مساعد رقمي ذكي يقرّب المسنين من التكنولوجيا

82

AI بالعربي – “متابعات”

طور باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو مساعدا ذكيا خاصا بالتواصل مع كبار السن، بهدف فهم أسئلة الأشخاص فوق سن الـ65 والإجابة عنها.

ويكافح كبار السن في بعض الأحيان لاستخدام المساعدين الصوتيين مثل أليكسا وسيري، ويتعرضون للسخرية غالبا مما يجعلهم يتخلون عن استخدام هذه التكنولوجيا بعد عدة محاولات فاشلة للإجابة عن أسئلتهم.

وتكمن المشكلة في أن أنظمة معالجة اللغة الطبيعية الحالية – نماذج الذكاء الاصطناعي المستخدمة لتدريب أجهزة الكمبيوتر على فهم اللغة البشرية المنطوقة والمكتوبة – مدربة على فهم الأسئلة الرسمية القصيرة.

وهذا جيد للأشخاص الذين نشأوا مع تكنولوجيا الكمبيوتر ويعرفون كيفية صياغة أسئلتهم ليتم فهمها بواسطة الجهاز.

لكن كبار السن معتادون على التحدث إلى الناس، وليس الآلات، وغالبًا ما يكافحون من أجل اختصار الأسئلة الأطول أو أسئلة المحادثة إلى جملة يمكن أن يفهمها الذكاء الاصطناعي الذي يقوم عليه المساعد الصوتي.

وبحسب موقع “تيك إكسبلور” التقني يقول خليل مريني، الباحث في علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا “مهمتنا هي سد هذه الفجوة” لافتا إلى أن “هذه التكنولوجيا ستكون قادرة على تعلم وفهم كبار السن بدلا عن اضطرارهم لإعادة صياغة سؤالهم”.
ولتحقيق ذلك، يعمل الباحثون على إنشاء نظام إجابة شامل يمكنه تقصير سؤال المستخدم وصولاً إلى مكوناته الرئيسية ومطابقة السؤال الطبي المختصر بسؤال متكرر من قاعدة بيانات تضم 17000 سؤال طبي تم الحصول عليها من المعاهد الوطنية للصحة وتحديد الأجزاء ذات الصلة من الإجابة الأطول المقابلة لمشاركتها مع المستخدم.

وتم تدريب الذكاء الاصطناعي على تلخيص سؤال طويل إلى سؤال أقصر، ويمكن تنفيذ نموذج الذكاء الاصطناعي لتلخيص الأسئلة كميزة مستقلة في المساعدين الصوتيين الحاليين مثل أليكسا أو غيرها، أو دمجها كخطوة أولى في أي نظام للإجابة عن الأسئلة، حيث يمكن تقصير أسئلة المستخدم.

ولا يزال الفريق يعمل على الحصول على الأداة لمطابقة السؤال بسؤال واحد في مجموعة من الأسئلة الشائعة – في هذه الحالة مقدمة من المعاهد الوطنية للصحة – ثم جعل الذكاء الاصطناعي يختار الأجزاء ذات الصلة من إجابة أطول لقراءتها مرة أخرى على المستخدم.

كبار السن والتكنولوجيا ... كيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بتغيير حياتهم؟

ويقول الباحثون إن هذا العمل يهدف إلى توسيع نطاق السكان الذين يمكنهم الاستفادة من وكلاء المحادثة من خلال استهداف شريحة مهمة من السكان وهي كبار السن.

لكن، لماذا احتاجت هذه الشريحة العمرية من الناس إلى ميزة إضافية؟ لماذا لم يتم مراعاة احتياجات المستخدم الخاصة به في اختبار المساعد الصوتي الأولي؟

يعتقد فريق البحث أن هناك مشكلة منتشرة في أنظمة الذكاء الاصطناعي، وهي نقص البيانات الخاصة بكبار السن.
وبصفته مواطنا مغربيا، يقول مريني إنه لاحظ أنه لا يوجد تقريبًا نماذج للذكاء الاصطناعي تعمل مع لغته الأم، الدارجة، وهي شكل من أشكال اللغة العربية المستخدمة في المغرب.

يوضح مريني: “أدركت أنه لا يوجد نماذج البرمجة اللغوية العصبية أو نماذج الذكاء الاصطناعي التي تعمل بشكل جيد مع لغتي الأم، لذلك كان مشروعي الأول على الإطلاق هو إنشاء البيانات بحيث يمكن تدريب الذكاء الاصطناعي على لغتي الأم”.

ويضيف: “الهدف العالمي لبحثي هو جعل تكنولوجيا اللغة البشرية أكثر قابلية للتفسير وأكثر سهولة في الوصول إلى جمهور أوسع، والآن أنا أعمل بشكل أساسي على تكنولوجيا اللغة الإنكليزية، لجعلها أكثر سهولة للجماهير المهمشة أو الممثلة تمثيلا ناقصا، حتى كبار السن في هذه الحالة.”

 

اترك رد

Your email address will not be published.