كيف سيتحول التعليم بفضل الذكاء الاصطناعي؟

26

AI بالعربي – متابعات

اقتحمت ثورة الذكاء الاصطناعي معظم المجالات ومن المنتظر أن ينضم مجال التعليم لهذه الثورة الحديثة، بدوره يستعرض سلمان خان، صاحب الرؤية وراء “أكاديمية خان”، في كتابه الذي يحمل عنوان: “كلمات جديدة شجاعة: كيف سيُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في التعليم”، ويقدم خارطة طريق للمعلمين وأولياء الأمور والطلاب للتنقل في هذا العالم الجديد المثير.

يقدم “خان” توجيهات للآباء والأمهات الذين يهتمون بنجاح أبنائهم، ويشرح قدرة الذكاء الاصطناعي على تخصيص تجربة التعلم وفقًا لوتيرة كل طالب وأسلوبه الفردي، وتحديد نقاط القوة والمجالات التي تحتاج إلى تحسين، وتقديم الدعم والملاحظات المصممة خصيصًا لاستكمال التعليم الصفي التقليدي.

ويشدد خان في كتابه، على أن تبني الذكاء الاصطناعي في التعليم لا يهدف إلى استبدال التفاعل البشري، بل إلى تعزيزه باستخدام أدوات تعليم مخصّصة ويسهل الوصول إليها تشجع على مهارات حل المشكلات الإبداعية وتُعد الطلاب للعالم الرقمي. ولا يتعلق الكتاب بمجرد تقنية، بل يتعلق بما تعنيه هذه التقنية لمجتمعاتنا وللمسؤولين ومستشاري التوجيه ومديري التوظيف الذين يمكنهم الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي في المدارس وأماكن العمل.

كما يخوض الخبير التربوي الأميركي في الآثار الأخلاقية والاجتماعية للذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة الكبيرة، ويقدم رؤى مدروسة حول كيفية استخدام هذه الأدوات لبناء نظام تعليمي يسهل الوصول إليه للطلاب في جميع أنحاء العالم.
وعلى الرغم من أن كتاب خان يفتقر إلى دراسة كيف يمكن للطيف الأوسع من الذكاء الاصطناعي التوليدي أن يعطل ممارسات التعليم، فإنه يقدم رؤية آسرة لكيفية استخدامه لتعزيز التدريس والتقييمات واستكمال تجارب الفصول الدراسية التقليدية.

يشرح خان خلال أقسام الكتاب كذلك، كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء مواد تعليمية مخصصة بناءً على التعليقات التي يجمعها الذكاء الاصطناعي من فهم الطلاب للمفاهيم. ويمكن أن يساعد أيضًا في تطوير استراتيجيات لدعم الطلاب في المواقف التي ربما لم يكتشف فيها المعلمون نقصًا في الفهم.

هذا لا يعني أنه يجب التخلص من الطريقة التقليدية للتعلم في الفصول الدراسية، إذ يشدد خان على أهمية الأنشطة الصفية في بيئات التدريس التقليدية؛ وستظل تجربة تعليمية قيّمة للطلاب أن يتلقوا التوجيه من معلمهم”البشري”، ويتعاونوا مع أقرانهم، في الواقع، يقترح خان أن هذا قد يكون المفتاح لتقليل المخاوف بشأن سوء السلوك الأكاديمي.
ويؤكد أنه إذا قمنا، بدلًا من مراقبة وتقييد استخدامهم للذكاء الاصطناعي، بتزويد الطلاب بأدوات ذكاء اصطناعي موثوقة ومثمرة للتعلم، فسوف يشعر الطلاب بدعم أفضل وأكثر تحفيزًا للتعلم وربما أقل ميلاً إلى الغش. وحتى التقييمات يمكن أن تتغير لتشبه محادثة ديناميكية أكثر من كونها اختبارًا، ويمكن أن تتضمن لعب الأدوار أو المحاكاة، مما يمنح الطلاب فرصًا أفضل لبناء أدلة على تعلمهم.

ويشير الخبير التربوي إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة تُدمج في أنظمة التشغيل ومحركات البحث الشهيرة، والتطبيقات، وأصبحت مدمجة بشكل كبير في هواتفنا الذكية، وقد يصبح هذا مبررًا آخر لتبني المزيد من الذكاء الاصطناعي في التعليم.

كما يوضح خان أيضًا، أنه عندما يدخل طلاب المدارس والجامعات اليوم إلى مكان العمل، فمن المتوقع منهم أن يعرفوا كيفية العمل جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي ومع ذلك، نظرًا لوجود اختلافات كبيرة بين منتجات الذكاء الاصطناعي المختلفة، يجب تعليم الطلاب كيفية استجواب معلمي الذكاء الاصطناعي بشكل نقدي.

علاوة على هذا، يتطرق الكتاب إلى محو الأمية في مجال الذكاء الاصطناعي والآثار المجتمعية الأكثر أهمية للتبني الواسع النطاق لأنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يبرز طريقة جيدة ومسؤولة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في سياق التعليم ويفتح إمكانيات جديدة للمعلمين لتمكين ممارساتهم التعليمية.

وتعتبر نظرة خان الإيجابية بشأن إمكانات تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية الحالية لتعزيز ممارسات التدريس والتعلم والتقييم ملهمة، وتمثل طريقة جيدة ومسؤولة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في سياق التعليم ويفتح إمكانيات جديدة للمعلمين لتمكين ممارساتهم التعليمية.

اترك رد

Your email address will not be published.