دراسة حديثة: الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا لطبيب الأسرة
AI بالعربي – متابعات
سلَّطتْ دراسةٌ حديثةٌ أجرتْها مُؤسَّسةُ الرعاية الصّحيَّة الأوليَّة الضّوءَ على الحماسِ المُتزايدِ بين أطبّاءِ الأُسرة؛ لدمج الذكاء الاصطناعيّ في أماكن الرعاية الأوليَّة؛ بهدفِ الاستفادةِ من التطوُّر التكنولوجيّ في هذا المجالِ، وتطبيقِه في قطاع الرعاية الصحيَّة، بما يسهمُ في تطوير تجرِبة المريض، وتحسين الرعاية الطبّية.
وركَّزتِ الدراسةُ، التي تحملُ عنوان: “تصوُّرات أطبّاء الأسرة حول تطبيق الذكاء الاصطناعيّ في الرعاية الصحية الأولية: دراسة حالة من مؤسَّسة رعاية صحيَّة رائدة”، على قدرةِ الذكاء الاصطناعي، على تعزيز إدارة مهام الرعاية الصحية بشكل كبير، وتقديم الخِدمات الشّاملة في مؤسَّسة الرعاية الصحية الأولية.
وأكدتِ الدراسةُ، التي حصلت الراية على نسخةٍ منها، أنّه مع استمرارِ الذكاء الاصطناعيّ في اكتساب الاهتمام في إعدادات الرعاية الصحيَّة على مستوى العالم، فإنه يظهر كأداة واعدة لتحويل أنظمة الرعاية الصحية، حيث يعمل على تبسيط العمليات التشغيلية والإدارية، وبالتّالي تبسيط مهام الرعاية الصحية لكل من أطبّاء الأسرة، ومُديري الرعاية الصحيَّة على حدّ سواء.
دور محوري
وأشارتْ نتائجُ الدراسةِ التي أجرتْها المؤسّسةُ إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في زيادة مسؤوليات أطباء الأسرة دون أن يحلّ محلهم، كما أثبتت فائدتَه في مختلف جوانب عمليات الرعاية الصحية، بما في ذلك تحسين الكفاءة التشغيلية، وتحسين إدارة الموارد البشرية، وتعزيز تدابير الصحة العامة أثناء الأوبئة.
ولفتت، الدراسةُ التي تضمّنت مسحًا مقطعيًّا، تم توزيعه على 724 من أطباء الأسرة المُمارسين في مؤسَّسة الرعاية الصحيَّة الأوليّة إلى أنَّ نحوَ 80% أظهروا وعيًا بالذكاء الاصطناعيّ، مع عدم وجود اختلافاتٍ كبيرةٍ بين الجنسَين والفئات العُمرية. كما أكد غالبية المشاركين، التأثيرَ الإيجابي للذكاء الاصطناعي على ممارسات الرعاية الصحية في مؤسَّسة الرعاية الصحية الأولية.
وسلَّطَ أطباءُ الأُسرة، الضوءَ على العديد من الفوائد الرئيسيَّة لتكامُل الذكاء الاصطناعي، مُشيرينَ إلى التحسينات في أدوار إدارة الرعاية الصحية السريرية والإدارية والتشغيلية والأهم من ذلك، كان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه يعزز الكفاءة التشغيلية، وإدارة الموارد البشرية دون تقويض العَلاقات الحاسمة بين المريض والطبيب. ولكن على الرغم من ذلك فقد أُثيرت مخاوف بشأن قدرة هذه التكنولوجيا على تقليل رضا المرضى، والآثار الأخلاقية المحيطة باتخاذ القرار في مجال الذكاء الاصطناعي، والمساءلة، وحماية البيانات، والسرية.
المخاوف الأخلاقيَّة
كما شدَّدت الدراسةُ على ضرورة النظر بعناية في هذه المخاوف الأخلاقية والخصوصية والمتمحورة حول المريض في التكامل الاستراتيجي للذكاء الاصطناعيّ في أنظمة الرعاية الصحية.
وتوفّر الأفكار المُستمدّة من هذه الدراسة إرشادات قيمة للحفاظ على رعاية عالية الجودة للمرضى أثناء التغلّب على التحديات التي يفرضُها التأثير التحويلي للذكاء الاصطناعي على تقديم الرعاية الصحية.
وأشارت الدراسةُ إلى وجود تصوُّر إيجابي بين أطباء الأسرة، فيما يتعلّق بدمج الذكاء الاصطناعي في أماكن الرعاية الأولية، ففي حين أنَّ الذكاءَ الاصطناعيَّ يقدم فرصًا كبيرة لتعزيز خِدمات الرعاية الصحية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، فإن ضمان تنفيذه الأخلاقي يظل أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق إمكاناته الكاملة في تحسين نتائج المرضى والكفاءات التشغيلية في أماكن الرعاية الصحية.
تحليل البيانات
الجدير بالذكر أنَّه في هذه الفترة الأخيرة تعتمد الكثير من مؤسسات الرعاية الصحية حول العالم على البرامج المستندة إلى الذكاء الاصطناعي في مهامها اليومية، وتختلف هذه المهام من تشخيص المريض إلى إدارة بيانات المستشفى، وغيرها، حيث إنَّ هناك الكثير من البيانات التي ينتجها مجال الرعاية الصحيَّة يوميًا، لذلك هناك حاجة إلى معالجات متقدّمة لتلك البيانات، ومن ثم تبرز أهمّية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه قراءة وتحليل ملايين البيانات في وقت وجيز، والتشخيص، واتخاذ قرار العلاج سريعًا.