اهتمام كبير باستخدام تقنية “الذكاء الاصطناعي” في الوطن العربي
Al بالعربي – خاص
أصبح الذكاء الاصطناعي مصطلحًا شاملًا للتطبيقات التي تؤدي مهام معقدة، لماضي تدخلات بشرية مثل التواصل مع العملاء عبر الإنترنت، وبات “الذكاء الاصطناعي” يفرض نفسه بقوة على مستوى العالم، مما جعل العديد من الدول تتسابق نحوه، وهو الأمر الذي فطنت له الدول العربية، والتي قفزت خطوات كبيرة نحو الأمام في سبيل تعزيز اهتمامها بهذا المجال.
كانت “Tortoise Media” المتخصصة في متابعة أحدث التطورات في مجال “الذكاء الاصطناعي”، قد أطلقت مشروع بيانات لقياس وترتيب البلدان على حسب “الذكاء الاصطناعي”، فاحتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى عالميًا تليها الصين، بينما جاءت المملكة العربية السعودية في المركز الأول عربيًا، والمركز 22 عالميًا في المؤشر العالمي لتقنية “الذكاء الاصطناعي”.
وأظهر مؤشر “Tortoise Intelligence”، الذي يقيس أكثر من 143 مقياسًا لمستوى الاستثمار والابتكار وتنفيذ تقنيات “الذكاء الاصطناعي”، عبر عدة معايير كقوة البنية التحتية والبيئة التشغيلية والأبحاث والتطوير وغيرها، أن المملكة العربية السعودية احتلت المركز الأول عربيًا، والمركز 22 عالميًا في المؤشر العالمي لـ”ذكاء الاصطناعي.
وجاءت الإمارات في المركز الثاني عربيًا والـ36 عالميًا، تليها قطر في المركز الثالث عربيًا والـ42 عالميًا، أما البلدان العربية الأخرى التي دخلت القائمة فجاءت على التالي : البحرين في المركز الـ50 عالميًا، تونس في المرتبة الـ53، المغرب 57، ومصر 58 عالميًا.
وكان عام 2019 قد شهد توجهًا ملحوظًا، لإدخال تقنيات “الذكاء الاصطناعي” والروبوتات إلى العالم العربي بخطى حثيثة، من أجل تعزيز استخدام الروبوتات و”الذكاء الاصطناعي” في العالم العربي بشكل عام، حيث كانت السعودية والإمارات من أوائل الدول العربية التي اهتمت بتعزيز دور “الذكاء الاصطناعي”، وفيما يلي أبرز ما قدمته الدول العربية في مجال “الذكاء الاصطناعي”:
السعودية:
أطلقت المملكة العربية السعودية “الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي” المعروفة أختصاراً باسم “سدايا SDAIA”، وهي هيئة حكومية سعودية أنُشئت بأمر ملكي في 30 أغسطس 2019، حيث ترتبط مباشرةً برئيس مجلس الوزراء، فيما يرأس مجلس إدارتها نائب رئيس مجلس الوزراء، ويلحق بها “المركز الوطني للذكاء الاصطناعي”، و”مكتب إدارة البيانات الوطنية” اللذان أنشئا معها كما يرتبطان بها تنظيميًا، وإضافةً إلى “مركز المعلومات الوطني” تعمل “سدايا” على تطوير الاستراتيجية السعودية للبيانات، وتلعب دورًا في خلق قطاعات اقتصادية متنوعة، كما تتولى مهام تطوير الكوادر السعودية في مجال البيانات، وفي 26 مارس 2020، دخلت الهيئة التاريخ بتشغيل أول قمة افتراضية لمجموعة العشرين، وذلك عبر تحضيرات تم إنجازها في أقل من أسبوع فقط، وكذلك قامت ببناء “منظومة الاتصال المرئي الآمن”، لعدد من الجهات الحكومية حتى تتمكن من عقد اجتماعاتها عن بُعد، كما وحّدت ودمجت أكثر من 80 مجموعة بيانات حكومية.
استحدثت وزارة التعليم السعودية تخصصات جديدة، في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لمواكبة متطلبات المستقبل، حيث تتميز المرحلة الـ13 من البرنامج بالتركيز على تخصصات “الذكاء الاصطناعي”، والأمن السيبراني، والنقل الجوي، والتخصصات الصحية، كما أن هناك أكثر من خمسُ جامعات أدرجت ضمن خططها التدريسية تخصصات جديدة، تشمل تحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، وأمن المعلومات، لتهيئة الطلبة خريجي الثانوية العامة لوظائف المستقبل، وتعمل وزارة التعليم على متابعة خطة تطوير المناهج، والمسارات التعليمية في الجامعات لمواكبة الحاجات المستقبلية، وتلبية متطلبات سوق العمل في التخصصات التطبيقية ومجالات “الرقمنة”.
عملت المملكة العربية السعودية في عام 2019 على إدخال “الذكاء الاصطناعي” والروبوتات في مفاصل الدولة، حيث وظفت أول روبوت في وزارة التعليم، كما منحت الروبوت بطاقة “أول موظف آلي”، وفي نفس العام أطلقت السعودية روبوتًا صيدلانيًا بهدف توفير خدمات مُرضية للمراجعين وتوفير الوقت والجهد، كما أدرجت شركة “النهدي الطبية” السعودية المتخصصة في مجال الصيدليات خدمة الروبوت الصيدلاني، وأعلنت السعودية عن خطتها لتكثيف اعتمادها على الروبوتات و”الذكاء الاصطناعي”، للوصول في المستقبل إلى مرحلة تستبدل فيها رجال المرور برجال آليين.
الإمارات:
أطلقت وزارة التربية والتعليم في الإمارات العربية المتحدة، سلسلة من المسابقات في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبرمجة بأرض المعارض في أبوظبي، كما عرض طلاب مدرسة إماراتية لأصحاب الهمم، روبوتًا قادرًا على تنفيذ مهمات العمل الصعبة بكفاءة، وأطلقت الإمارات أيضًا أول روبوت عامل نظافة، طورته هيئة الطرق والمواصلات في دبي، ليقدم خدماته بجودة عالية في محطات مترو دبي، من خلال برمجته على تنظيف الأرضيات والطوابق المتعددة وتعقيمها، مع مراعاة ترشيد استهلاك المياه دون الحاجة إلى تدخل بشري.
مصر:
افتتحت مصر منتصف عام 2019 للمرة الأولى في تاريخها، كلية لـ”لذكاء الاصطناعي” في “جامعة كفر الشيخ”، بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
المغرب:
طور المُبتكِر المغربي “رشيد أولاد المدني” روبوتًا لمساعدة أصحاب الهمم الذين يعانون من مشكلات حركية تؤثر على متابعة الدراسة عن بعد، الروبوت «إيدوكا» قابل للتحكم به عن بعد، كما يساعد الأطفال في متابعة الدروس مباشرة من الفصل وهم في منازلهم، دون الحاجة إلى التنقل من وإلى المدرسة.
لبنان
ابتكر مهندس لبناني روبوتًا ذكيًا يقدم خدمات للمرضى في المستشفيات، ويوفر الوقت والجهد ويقلل من الأخطاء البشرية، ويساعد موظفي المستشفيات على التفرغ للاعتناء بصحة المرضى من الدرجة الأولى.
الأردن:
افتتحت الأردن “جامعة البلقاء التطبيقية”، وهي أول كلية لـ”الذكاء الاصطناعي” في المملكة الأردنية، وأدرجت “جامعة اليرموك” أيضًا مناهج الذكاء الاصطناعي في مناهج كلياتها، كما اعتمدت “جامعة الزيتونة” كذلك تخصصَي “الذكاء الاصطناعي” وتقنيات الوسائط المتعددة في كلياتها.
البحرين
أطلقت مملكة البحرين للمرة الأولى في تاريخها “أكاديمية للذكاء الاصطناعي”، في “كلية البحرين التقنية”، كما أدرجت المؤسسة المصرفية العربية بنك “ABC” في العام 2019 من مقرها الأساسي في مملكة البحرين، الموظفة الافتراضية “فاطمة” ضمن طاقم عملها، لتكون أول موظف “ذكاء اصطناعي” لخدمة مراجعي المصارف في البحرين.
عُمان
أطلق البنك الوطني العُماني، أول روبوت موظف في القطاع المصرفي في سلطنة عُمان، لتسيير معاملات المراجعين والتفاعل معهم ومساعدتهم، في الاستفادة من خدمات البنك والرد على استفساراتهم.