“كاي فو لي”: العالم يتجه نحو نظام عالمي ثنائي القطب تهيمن عليه الصين والولايات المتحدة

12

AI بالعربي – متابعات

يقدم كاي فو لي، الخبير العالمي الرائد في الذكاء الاصطناعي، تحليلًا عميقًا خلال كتاب “AI Superpowers” عن السباق المحموم بين الصين والولايات المتحدة للسيطرة على هذا المجال، مستفيدًا من خبرته الواسعة في كلا البلدين، والذي أكد خلال تحليله أن العالم  كله يتجه نحو نظام عالمي ثنائي القطب تهيمن عليه الصين والولايات المتحدة.

ويوضح من خلال نظرة شاملة كيفية إعادة الذكاء الاصطناعي تشكيل العالم، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي، بل على الصعيد الاجتماعي والبشرية جمعاء؛ حيث يُرجّح الخبير العالمي أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي، بعدما أصبحت مرحلة الابتكار الأولي تأخذ أهمية ثانوية مقارنة بمرحلة التنفيذ.

ويعزز هذا التوقع توفر كميات هائلة من البيانات والبنية التحتية المتطورة، بالإضافة إلى الدعم الحكومي القوي،  وفي حين تعتمد الولايات المتحدة على نخبة من الخبراء، تعتمد الصين على الكثافة العددية في القوى العاملة، معتمدة على المبدأ القائل بأن “كمية البيانات تغلب نوعيتها” في عالم الذكاء الاصطناعي.

ويشيرالخبير العالمي خلال تحليله إلى أن الخوارزميات المتوسطة المدعومة ببيانات ضخمة يمكنها أن تتفوق على الخوارزميات المتقدمة التي تعتمد على بيانات محدودة.

يسعى “لي” إلى تصحيح المفهوم الخاطئ السائد حول الشركات الصينية باعتبارها مجرد شركات مقلدة. ويشدد على أن النجاح الصيني يعود إلى قدرتها الفائقة على التكيف والابتكار لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والعالمية،  ويستشهد بمثال شركة Meituan التي تجاوزت منافستها الأمريكية Groupon بفضل نموذج أعمال مبتكر ومتكامل.

وأكد أن البيئة التنافسية الشديدة في الصين قد ولّدت جيلًا جديدًا من رواد الأعمال المبدعين. فعلى سبيل المثال، تطبيق WeChat ليس مجرد نسخة طبق الأصل من WhatsApp، بل هو منصة متكاملة تقدم خدمات متعددة تتجاوز التواصل الاجتماعي لتشمل الخدمات المالية والتجارة الإلكترونية.

يتناول كذلك،الكتاب التنافس الشديد بين القوى العظمى في مجال الذكاء الاصطناعي، ويسلط الضوء على الدور الحاسم للبيئة السياسية في هذا التنافس؛ فبينما تتبنى الصين استراتيجية شاملة لتعزيز مكانتها في هذا المجال، تتبع الولايات المتحدة نهجًا أكثر مرونة، مما قد يؤثر على قدرتها على مواكبة التطورات المتسارعة في هذا القطاع.

ولا يكتفي الكتاب بتناول المنافسة بين الدول الكبرى، بل يتعمق في طرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل المجتمعات البشرية في ظل الثورة التكنولوجية التي يقودها الذكاء الاصطناعي.  ويحذر المؤلف من خطر البطالة الجماعية الناتجة عن التحولات السريعة في سوق العمل، خاصة في المجالات المكتبية والمهنية.

ويقترح المؤلف تبني برامج استثمار اجتماعي تشجع على المشاركة في الأنشطة المجتمعية، وبدلاً من الدعوة إلى الدخل الأساسي الشامل.

يعتقد “لي” أن العالم يتجه نحو نظام عالمي ثنائي القطب تهيمن عليه الصين والولايات المتحدة. لكن بينما ستسيطر الشركات الأمريكية على الأسواق المتقدمة، سيكون للصين اليد الطولى في الأسواق الناشئة مثل جنوب شرق آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط.

ورغم تراجع الدول الأوروبية والدول النامية في هذا السباق، إلا أن بعض الدول مثل المملكة المتحدة وكندا تلعب دورًا مهمًا في البحث العلمي، لكنها تفتقر إلى البنية الاقتصادية والبيانات الضخمة اللازمة للريادة. وبخصوص التحديات الجسام التي تواجه العالم، يقدم المؤلف رؤية متفائلة لمستقبل واعد يجمع بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، ويرى أن هذا التكامل بين العقل البشري والذكاء الآلي سيؤدي إلى عصر ذهبي من الإبداع والازدهار.  كما يؤكد أننا لسنا مجرد متفرجين على هذا المشهد، بل نحن صناع المستقبل، وأن قراراتنا اليوم ستشكل ملامح الغد.

يعد كاي فو لي من أبرز الشخصيات التي ساهمت في تطوير مجال الذكاء الاصطناعي. بدأت مسيرته البحثية في مجال التعرف على الكلام، ثم تبوأ مناصب قيادية في شركات عالمية كبرى مثل آبل ومايكروسوفت وجوجل، وفي الوقت الحالي، يقود شركة سينوفيشن فينتشرز، التي تُعد من أبرز شركات الاستثمار في الشركات الناشئة في الصين.

اترك رد

Your email address will not be published.