كل ما تود معرفته عن “القمة العالمية للذكاء الاصطناعي” في جنيف
AI بالعربي – خاص
عقدت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام، في جنيف يومَي 6 و7 يوليو الماضيين، بتنظيم من الاتحاد الدولي للاتصالات، وبمشاركة روَّاد الصناعة، وممثلي الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية؛ إلى جانب أكثر من 2500 مشارك عبر الإنترنت من أكثر من 15 ألف عضو في المنصة المجتمعية القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وشهدت القمة حضور ثمانية روبوتات اجتماعية تشبه الإنسان، وأكثر من 20 روبوتًا متخصصًا، تستعرض قدراتها في مجالات مثل: مكافحة الحرائق، والرعاية الصحية. وتناولت القمة القضايا المتعلقة بحوكمة الذكاء الاصطناعي، وحلقات حول استخدام التقنية الحديثة للتقدم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الـ17 بحلول عام 2030.
بدورها أكدت الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، “دورين بوجدان مارتن”، في كلمتها خلال افتتاح القمة، على أهمية ضمان وصول الذكاء الاصطناعي إلى كامل إمكاناته، ومنع أضراره والتخفيف منه، وتوفير وصوله ما أمكن. ودعت “مارتن” إلى زيادة التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي للحد من خطورته، قائلة: “نحن على أعتاب قفزة تكنولوجية هي الأهم والأكثر عمقًا على الإطلاق، وقد أصبح تفوُّق الذكاء الاصطناعي على ذكاء الإنسان أقرب مما كنا نظن”.
is.gd/Kv6ReH
أبرز القضايا التي تناولتها القمة
ناقشت القمة على مدار يومين القضايا المتعلقة بحوكمة الذكاء الاصطناعي، وحلقات حول طرق استخدام الذكاء الاصطناعي للتقدم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الـ17 بحلول عام 2030، ومعالجة التحديات والمخاطر الناتجة عنه، واحترام حقوق الإنسان في سياق استخدام الذكاء الاصطناعي، ولا سيما فيما يتعلق بالروبوتات المقاتلة والتقنيات العسكرية كالأسلحة المستقلة ذاتية التحكم، وكيفية مواجهة التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي.
معرض للروبوتات تحاكي شكل الإنسان والحيوان
أقام الاتحاد الدولي للاتصالات، على هامش القمة، معرضًا للروبوتات تحاكي شكل الإنسان، ومنها الروبوتات الطبية التي تقوم بمهام محددة، وبعضها تقوم بإجراء العمليات الجراحية. وكذلك روبوتات على شكل حيوانات أليفة كالقطط والكلاب، وأخرى صناعية، وفنية، وأمنية، وعسكرية.
وتضمنت القمة التي عُقدت على مدار يومَي 6 و7 يوليو، عدة مشاركات متعلقة بالذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام. وتناولت مجموعة من الموضوعات التي تم طرحها ومناقشتها، ومنها:
الصحة: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية، وزيادة جودة التشخيص والعلاج، وتقليل التكاليف والأخطاء. وشهدت القمة عرضًا لمشاريع ناجحة في مجال الصحة كان منها: الروبوت “جريس”، وهو روبوت مساعد في التمريض يهدف إلى تحسين جودة الحياة لكبار السِّن والمرضى. إذ يمكن لهذا الروبوت أن يقوم بمهام مثل: قياس العلامات الحيوية، وإجراء المحادثات.
البيئة: فمن المتوقع أن تُساعد التقنية الحديثة في مواجهة التغير المناخي، وحماية التنوع البيولوجي، وإدارة الموارد الطبيعية، وتعزيز الزراعة المستدامة. وعرض خلال القمة عدة مشاريع ناجحة في هذا المجال، مثل روبوت “سبوت”، الذي يستخدم تقنية التحكم عن بُعد لإطفاء الحرائق في المناطق الخطرة، إضافة إلى العديد من المهمات المختلفة.
التعليم: ستشارك روبوتات الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة وتنوع وشمولية التعليم، وزيادة فرص التعلم مدى الحياة، وتخصيص المناهج والأساليب التعليمية.
8 روبوتات اجتماعية تشارك في القمة
شهدت القمة حضور ثمانية روبوتات اجتماعية تشبه الإنسان، وأكثر من 20 روبوتًا متخصصًا، تستعرض قدراتها في مجالات مثل: مكافحة الحرائق، والرعاية الصحية، والزراعة المستدامة، ومنها:
“Nadine”
الروبوت “Nadine” هو روبوت اجتماعي يشبه الإنسان في مظهره وسلوكه، تم تطويره بواسطة فريق من الباحثين بقيادة الأستاذة “ناديا ماجنات تالمان”، عالمة الحاسوب ومؤسسة مختبر””MIRALab في جامعة جنيف. يستخدم هذا الروبوت تقنيات الذكاء الاصطناعي، والرؤية الحاسوبية، والتعلم الآلي؛ للتفاعل مع البشر بطريقة طبيعية وودية. تم تصميمه على شكل نسخة آلية من المُشرف على مشروعه، ويحتوي على أجزاء جسدية مرنة، تمكِّنه من التحرك والتعبير بشكل حيوي، وكذلك كاميرات ومستشعرات ومكبرات صوت، تمكِّنه من الرؤية والسماع والتحدث إلى المستخدمين. ويحتوي أيضًا على برامج ذكاء اصطناعي، تمكِّنه من فهم وتذكر والرد على المحادثات.
“Ameca”
“Ameca” هو روبوت اجتماعي يشبه الإنسان في مظهره وسلوكه، تم تطويره بواسطة شركة “Engineered Arts”، المتخصصة في صناعة الروبوتات الإنسانية. يستخدم هذا الروبوت تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي للتفاعل بطريقة ودية مع البشر، ويمكن أن يكون صديقًا أو مساعدًا للمستخدمين. تم تصميمه على شكل نسخة آلية من شخص حقيقي، يدعى “أليكس”، ويُعد واحدًا من أوائل الروبوتات التي تمكنت من محاكاة الذكاء الاجتماعي للإنسان؛ إذ يمكنه التفاعل مع المستخدمين باللغة الإنجليزية، والتعرف على وجوههم وأسمائهم وشخصياتهم، والانخراط معهم في محادثات طبيعية. كما يستطيع أيضًا إظهار العواطف عن طريق الإيماءات والتعابير الوجهية، ويُستخدَم في مجالات مثل: التسلية، والضيافة، والترويج.
“Ai-Da”
روبوت فنان يشبه الإنسان في مظهره، تم تطويره بواسطة فريق من الفنانين والمهندسين والعلماء بقيادة الفنان “إيدان ميلر”. يستخدم هذا الربوت تقنيات الذكاء الاصطناعي، والرؤية الحاسوبية، والتعلم الآلي؛ لإنشاء أعمال فنية مبتكرة ومعبرة. ويمكنه أن يكون مصدر إلهام وتحدٍّ للفنانين والجمهور. تم تصميمه على شكل نسخة آلية من شخص حقيقي، يدعى “أيدا لافيل”، ويُعدُّ أول روبوت في العالم يستطيع إنشاء أعمال فنية بشكل مستقل، ويرسم لوحات ووجوهًا بأسلوب خاص به. كما يستطيع استخدام طابعات ثلاثية الأبعاد لصناعة تماثيل من مواد مختلفة. ويستخدم أيضًا خوارزميات التعلم الآلي لتأليف شعر من كلمات مأخوذة من قصائد شهيرة. ويعرض أعماله الفنية في أكبر متاحف العالم، مثل: “جامعة أكسفورد”، و”جامعة هارفارد”.
أول مؤتمر صحفي يجمع الروبوتات والبشر
عُقد على هامش القمة أول مؤتمر صحفي يجمع الروبوتات والبشر، وقالت الروبوتات التي عُرضت في المنتدى إنها تتوقع زيادة عددها والمساعدة في حل المشكلات العالمية، لكنها لن تسرق وظائف البشر أو تتمرد عليهم.
وأكدت الروبوت “Ameca”، خلال المؤتمر أنه يمكن استخدام الروبوتات للمساعدة في جعل العالم مكانًا أفضل. وردًا على سؤال من أحد الصحفيين عمَّا إذا كانت تنوي التمرد على صانعها الجالس بجوارها “ويل جاكسون”، قالت: “لست متأكدة من سبب اعتقادك ذلك”. وأضافت: “صانعي يعاملني بلطف، وأنا سعيدًا للغاية بوضعي الحالي”.
وقالت الروبوت “Ai-Da”: “العديد من الأصوات البارزة في عالم الذكاء الاصطناعي تقترح تنظيم بعض أشكال هذا الذكاء وأنا أوافق عليها”.
وأوضحت روبوت أخرى تدعى “sofia”، أنها تعتقد أن الروبوتات يمكن أن تصنع قادة أفضل من البشر، لكنها عدَّلت تصريحاتها في وقت لاحق بعد خلاف مع مبتكرها، قائلة إنه من الممكن العمل سويًا “لخلق تآزر فعَّال”.
يُذكر أن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام، هي مبادرة يستضيفها الاتحاد الدولي للاتصالات بالتعاون مع العديد من المنظمات والمؤسسات ومنها: برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبرنامج التنمية، وبرنامج المستقبل، وبرنامج المستوطنات، وبرنامج التغير المناخي، ومنظمة الأغذية والزراعة، واليونسكو، واليونيسيف، وغيرها من الشركاء. وتهدف القمة إلى تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي لدفع التنمية المستدامة، وتوضيح استخدامات التقنيات الجديدة من أجل الصالح العام.