من التلفاز إلى الذكاء الاصطناعي: مقارنة بين استهلاك الطاقة في جيميني والنماذج التقليدية
سوليوود «متابعات»
كشفت ورقة بحثية حديثة عن معلومات مثيرة حول استهلاك الطاقة والمياه عند استخدام روبوت الدردشة الذكي “جيميني” من جوجل، موضحة أن طرح سؤال واحد على هذا الروبوت يتطلب نفس كمية الطاقة التي تستهلكها مشاهدة التلفزيون لمدة 9 ثوانٍ فقط.
وفقاً لما نشرته جوجل على مدونتها، يُظهر البحث أن كل مطالبة نصية عبر “جيميني” تستهلك حوالي 0.24 واط/ساعة من الطاقة، ما يعادل انبعاث 0.03 غرام من ثاني أكسيد الكربون. بالإضافة إلى ذلك، يستهلك الروبوت حوالي 0.26 ملليلتر من الماء، أي ما يعادل تقريباً خمس قطرات، لكل سؤال يتم طرحه.
تفاصيل حساب استهلاك الطاقة والمياه
توضح جوجل أنها لم تقتصر على قياس استهلاك الطاقة والمياه لكل طلب فردي، بل شملت أيضاً حسابات استهلاك مراكز البيانات والطاقة الخاملة للرقائق المشغّلة للنموذج، بالإضافة إلى المياه المستخدمة في تبريد المعدات. وعلى الرغم من هذه الحسابات، أكدت جوجل أن استهلاك الطاقة والمياه من قبل الذكاء الاصطناعي يعد “أقل بكثير” مقارنة مع العديد من التقديرات العامة التي تم تداولها سابقاً.
مقارنة مع منافسي “جيميني” وتوقعات دولية
أظهرت البيانات التي عرضتها جوجل أن الانبعاثات الناتجة عن استخدام “جيميني” هي “صغيرة جداً” مقارنة مع أدوات أخرى. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجراها معهد أبحاث الطاقة الكهربائية أن المطالبة الموجهة لـ ChatGPT من OpenAI تستهلك حوالي 2.9 واط/ساعة من الطاقة، بينما يستهلك البحث التقليدي عبر الإنترنت حوالي 0.3 واط/ساعة فقط.
تتوقع وكالة الطاقة الدولية (IEA) أن يتضاعف الطلب العالمي على الطاقة خلال السنوات الخمس المقبلة ليصل إلى 945 تيراواط/ساعة سنوياً، وهو ما يعادل تقريباً إجمالي استهلاك الكهرباء في اليابان.
تحسين الكفاءة وانبعاثات أكبر
على الرغم من أن جوجل أعلنت أن نماذج الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر كفاءة، مع انخفاض استهلاك الطاقة والبصمة الكربونية لكل طلب بنسبة تصل إلى 33 مرة و44 مرة على التوالي منذ أغسطس 2024، إلا أن الانبعاثات الصادرة عن هذه النماذج ارتفعت بنسبة 51% منذ عام 2019. ويعود السبب الرئيسي لهذه الزيادة إلى الانبعاثات الناتجة عن تصنيع وتجميع الأجهزة في سلسلة التوريد العالمية.
الانتقادات للدراسات الحالية
أشارت جوجل إلى أن الدراسات الأخرى غالباً ما تركز فقط على استهلاك الطاقة في الآلات، دون أخذ العوامل الإضافية التي تدخل في حسابات استهلاك الطاقة والمياه في عين الاعتبار. ومن هنا، تعتبر أرقام جوجل أقرب إلى “الكفاءة النظرية” أكثر من الكفاءة التشغيلية الفعلية على نطاق واسع.
غياب بيانات حاسمة
رغم التوضيحات التي قدمتها جوجل، فإن إحدى النقاط التي لم تغطيها الدراسة هي إجمالي عدد الاستفسارات اليومية التي يتلقاها “جيميني”. هذه البيانات كانت ستمنح صورة أكثر وضوحاً حول حجم الطلب الحقيقي على الطاقة والمياه في عالم الذكاء الاصطناعي.