
هيئة “المنافسة” تحذر من تأثيرات الذكاء الاصطناعي في الأسعار وعدالة التنافس في السعودية
AI بالعربي – متابعات
حذرت دراسة حكومية سعودية من تأثير الذكاء الاصطناعي والخوارزميات في السوق السعودية، مع التركيز على تأثيراتها السلبية في الأسعار وعدالة التنافس. وفي تصريح حصري لـ”الاقتصادية”، أكدت الهيئة العامة للمنافسة على سعيها المستمر، بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، لضمان تضمين مبادئ المنافسة العادلة في جميع التشريعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في السعودية. وأشارت الهيئة إلى أن الأنظمة الحالية التي تم إصدارها من قبل “سدايا” تعد متقدمة وتغطي معظم المخاوف المتعلقة بالتأثيرات السلبية على المنافسة.
تأثير الذكاء الاصطناعي على عدالة التنافس
أوضحت الهيئة العامة للمنافسة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في تسهيل بعض الممارسات المناهضة للمنافسة مثل التواطؤ، والتحكم في البيانات، والربط والتجميع، وتأثير الشبكة، وتقييد الخيارات. في الوقت نفسه، أكدت الهيئة على إيجابيات الذكاء الاصطناعي مثل تقليل تكاليف المعاملات، سهولة وصول المستهلكين، زيادة الشفافية، وتعزيز الابتكار.
ويُعرّف التواطؤ في السوق بأنه اتفاق منسق بين الشركات لرفع الأسعار بشكل غير قانوني. ويأخذ التواطؤ أشكالًا متعددة، مثل التواطؤ الصريح الذي يعتمد على التواصل المباشر بين الشركات، وكذلك التواطؤ الضمني الذي يتم من خلال الاعتراف المتبادل بالترابط بين الشركات أو فهم استراتيجيات التسعير في السوق.
التأثيرات السلبية على المنافسة من خلال الخوارزميات والبيانات
دراسة الهيئة العامة للمنافسة كشفت عن مخاطر الاستخدام السلبي للذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن تسهم الخوارزميات في تطوير استراتيجيات تسعير تواطئية معقدة. هذه الاستراتيجيات تعتمد على تحليل البيانات الضخمة حول سلوك المستهلكين، مما يعزز القدرة على التواطؤ بين المنشآت في السوق. كما أظهرت الدراسة أن الأنظمة المتقدمة، التي تعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي، تسهل جمع البيانات الضخمة، مما يعزز المخاطر المتعلقة بالتسعير الشخصي.
التسعير الشخصي وتأثيره على السوق
تسعى الشركات في بعض الأحيان إلى ممارسة “التسعير الشخصي”، وهو أسلوب يعتمد على جمع وتحليل بيانات سلوك المستهلكين لتحديد أسعار تختلف بحسب الاستعدادات المالية للمستهلك. هذه الممارسات تؤدي إلى تقليل الشفافية في السوق، مما يعيق المنافسة العادلة.
الفجوات التنظيمية وتأثير الشركات الكبرى
من أبرز ما تم رصده في الدراسة هو وجود فجوات تنظيمية تحول دون استغلال البيانات بشكل عادل في السوق. تشير الدراسة إلى أن الشركات الكبرى، بما في ذلك الشركات العالمية، تتمتع بقدرة كبيرة على جمع البيانات الخاصة بمستخدميها من خلال منصاتها الرقمية. هذه البيانات تمنحهم ميزة تنافسية غير عادلة على الشركات الأخرى، مما يعوق تكافؤ الفرص.
ضرورة تعزيز التعاون بين الجهات التنظيمية
وقد أوصت الدراسة بأهمية تعزيز التعاون بين الجهات المعنية بمراقبة السوق، مثل الهيئة العامة للمنافسة و”سدايا”، لضمان العدالة في استخدام البيانات. كما دعت الدراسة إلى ضرورة تضمين مبادئ المنافسة العادلة في جميع التشريعات الخاصة بالذكاء الاصطناعي والخوارزميات، خصوصًا مع استمرار تطور هذه التقنيات وظهور تحديات جديدة تتعلق بها.
توجهات المستقبل لمكافحة ممارسات التواطؤ
في ختام الدراسة، شددت الهيئة العامة للمنافسة على ضرورة تطور التشريعات لمواكبة التغيرات السريعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي والخوارزميات. وبهذا، يصبح من المهم تحديث الأطر التنظيمية لتشمل القضايا الجديدة التي قد تظهر نتيجة لهذا التطور السريع، وضمان بيئة تنافسية عادلة في الأسواق السعودية.








