لماذا يواجه نموذج الذكاء الاصطناعي “ديب سيك” الحظر في جميع أنحاء العالم؟
رضا أبو العينين
حققت شركة “ديب سيك” الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي انتشارًا سريعًا، حيث قدمت نماذج ذكاء اصطناعي عالية الأداء ومنخفضة التكلفة، ما شكل تحديًا لشركات التكنولوجيا الغربية، غير أن نجاحها أثار مخاوف تتعلق بأمن البيانات والخصوصية، ما دفع عدة حكومات إلى حظر أو تقييد استخدامها.
ما هو “ديب سيك”؟
طورت شركتا “Hangzhou DeepSeek Artificial Intelligence” و”Beijing DeepSeek Artificial Intelligence” نموذج الذكاء الاصطناعي “DeepSeek”، الذي أصبح سريعًا التطبيق الأكثر تنزيلًا على متجر “Apple”.
تزعم الشركة أن نماذجها الأخيرة، مثل “DeepSeek-V3” و”DeepSeek-R1″، تنافس نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة في الولايات المتحدة، مثل “ChatGPT” من “OpenAI”، بتكلفة أقل، وأثارت ممارساتها في التعامل مع البيانات مخاوف عالمية.
مخاوف أمنية وخصوصية البيانات
وفقًا لسياسة الخصوصية الخاصة بـ”DeepSeek”، يتم تخزين بيانات المستخدمين على خوادم في الصين، ما يخضعها لقوانين البيانات الصينية التي تسمح للحكومة بالوصول إلى هذه البيانات عند الطلب.
هذا الأمر أثار مخاوف من استخدام الحكومة الصينية للنموذج لجمع بيانات المستخدمين، ما أدى إلى توترات في سباق الذكاء الاصطناعي بين الصين والغرب.
إجراءات الحظر والقيود
إيطاليا: في 30 يناير 2025، حظرت هيئة حماية البيانات الإيطالية “Garante” استخدام “DeepSeek” بسبب مخاوف تتعلق بجمع البيانات الشخصية وتخزينها. لم تلبِ الشركة متطلبات الهيئة، مما أدى إلى حظرها فورًا.
الولايات المتحدة: أصدرت البحرية الأمريكية تعليمات بعدم استخدام “DeepSeek” بأي شكل من الأشكال بسبب المخاوف الأمنية.
كما بدأت وزارة الدفاع الأميركية في تقييد الوصول إلى “DeepSeek” بعد تقارير عن اتصال موظفي البنتاغون بخوادم الشركة الصينية.
تايوان: حظرت وزارة الشؤون الرقمية في تايوان استخدام “DeepSeek” في جميع مؤسسات القطاع العام، مشيرة إلى مخاطر الأمن السيبراني.
تكساس: حظر حاكم ولاية تكساس “جريج أبوت” استخدام “DeepSeek” على الأجهزة الحكومية، معتبرًا أن التطبيق يشكل تهديدًا للأمن القومي.
الاتحاد الأوروبي: أطلقت دول مثل أيرلندا وبلجيكا تحقيقات حول امتثال “DeepSeek” لقانون حماية البيانات العام (GDPR).
تأثير “DeepSeek” على صناعة الذكاء الاصطناعي
أدى صعود “DeepSeek” إلى إثارة نقاشات حول المنافسة بين الصين والغرب في مجال الذكاء الاصطناعي، كما أثرت نماذجها منخفضة التكلفة على الأسواق المالية، ما تسبب في خسائر بالمليارات لشركات التكنولوجيا الكبرى مثل “Nvidia” و”Broadcom”.
مستقبل “DeepSeek”
على الرغم من الحظر المتزايد، لا يزال “DeepSeek” يجذب المستخدمين في البلدان التي لم تفرض قيودًا. ومع ذلك، فإن التحديات التنظيمية قد تعيق توسعها العالمي، خاصة إذا قررت المزيد من الدول حظرها أو تقييدها.
يواجه “DeepSeek” تحديات كبيرة بسبب مخاوف تتعلق بأمن البيانات والخصوصية، مما أدى إلى حظره في عدة دول. بينما تظل الشركة جذابة للمستخدمين بسبب تكلفتها المنخفضة، فإن مستقبلها يعتمد على قدرتها على تلبية المتطلبات التنظيمية الدولية وكسب ثقة المستخدمين والحكومات.
المصدر: البيان