع الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها السفينة أو البضائع المطلوب التأمين عليها، وبالتالي تقوم الشركة بوضع الاشتراطات التي تؤدى إلى تقليل أو منع وقوع خسائر.

اتجاهاتٌ جديدةٌ للذكاء الاصطناعي تُعيد تشكيل صناعة التأمين:
بدأ بالفعل استخدام التقنيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، في مختلف مجالات العمل وفي المنازل والسيارات، وهناك عدة اتجاهات جديدة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستعيد تشكيل صناعة التأمين على مدى العقد المقبل، وهذه الاتجاهات هي:

1- تداول البيانات بواسطة الأجهزة المتصلة ببعضها:
ستشهد السنوات القادمة زيادة كبيرة في عدد الأجهزة المتصلة ببعضها، مثل السيارات، وأجهزة متابعة اللياقة البدنية، والأجهزة المنزلية المساعدة، والهواتف والساعات الذكية، وسوف تنضم إليهم فئات جديدة من تلك التي سينطبق عليها مفهوم الأجهزة الذكية، مثل الملابس، والنظارات، والأجهزة المنزلية، والأجهزة الطبية، والأحذية، والتي ستساهم في توفير المزيد من البيانات التي أنشأتها هذه الأجهزة لشركات التأمين، وبالتالي ستتمكن تلك الشركات من فهم عملائها بشكل أكثر دقة وعمقًا، مما سيؤدي إلى قيام شركات التأمين بتصميم منتجات تأمينية جديدة وبسعر أكثر دقة، ويؤدي كذلك لتقديم الخدمة بشكل أسرع.

2- زيادة انتشار أجهزة الإنسان الآلي “الروبوتات”:
شهد المجال الخاص بأجهزة الإنسان الآلي “الروبوتات”، العديد من الإنجازات المثيرة في الآونة الأخيرة، وهو ما سيؤدي إلى حدوث تغيير في طريقة تفاعل الجنس البشري مع العالم من حوله، فقد شهد مجال “الروبوتات” العديد من الإنجازات المثيرة في الآونة الأخيرة، حيث ظهر ما يعرف بالتصنيع الإضافي أو “الطباعة ثلاثية الأبعاد”، والتي ستُساهم بشكل جذري في إعادة تصميم منتجات التأمين التجاري حتى تكون ملائمة للمستقبل، وبحلول عام 2025 ستكون المباني المطبوعة ثلاثية الأبعاد أكثر شيوعًا.

كما سيشهد العقد القادم أيضًا توسعًا في استخدام الطائرات بدون طيار القابلة للبرمجة الذاتية، والسيارات ذاتية القيادة، والمعدات الزراعية المستقلة، والروبوتات الجراحية المُعدلة، وسيؤدي هذا التواجد المتزايد للروبوتات في الحياة اليومية وعبر الصناعات، إلى حدوث تغير في مفهوم الأخطار، وكذلك ستظهر احتياجات تأمينية جديدة للعملاء.

كيف يمكن لشركات التأمين الاستعداد لتلك المتغيرات المتلاحقة؟
على الرغم من أنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما قد تبدو عليه صناعة التأمين في عام 2030، إلا أنه يتعين على شركات التأمين الاستعداد لتلك التغيرات من الآن وذلك على النحو التالي:

1- محاولة التعرف على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي المرتبطة بالتأمين، حيث يجب على متخذي القرار بالشركات وفرق العمل المسؤولة عن التسويق وخدمة العملاء، البدء باستثمار الوقت والموارد لبناء فهم عميق لهذه التقنيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، و يجب عليهم أن يشرعوا في تفعيل مشاركة شركاتهم في الأنظمة التكنولوجية الحديثة على نطاق واسع، والنجاح في أداء الدور المنوط بهم داخل نظام بيئي، قائم على البيانات وتكنولوجيا المعلومات.

2- البدء في وضع وتنفيذ خطة استراتيجية متكاملة للتطوير، حيث يجب على شركات التأمين أن تقرر الكيفية التي ستقوم من خلالها باستخدام التكنولوجيا لدعم استراتيجية أعمالها، وكذلك يتعين عليها تطوير المنظور الخاص بها حول المجالات التي ترغب في الاستثمار فيها، من خلال وضع خطة استراتيجية، وكذلك تحديد المنهج الذي سوف تنتهجه الشركة لتحقيق أهدافها.
ويجب أن تعتمد هذه الخطة الاستراتيجية على أربعة محاور أساسية وهي:
1- تطوير الإمكانيات الخاصة بالحصول على البيانات.
2- تطوير الشركة وصقل قدرات العاملين فيها.
3- تطوير نماذج الأعمال والأدوات الإنتاجية للشركة.
4- تطوير الهيكل الإداري للشركة.

اترك رد

Your email address will not be published.