“الذكاء الاصطناعي” ودوره في التنبؤ بأحوال الطقس
AI بالعربي – “خاص”
يمثل تغير المناخ أحد أكبر التحديات التي يواجهها كوكب الأرض، وبما أن تقنية الذكاء الاصطناعي أصبح لها تأثير كبير وتدخل في جميع المجالات، بحيث بات بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يوفر وسائل مناسبة، لكسب المعركة التي يخوضها العالم في مواجهة تقلبات الطقس المستمرة، حيث أصبح “الذكاء الاصطناعي” عاملًا أساسيًا في التنبؤ بحالات الطقس في أسوأ حالاته، كما أنه ينبه بهطول الأمطار الغزيرة والأعاصير وحالات أخرى مثل الاحتباس الحراري، كما يتم تطوير الذكاء الاصطناعي أيضًا لتتبع مصدر تلوث الهواء.
وأصبح خبراء الأرصاد يستعينون خلال دراسة الأحوال الجوية، بنماذج مختلفة وبيانات كثيرة لرصد الغيوم التي تنبئ بعواصف شديدة، لكن نتيجة لاتساع رقعة البيانات الجوية، وازدياد الحاجة إلى الاستعداد للكوارث المناخية الصعبة، يكاد يستحيل متابعة جميع بؤر العواصف لحظة بلحظة بالأخص تلك الأصغر حجمًا، وقد حاول العلماء إيجاد حلول لمواجهة هذه التقلبات الجوية، ومحاولة مساعدة خبراء الأرصاد الجوية من خلال ابتكار آليات حديثة.
ابتكار حاسوب “بردجز” للأحوال الجوية
يحاول خبراء الأرصاد الجوية إيجاد حلول لهذه المشكلة، حيث طور العلماء نموذجًا حاسوبيًا يساعد متنبئي الأحوال الجوية، على تحديد العواصف الشديدة بصورة أدق وأسرع، ويرجع الفضل في ذلك إلى فريق من الباحثين في جامعة ولاية بنسلفانيا، وفي شركة “أكيو ويذر” التي تقدم خدمات التنبؤ بالطقس في مختلف بقاع العالم، بالإضافة إلى جامعة ألميريا في إسبانيا إذ ابتكر فريق الجامعة منظومة ذكية تستند إلى خوارزميات التصنيف الخطي؛ هي من نوع خوارزميات تعلم الآلة، لترصد تحركات الغيوم التي قد يغفل عنها خبراء الأرصاد الجوية، وقد شغّل الباحثون هذا الحل الذكي، على حاسوب “بردجز” الفائق في مركز “بيتسبرغ” للحواسيب الفائقة.
رأي العلماء في حاسوب “بردجز”
أشاد “ستيف وستر” كبير خبراء الأرصاد الجوية في شركة “أكيو ويذر” بهذا الحاسوب، مؤكدًا أن توظيفه في التنبيه إلى التشكيلات الجوية المحتملة الخطورة، قد تساعد في التنبؤ بالأحوال الجوية على نحو أفضل، موضحًا أن صحة التنبؤ بالأحوال الجوية تزداد كلما استخدمنا كمًا أكبر من البيانات، ولدينا الكثير من العوامل التي تحكم هذه العملية فالغلاف الجوي نظام بالغ التعقيد، لكن بالاستعانة بالنماذج والبيانات المطروحة أمامنا، فإننا نلتقط صور أكثر تفصيلًا للغلاف الجوي.
تقنيات الرؤية الحاسوبية
قام بعض الباحثون أثناء دراستهم مع “ستيف” ومع خبراء آخرين من “أكيو ويذر”، بتحليل أكثر من 50 ألف صورة جوية التقطتها الأقمار الصناعية للولايات المتحدة الأميركية، فتعرفوا على الغيوم الشبيهة بشكل الفاصلة “،” حيث ترتبط هذه الأنماط الغيمية ارتباطًا قويًا بتشكيلات الأعاصير، والتي قد تؤدي إلى ظروف جوية شديدة، مثل العواصف الرعدية، البرد، الرياح العاتية، العواصف الثلجية.
قام الباحثون باستخدام تقنيات الرؤية الحاسوبية واستخدام تعلم الآلة، لتعليم الحواسيب كيف ترصد الغيوم التي على شكل فاصلة سريعًا في صور الأقمار الصناعية، مما يساعد الخبراء على التنبؤ عند دراسة كم ضخم من البيانات، حيث أنها تشير لحظيًا للمواقع التي يجب الانتباه إليها لرصد الظروف الجوية العاصفة.
توصل الباحثون في نهاية الدراسة إلى أن منظومة الذكاء الاصطناعي، يمكنها أن ترصد أشكال السحب التي تنذر بحدوث العواصف بدرجة دقة تصل إلى 99%، وأن عملية التنبؤ لا تستغرق أكثر من 40 ثانية، كما أن المنظومة تستطيع التنبؤ بالظواهر المناخية الحادة بنسبة 64%، لتتفوق بذلك على التطبيقات الإلكترونية الأخرى التي تستخدم في مجال التنبؤات الجوية.