تأثير الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات بهدف التسويق
AI بالعربي – “خاص”
باتت تقنية الذكاء الاصطناعي تتصدر العناوين الرئيسية باستمرار في كل المجالات، وذلك بسبب نجاحها الكبير في تحويل الصناعات في جميع أنحاء العالم، حيث تتصارع جميع الشركات لفهم كيفية دمج هذه التكنولوجيا الناشئة.
وبما أن مجال التسويق أحد المجالات المهمة في العالم من حولنا، لذا فإنه أصبح يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة، حيث أشارت العديد من الدراسات والأبحاث العالمية، أنه من المتوقع أن يصل تأثير الذكاء الاصطناعي على مجال التسويق، إلى حوالي 40 مليار دولار بحلول عام 2025، وأوضحت تلك الدراسات أن معظم منظمات الإدارة الجماعية على دراية بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لكن الكثير منهم ما يزالون غير متأكدين أوغير مدركين لحجم الفائدة، وكيف يمكنهم تبني الذكاء الاصطناعي لتحسين التسويق.
كيف يعمل التسويق بالذكاء الاصطناعي؟
يُحاكي التسويق بتقنيات الذكاء الاصطناعي طريقة تفكير الدماغ البشري، وذلك بتقديم بعض التجارب المُخصصة للعملاء وفق مقاييس مُحددة، فيتعلم من التجربة مثلما يتعلم الدماغ البشري، ثم يستخدم التعلم الآلي لتقليد هذه المهام وأتمتتها بشكل أفضل وأكثر مرونة.
وكلما زادت البيانات التي يتم جمعها بواسطة الذكاء الاصطناعي، فإن ذلك سيقدم فهمًا أكثر حول العملاء وأنماطهم وحول السوق والمنافسة، كما أنه يعتبر متاحًا على مدار اليوم، وقادرًا على أداء أعقد المهام بشكل متزايد مع مرور الوقت، وهذا ما يجعل التسويق بتقنية الذكاء الاصطناعي أحد الحلول التسويقية القوية في الوقت الراهن.
المعلومات التي يقدمها التسويق بالذكاء الاصطناعي
يُقدم التسويق بالذكاء الاصطناعي العديد من المعلومات التي تُهم المسوق أو العميل، ويُمكّن تقسيم هذه المعلومات إلى أربعة أقسام مختلفة، يحتوي كل منها على معلومة تعتبر ذات أهمية للمسوق وخطته التسويقية، وهي كالتالي:
معلومات عن المنافسين: يمكن للمسوق التعرف بصورة كبيرة على المنافسين وعلى خططهم، وذلك من خلال استخدام التسويق بالذكاء الاصطناعي، حيث أنه يتيح للمسوق أيضًا إجراء تحليل “SWOT”، حتى يتعرف على نقاط القوة والضعف في المنافسة.
معلومات المنتَج: يقدم تسويق عبر الذكاء الاصطناعي معلومات شاملة للمُسَوّق حول مُنتجِه أو خِدمته، حولما يخص جودة وأداء المنتج أو الخدمة، وذلك بعد التعرف على معلومات حول المنافسين.
فهم السوق: يعد فهم السوق من المهام الأساسية لنظم التسويق بالذكاء الاصطناعي، وذلك للتعرف على أداء المنتج في الأسواق المختلفة حيث يكون موجودًا، والكشف عن إمكانية التوسع في أسواق جديدة والتي لا يكون موجودًا بها، كما يكشف للمسوق إذا كان هناك أسواق أخرى، يُمكنها أن تستفيد من المنتج أو الخدمة التي يُقدمها المسوق.
فهم العميل: يعتبر فهم العميل صاحب الدور الرئيسي في زيادة دورة حياة العميل، وتحويله من عميل عادي إلى عميل أكثر ولاءً للعلامة التجارية.
كيفية الاستفادة من التسويق بالذكاء الاصطناعي
يلتقي مجالا التسويق والذكاء الاصطناعي، في النظم التي تساعد في عمليات مثل التنبؤ بالسوق وأتمتة العمليات واتخاذ القرار، بالإضافة إلى زيادة كفاءة المهام التي عادة ما يؤديها البشر، ويمكن تفسير السر وراء هذه النظم من خلال الشبكات العصبية ونظم المعلومات، وهي برامج حاسوبية تعالج المدخلات وتوفر مخرجات قيّمة للمسوقين.
كما يمكن تطبيق نظم الذكاء الاصطناعي النابع من تكنولوجيا الحوسبة الاجتماعية، لفهم المنصات الاجتماعية على شبكة الإنترنت، ويمكنها أيضًا استخدام تقنيات التنقيب في البيانات لتحليل أنواع مختلفة من الشبكات الاجتماعية، حيث يعمل هذا التحليل على مساعدة المسوق في تحديد الجهات الفاعلة أو العقد المؤثرة داخل الشبكات، وهي المعلومات التي يمكن تطبيقها آنذاك لاتخاذ نهج تسويقي اجتماعي حضاري.
ويُعرَّف التسويق بالذكاء الاصطناعي على أنه: “عملية استخدام البيانات والخوارزميات في توجيه الجهود التسويقية، من خلال تكوين استراتيجيات المحتوى وتحليل أنماط العملاء دون الحاجة للتدخل البشري” ، حيث يستخدم التسويق بالذكاء الاصطناعي في جميع مراحل وعمليات التسويق المختلفة، والتي تشمل:
1- التخطيط الاستراتيجي.
2- الترويج.
3- تخصيص المنتجات.
4- قياس الأداء والتتبع.
طرق الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التسويق
بات الذكاء الاصطناعي أحد الأدوات الأساسية في ترسانة المسوّقين الرقميّين، حيث أنه أحدث ثورة في صناعة التسويق الإلكتروني، ولم يعد استخدامه مقصورًا على الشركات الكبيرة فقط، لذلك فإن هناك عدة طرق للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال التسويق وهي:
روبوتات الدردشة:
روبوت الدردشة هو برنامج كمبيوتر “حاسوبي”، يعتمد على الذكاء الاصطناعي في بعض الأحيان، ويُستخدم لمحاكاة المحادثات البشرية من خلال فهم طلبات المستخدمين وأسئلتهم ثم منحهم إجابات ذات صلة، وتُستخدم روبوتات الدردشة في المواقع الإلكترونية، وتطبيقات المحمول، وقنوات إرسال الرسائل بهدف مساعدة العمليات التشغيلية والمبيعات في العمل بشكل أكثر فاعلية مع تقديمها لخدمات قيِّمة للجمهور.
تحليل بيانات المستهلكين:
يتم استخدام تحليل البيانات لاستهداف مجموعات التسويق عبر الإنترنت، كما تستخدم لضبط استراتيجيات التسويق عبر الإنترنت، ويمكنها كذلك أن تساعد نتائج تحليل البيانات التسويق عبر الإنترنت لاستهداف مجموعات المستهلكين، ويمكنها أيضًا أن تساعد التسويق عبر الإنترنت في تحليل عملية تغيير البيانات، حتى يتمكن المسوقون من تعديل استراتيجياتهم وفقًا لذلك.
التسعير الديناميكي:
يتم تحليل شخصية العميل ومعرفة المبلغ الذي يتوقع أن يدفعه ومدى استعداده ليدفعه، ومن ثم يقوم بعرض السعر المناسب وفقًا لهذه المعلومات، والتي يتم جمعها بطريقة ما بدلًا من السعر الثابت؛ بغرض تعظيم وزيادة الأرباح.
التسويق بالذكاء الاصطناعي عن طريق البحث الصوتي:
تستمر برمجيات البحث الصوتي في التعلم من تفاعلات العملاء والاستفسارات والطلبات المستمرة، ويمكّن ذلك المسوقين من الحصول على بيانات أكثر، وتقسيمها على حسب اهتماماتهم، كما أن أنظمة التعرف الصوتي من الممكن أن تكون جزءً من الاستراتيجيات التسويقية، للاستفادة من التحليلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
الإعلانات الموجهة:
الإعلان الموجَّه هو أحد أشكال الإعلانات، بما في ذلك الإعلان على شبكة الإنترنت الموجَّه إلى جمهور يتمتع بصفات معينة، وذلك اعتمادًا على المنتَج أو الشخص الذي يروج له في الإعلان، وقد تكون هذه الصفات إما سكانية تُركّز على: العرق، الحالة الاقتصادية، الجنس، السن، الجيل، مستوى التعليم، مستوى الدخل، الوظيفة، أما تلك الصفات المتعلقة بالتجزئة السيكوغرافية فإنها تعتمد على: قِيم المستهلك، شخصيته، سلوكه، آرائه، نمط حياته، اهتماماته، أو أنها قد تكون أيضًا وفق متغيراتٍ سلوكية مثل: سجل المتصفح، سجل الشراء، بعض النشاطات الحديثة الأخرى، حيث يُركّز الإعلان الموجه على صفات معينة، ويتلقى المستهلكين ممن لديهم تفضيل قوي بدلًا من أولئك الغير مهتمين، أومن لا تطابق تفضيلاتهم ميزة المنتَج، وهو ما يحد من إضاعة الفرص.
توصية وتخصيص المحتوى:
تعد توصية المحتوى “Content curation” هي إحدى أفضل الأمثلة، على تسخير الذكاء الاصطناعي في التسويق الإلكتروني، حيث تستخدم مواقع التجارة الإلكترونية والمُدوّنات والعديد من الشبكات الاجتماعية، الذكاء الاصطناعي لتحليل أنشطة زوارها على شبكة الإنترنت، وتقديم اقتراحات وتوصيات بالمنتجات والمحتويات التي تلائمهم، ليرفعوا من معدلات التحويل وليقضوا وقتًا أطول على مواقعهم.
فهم العملاء:
العميل هو فرد أو عمل تجاري يشتري سلع أو خدمات شركة أخرى، العملاء مهمون لأنهم يقومون بدفع الإيرادات؛ بدونهم الشركات ليس لديها ما تفعله، وتتنافس معظم الشركات أو المنظمات التي تواجه الجمهور مع الشركات الأخرى، بهدف جذب العملاء أو المستهلكين، إمّا عن طريق الإعلان عن منتجاتها بقوة، أو عن طريق خفض الأسعار لتوسيع قاعدة عملائها.