أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

232

AI بالعربي – “متابعات”

تواجه سويسرا، والتي تعتبر إحدى الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل هذه التحديات أيضاً. وتقوم العديد من الشركات السويسرية الناشئة بتطوير مثل هذه الأنظمة التكيفية الذكية، سواء كانت في شكل روبوتات أم تطبيقات أو مساعد رقمي شخصي، والتي من شأنها أن تُسهل حياتنا بفضل البيانات الضخمة. ولكنها بذلك تجد نفسها باستمرار أمام المعضلة الأساسية المتمثلة في القضايا الأخلاقية للذكاء الاصطناعي. فأين يتعين على هذه الشركات وضع خط أحمر مع الحفاظ على هدفها المتمثل في بيع تقنياتها؟

تُعد “الشهادة السويسرية للثقة الرقمية”، والتي تهدف إلى تعزيز ثقة المستخدمين بالتقنيات الجديدة، محاولة بهذا الاتجاه. والفكرة من ورائها هي إتاحة وفرة من المعلومات للمستخدمين حول الخدمات الرقمية، وخلق الشفافية وضمان احترام القيم الأخلاقية. وفي الوقت نفسه، تهدف الشهادة إلى المساعدة في ضمان أن يصبح السلوك الأخلاقي والمسؤول ميزة تنافسية للشركات.

وهناك إجماع واسع على الحاجة إلى وضع القواعد وتعيين الحدود الأخلاقية بوضوح. وتحقيقاً لهذه الغاية، أنشأت الحكومة السويسرية فريقاً مشتركاً بين الإدارات المعنية بالذكاء الاصطناعي. وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2020، اعتمدت الحكومة المبادئ التوجيهية للذكاء الاصطناعي التي طورها الفريق تحت قيادة الإدارة الفيدرالية للاقتصاد والتعليم والبحث العلمي.
كما تدعو العديد من الأطراف الدولية إلى اعتماد معيار ملزم عالمياً. فعلى سبيل المثال، يعالج البرلمان الأوروبي بشكل مكثف مسألة الفرص والمخاطر الناجمة عن الذكاء الاصطناعي. وفي عام 2018، قدمت مجموعة خبراء أنشأتها المفوضية الأوروبية مسودة لمبادئ توجيهية أخلاقية بإمكانها أن تميّز الذكاء الاصطناعي الجدير بالثقة. ولكن لا توجد استراتيجية عالمية متفق عليها لتحديد المبادئ المشتركة حتى الآن.

بشكل عام، توجد هناك بالفعل العديد من البيانات والمبادئ التوجيهية. لكن تحليلاً منهجياً لـ 84 وثيقة ذات صلة أجراه مختبر الأخلاق والسياسة الصحية في المعهد التقني الفيدرالي العالي بزيوريخ، أظهر خلوها من أي مبدأ أخلاقي مشترك.
يبدو أن هذه المناقشة محتدمة أيضاً بين عمالقة التكنولوجيا مثل “جوجل”. بعدما أقدمت المجموعة مؤخراً على فصل اثنين من خبراء الأخلاقيات لديها. وهو قرار يدعو إلى التساؤل عما إذا كان احترام القواعد الأخلاقية المحيطة بالذكاء الاصطناعي يندرج حقاً ضمن الأولويات القصوى للشركات التكنولوجية الكبرى أم لا؟

أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: دليل من اثنتي عشرة خطوة - حكومة 01

اترك رد

Your email address will not be published.