الذكاء الاصطناعي: خمسة تحديات رئيسية للاستفادة القصوى والتأمين من المخاطر

44

AI بالعربي – متابعات

يتبنى خبراء الذكاء الاصطناعي إحدى مدرستين فكريتين: إما أنها ستحسن حياتنا بطريقة هائلة، أو أنها ستتسبب في دمارنا جميعا.

هذا هو سبب أهمية مناقشة البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع حول كيفية تنظيم التكنولوجيا.

لكن كيف يمكن جعل الذكاء الاصطناعي آمنًا؟

فيما يلي خمسة تحديات مقبلة:

الاتفاق على ماهية الذكاء الاصطناعي

استغرق البرلمان الأوروبي عامين للتوصل إلى تعريف لنظام الذكاء الاصطناعي، وهو برنامج يجرى تغذيته “بمجموعة معينة من الأهداف التي يحددها الإنسان، لإنتاج مخرجات كالمحتوى أو التنبؤات أو التوصيات أو القرارات التي تؤثر على البيئات التي يتفاعل معها”.

هذا الأسبوع، سيجرى تصويت على قانون الذكاء الاصطناعي، وهي القواعد القانونية الأولى من نوعها التي تحكم الذكاء الاصطناعي، والتي تتجاوز القواعد التنظيمية الاختيارية، وتتطلب من الشركات الامتثال لها.

الوصول إلى اتفاق عالمي

تشير سناء خراغاني، الرئيسة السابقة للمكتب البريطاني السابقة للذكاء الاصطناعي، إلى أن التكنولوجيا لا حدود لها.

وقالت لبي بي سي نيوز: “نحن بحاجة إلى تعاون دولي في هذا الشأن، أعلم أنه سيكون صعبًا. إنها ليست مسألة محلية. هذه التقنيات لا تقع في نطاق دولة واحدة”.

لا تزال هناك خطة لهيئة تنظيمية عالمية للذكاء الاصطناعي على غرار الأمم المتحدة، على الرغم من أن البعض طرحها بأفكار مختلفة:

مقترحات الاتحاد الأوروبي هي الأكثر صرامة، وتشمل تصنيف منتجات الذكاء الاصطناعي بناء على تأثيرها. على سبيل المثال، سيكون لمرشح أو فلتر البريد الإلكتروني غير المرغوب فيه، قيود تنظيمية أخف من المفروضة على أداة الكشف عن السرطان.

تقوم المملكة المتحدة بإلحاق القواعد التنظيمية للذكاء الاصطناعي ضمن الهيئات التنظيمية الموجودة حاليا. على سبيل المثال، من يشتكي من أن التكنولوجيا قد تسببت في تمييز ضده، عليه أن يتوجه إلى لجنة المساواة.

الولايات المتحدة لديها قواعد تنظيمية اختيارية فقط، حيث اعترف المشرعون في جلسة استماع حديثة مخصصة للذكاء الاصطناعي، بوجود مخاوف بشأن مدى صلاحية تلك القواعد.

تعتزم الصين إلزام الشركات بإخطار المستخدمين عند استخدام خوارزمية الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي: ما هو “تشات جي بي تي” الذي وصفه ماسك بأنه “جيد بشكل مخيف”؟

الذكاء الاصطناعي: رئيس شركة تشات جي بي تي يقر بمخاطر هذه الصناعة ويطالب واشنطن بتنظيمها

ضمان ثقة الجمهور العام

يقول جان مارك لوكلير، رئيس الشؤون التنظيمية والحكومية في الاتحاد الأوروبي، في شركة “آي بي إم”: “إذا وثق الناس به، فسوف يستخدمونه”.

هناك فرص هائلة للذكاء الاصطناعي لتحسين حياة الناس بطرق لا يمكن تصورها. فهو يستطيع:

المساعدة في اكتشاف المضادات الحيوية

مساعدة المصابين بالشلل على السير من جديد

معالجة قضايا مثل تغير المناخ والأوبئة

ولكن ماذا عن فحص المتقدمين للوظائف أو التنبؤ بمدى احتمال ارتكاب إنسان ما لجريمة ما؟

يرغب البرلمان الأوروبي في إعلام الجمهور بالمخاطر المرتبطة بكل منتج من منتجات الذكاء الاصطناعي.

يمكن تغريم الشركات التي تنتهك قواعدها بما يزيد عن 30 مليون يورو أو 6٪ من حجم المبيعات السنوي العالمي.

ولكن هل يستطيع القائمون على تطوير الذكاء الاصطناعي التنبؤ أو التحكم في كيفية استخدام منتجاتهم؟!

تحديد من يضع القواعد

حتى الآن، كان الذكاء الاصطناعي يتحكم بنفسه إلى حد كبير.

وتقول الشركات الكبرى إنها تتفق مع اللوائح الحكومية “الحاسمة” للتخفيف من المخاطر المحتملة، وفقا لسام ألتمان، رئيس شركة “أوبن إيه آي” الشركة المصنعة لروبوت الدردشة “تشات جي بي تي”.

لكن هل ستقدم الشركات الأرباح على الناس عند انخراطهم في كتابة القواعد التنظيمية؟

يمكنك المراهنة على أنهم يريدون الاقتراب قدر الإمكان من المشرعين المكلفين بوضع اللوائح.

وأعربت البارونة لين فوكس، مؤسسة موقعLastminute.com عن أهمية الاستماع إلى غير الشركات.

“ينبغي إشراك المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والمتأثرين بهذه النماذج والتحولات المختلفة”.

التصرف بسرعة

مايكروسوفت، التي استثمرت مليارات الدولارات في روبوت الدردشة “تشات جي بي تي”، على أمل “التخلص من العمل الشاق”.

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يولد ردودا نثرية ونصية شبيهة بالبشر، لكن، كما يشير ألتمان، هو “أداة وليس مخلوقا”.

إن روبوتات الدردشة من شأنها أن تجعل العاملين أكثر إنتاجا في وظائفهم.

وفي بعض الصناعات، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على خلق المزيد من الوظائف وأن يلعب دورا تعاونيا هائلا.

لكن آخرين فقدوها بالفعل؛ ففي الشهر الماضي، أعلنت شركة “بي تي” أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل 10 آلاف وظيفة.

دخل “تشات جي بي تي” إلى الاستخدام العام، منذ ما يزيد قليلا عن ستة أشهر.

والآن، يمكنه كتابة المقالات والتخطيط لعطلات الناس واجتياز الاختبارات المهنية.

وتتزايد القدرات اللغوية واسعة النطاق لهذا الروبوت بمعدل هائل.

وكان اثنان من “العرابين” الثلاثة للذكاء الاصطناعي، جيفري هينتون والبروفيسور يوشوا بنغيو، من بين من حذروا من أن هذه التكنولوجيا لديها قدرات هائلة على إلحاق الضرر.

لن يدخل قانون الذكاء الاصطناعي حيز التنفيذ حتى عام 2025 على الأقل، والذي قد يكون “بعد فوات الأوان”، كما قالت رئيسة القطاع التكنولوجي في الاتحاد الأوروبي مارغريت فيستاغر.

وتعمل فيستاغر على وضع قواعد تنظيمية مؤقتة للقطاع التكنولوجي، مع الولايات المتحدة ، والتي قد تكون جاهزة في غضون أسابيع.

المصدر: بي بي سي نيوز عربي

 

اترك رد

Your email address will not be published.