الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مستقبل تصميم المواقع الإلكترونية

11

AI بالعربي – متابعات

يفاجئنا الذكاء الاصطناعي يوميًا، حيث يقوم بأدوار متقدمة في الأتمتة من خلال أدوات تدعم مختلف المجالات والوظائف، خاصة في مجالات تدشين وتصميم المواقع الإلكترونية. لقد أصبح بإمكان هذه الأدوات إنشاء نصوص وتصاميم، بل وتمتلك القدرة على بناء هيكل كامل لموقع إلكتروني بفضل تقنياتها المؤتمتة.

ما الهدف من الإنشاء الذكي للمواقع الإلكترونية؟

      تصميم شخصي يعكس الهوية

يجب أن يتميز منشئ المواقع الإلكتروني بالذكاء الاصطناعي بقدرته على تقديم تصاميم مخصصة بالكامل تعكس هوية المستخدم، سواء كانت هوية شخصية، أو تجارية، أو ذات طابع قيمي معين. الهدف هو إنشاء موقع يعبر عن شخصية العميل وأهدافه بطريقة احترافية، مما يعزز التميز والبصمة الرقمية الخاصة به.

– مساعدة شاملة في إعداد المحتوى

الذكاء الاصطناعي الفعّال في بناء المواقع لا يقتصر على التصميم فحسب، بل يقدم أيضًا أدوات ذكية لإعداد المحتوى. سواء كان ذلك النصوص أو الصور أو الرسوم المتحركة، ينبغي أن يوفر الموقع مقترحات أو خيارات تساعد المستخدم في خلق محتوى جذاب يدعم رسالته ويوفر عليه الوقت والجهد.

– تحرير سهل ومرونة عالية

حتى مع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، يجب أن يتيح المنشئ خيارات تحرير يدوية تمنح المستخدم الحرية في التعديل والإضافة. الأدوات التي تسهل العمل اليدوي وتُبقي التصميم تحت سيطرة المستخدم، تُعد عنصرًا أساسيًا لضمان المرونة والإبداع.

– إضافة الميزات الأساسية بسهولة

من الضروري أن يوفر منشئ المواقع خيارات لدمج الميزات الأساسية التي تضيف قيمة إلى الموقع. وسواء كانت نماذج اتصال، أو روابط لوسائل التواصل الاجتماعي، أو أدوات مثل الجدولة وقوائم الخدمات، يجب أن يتمكن المستخدم من إضافتها بسهولة لتعزيز تجربة الزوار.

– تحسين محركات البحث بذكاء

أدوات تحسين محركات البحث (SEO) المدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعد في تحليل أداء الموقع وتقديم توصيات لتحسينه. ويمكن لهذه الأدوات أن تعزز من ظهور الموقع في نتائج البحث، مما يرفع من فرص الوصول إلى الجمهور المستهدف وزيادة التفاعل.

– شهادة SSL مجانية لضمان الأمان

يجب أن تضمن أدوات بناء المواقع المتقدمة توفير شهادة SSL مجانية، مما يعزز أمان الموقع ويطمئن الزوار عند التصفح. هذه الطبقة الأمنية لا تحمي الزوار فقط، بل تُحسن ترتيب الموقع في محركات البحث أيضًا، ما يجعلها ضرورة لأي موقع ناجح.

نماذج أدوات إنشاء المواقع الإلكترونية بالذكاء الاصطناعي

Wix

تُعد Wix خيارًا متميزًا لإنشاء مواقع الويب، حيث تجمع بين الذكاء الاصطناعي وإمكانيات التخصيص الواسعة. تبدأ العملية من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بمجال العمل والميزات المطلوبة، ليقوم منشئ المواقع المدعوم بالذكاء الاصطناعي بتصميم موقع متكامل خلال دقائق. يمكنك التعديل بسهولة باستخدام محرر السحب والإفلات، بالإضافة إلى الاختيار من بين أكثر من 800 قالب إذا لم تناسبك النتائج الأولية. كما توفر الأداة خدمة تصميم شعارات احترافية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للشركات الناشئة.

بجانب التخصيص، توفر Wix أدوات لتحسين محركات البحث، وتوليد أسماء تجارية وعناوين، ودعمًا متعدد اللغات، بالإضافة إلى خطة مجانية. هذه الميزات تجعل من Wix حلًا متكاملًا، سواءً للشركات الصغيرة، أو الأفراد الذين يبحثون عن أدوات ذكية لبناء هوية رقمية احترافية.

Hostinger

يقدم Hostinger حلًا فعّالًا من حيث التكلفة لبناء مواقع الويب مع أدوات ذكاء اصطناعي توفر الوقت والجهد. بعد الإجابة عن استبيان قصير، يقوم منشئ الذكاء الاصطناعي بإنشاء ثلاثة تخطيطات قابلة للتخصيص باستخدام محرر شبكي بسيط. ورغم افتقاره لمتجر التطبيقات، يتمتع بميزات متعددة مثل أدوات إنشاء المحتوى الذكية والمحرر المرن.

تتضمن خطط Hostinger المتكاملة ميزات مخصصة للتجارة الإلكترونية، بالإضافة إلى مولد للعناوين والمحتوى وخريطة حرارة لتحسين تجربة المستخدم. ومع ضمان استرداد الأموال لمدة 30 يومًا، يُمكن للمستخدمين استكشاف الأداة دون أي مخاطر، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للشركات الصغيرة وذوي الميزانيات المحدودة.

Bookmark

تعتمد أداة Bookmark على مساعد التصميم بالذكاء الاصطناعي (AiDA) الذي يجعل عملية بناء المواقع سريعة وفعالة. تبدأ بتحديد مجال عملك واختيار نمط التصميم المفضل، ثم يقوم AiDA بأتمتة كل التفاصيل بدءًا من تحديد عناصر التصميم إلى اختيار الصور والألوان المناسبة. ويمكن للمستخدم رؤية عينة من التصميم أثناء البناء، مما يضمن تحقيق التفضيلات المطلوبة.

توفر الأداة إمكانية تخصيص النصوص، والرسوم المتحركة، وكتل المحتوى الوظيفية، مع خيار التبديل بين التصميمات الفاتحة والداكنة. وتتيح الخطط المدفوعة مساحة تخزين غير محدودة وأدوات تحسين محركات البحث والتسويق، بينما تظل الخطة المجانية خيارًا مثاليًا للتجربة الأولى. إذا كنت تبحث عن أداة متكاملة تدعم احتياجاتك للوصول إلى جمهور عالمي، فإن Bookmark هي الخيار الأنسب.

B12

B12 هي منصة مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء مواقع ويب مخصصة تلبي احتياجات الأعمال والشركات. تبدأ العملية بجمع معلومات أساسية عن مشروعك، مثل نوع النشاط التجاري وأهداف الموقع، ثم يستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم تصميم أولي يتوافق مع متطلباتك. ويتميز B12 بإضافة تفاصيل دقيقة مثل تحسين محركات البحث (SEO)، وإنشاء محتوى ملائم، ودمج تقنيات التجارة الإلكترونية لإطلاق موقع متكامل بسهولة.

توفر الأداة فريق دعم متخصصًا لتحسين التصميمات، وضمان تجربة مستخدم سلسة. كما تقدم مجموعة من القوالب الاحترافية القابلة للتخصيص، مما يمنحك تحكمًا كاملًا في شكل ومحتوى موقعك. إذا كنت تبحث عن حل يجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والبساطة، فإن B12 هو خيارك الأمثل لإنشاء موقع إلكتروني فعّال وسريع الاستجابة.

Jimdo Dolphin

تُعد Jimdo Dolphin أداة مبتكرة لإنشاء المواقع الإلكترونية، مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتوفر حلاً بسيطًا وفعّالًا لتصميم مواقع جذابة وعملية، خاصةً للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تدير متاجر إلكترونية. وبفضل واجهتها السهلة الاستخدام وخطتها المجانية السخية، يمكن للمستخدمين بسرعة إنشاء تصاميم مخصصة من خلال الإجابة عن مجموعة من الأسئلة البسيطة. ومع ذلك، تشمل بعض القيود عدم توفر ميزات التجارة الإلكترونية في الخطة المجانية، بالإضافة إلى نقص أدوات إنشاء المحتوى وخيارات التخصيص الأساسية. بشكل عام، تُعد Jimdo Dolphin خيارًا مناسبًا لمن يسعى إلى طريقة مرنة وسهلة لإنشاء موقع إلكتروني دون تعقيد.

مميزات Jimdo Dolphin

أتمتة بناء المواقع بالكامل:

–      تعتمد على استبيان سريع لتحديد أهدافك.

–      تنشئ مسودتين مملوءتين بمحتوى مقترح (نصوص وصور).

–      تقلل الجهد المطلوب لإتمام التصميم مقارنة بمنصات أخرى.

منشئ شعارات مجاني:

–      تتيح تصميم شعار احترافي مجاني بناءً على اختيارك للأيقونات، والخطوط، والألوان.

–      توفر ملفات عالية الجودة للاستخدام في بطاقات الأعمال أو المواد الدعائية.

–      تحسين محركات البحث بالذكاء الاصطناعي ((SEO.

–      تخصص عناوين URL، والعناوين الوصفية، وعناوين الصفحات الفرعية.

–      ميزة متاحة فقط للخطط المدفوعة.

صور غير محمية بحقوق الملكية:

–      تضم معرض صور احترافيًا يُوصى به بالذكاء الاصطناعي.

–      الصور متاحة للاستخدام دون أي مخاوف قانونية.

–      دعم المواقع متعددة اللغات.

–      يمكن للمستخدمين اختيار اللغة من قائمة منسدلة.

–      توفر خيار إنشاء صفحة رئيسية للغات مختلفة لضمان تجربة استخدام متميزة.

مخاطر الأتمتة وأدوات الذكاء الاصطناعي

خلال تقرير مبادئ “أخلاقيات الذكاء الاصطناعي” الذي نشرته الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، في سبتمبر 2023، تم تقسيم المخاطر المحتملة على النحو التالي:

      مخاطر بسيطة أو معدومة

تتسم أنظمة الذكاء الاصطناعي ذات المخاطر البسيطة أو المعدومة بعدم وجود تهديدات كبيرة، مثل مرشحات البريد العشوائي. رغم ذلك، يوصى بأن تتماشى هذه الأنظمة مع مبادئ الأخلاقيات لضمان سلامة التطبيق.

      مخاطر محدودة

تشمل المخاطر المحدودة أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الوظائف التقنية مثل الأداء والتطوير. تخضع هذه الأنظمة لتطبيق المبادئ الأخلاقية لضمان سلامتها وفعاليتها.

      مخاطر عالية

تُصنف الأنظمة ذات المخاطر العالية بأنها تهدد الحقوق الأساسية للإنسان. وتتطلب هذه الأنظمة تقييمات صارمة قبل وبعد المطابقة، مع الالتزام بالأخلاقيات والمتطلبات النظامية ذات الصلة.

–      مخاطر غير مقبولة

لا يُسمح باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تشكل خطرًا غير مقبول على سلامة البشر أو حقوقهم، مثل التصنيف الاجتماعي أو استغلال الأطفال. ويُلزم منعها بالتوافق مع المتطلبات الأخلاقية والقانونية.

 هل الأدوات السالفة تغني عن العامل البشري؟

لم تعد الإجابة محيِّرة كما في السابق، ولم تعد إشكالية. فهذه الأدوات تقع في نطاق المساعد، الذي يقدِّم الخدمة المساندة للقائم بالموقع أو منشئ المحتوى. فالأفكار لا يمكنها أن تتدفق من تلقاء نفسها، إلَّا في الأمور التي تتطلب السرعة وإنجاز المهام، وذلك تلافيًا لنماذج رتيبة – ذات إطار محدود الغاية – قد لا تحقق الغرض المنشود من التحرير، ولا تلبي تطلعات القارئ الذي يسعى إلى الاختلاف.

ختامًا، أشارت ورقة بحثية نشرتها منصة بوابة الباحثين في عام 2021 إلى أنه خلال السنوات الماضية، زادت نسبة وظائف الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات بأكثر من الضعفين في أقل من تسع سنوات. وتركز العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي على “الذكاء المعزز” أو “القدرات البشرية المعززة”، بدلاً من محاولة استبدال الذكاء البشري. حتى مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، فإن معظم الصناعات لا تسعى لنسخ الذكاء البشري بشكل كامل. وهذا يعني أن الوظيفة البشرية تظل مستمرة، وأن الأتمتة ليست بديلاً. وبذلك، تبقى أدوات الذكاء الاصطناعي في موقعها الطبيعي، طالما تم استخدامها بشكل سليم ومنطقي.

اترك رد

Your email address will not be published.