AI بالعربي – متابعات
حذرت صحيفة غارديان البريطانية من تصاعد لافت في توظيف الجماعات المتطرفة تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة استنساخ الأصوات والترجمة التوليدية، ضمن أدواتها الدعائية الحديثة، في تحول يعيد رسم خريطة التطرف الرقمي عالميًا.
تقرير غارديان يكشف التحول التقني
أوضح تقرير للصحيفة، بقلم بن ماكوتش، أن باحثين في شؤون مكافحة الإرهاب يرصدون انتقال الجماعات المتطرفة إلى مرحلة أكثر تطورا في استخدام الذكاء الاصطناعي، بما يسمح بإعادة إنتاج خطابات تاريخية مؤثرة بصوت مطابق تقريبا للأصل، مع ترجمتها إلى لغات متعددة دون فقدان الشحنة العاطفية.
من الأرشيف الأيديولوجي إلى المحتوى التفاعلي
بحسب التقرير، أتاحت هذه التقنيات تحويل مواد أيديولوجية قديمة إلى محتوى صوتي حديث، يقدم بأسلوب جذاب ومؤثرًا على جمهور معاصر، وهو ما يمنح الرسائل المتطرفة حياة جديدة خارج سياقها الزمني الأصلي.
تفوق تقني على الأساليب التقليدية
يرى مختصون أن هذه القفزة تتجاوز بشكل واضح الأساليب السابقة التي اعتمدت على مترجمين بشريين أو أدوات تقنية بدائية، حيث بات الإنتاج أسرع وأكثر دقة وأوسع انتشارا، مع الحفاظ على هوية الخطاب ونبرته النفسية.
تسجيلات نازية بصوت مستنسخ
أشارت غارديان إلى انتشار تسجيلات صوتية مستنسخة بالذكاء الاصطناعي لخطب نازية قديمة داخل أوساط اليمين المتطرف، ونجاحها في حصد ملايين المشاهدات عبر منصات التواصل، ما يعكس قوة التأثير التي تضيفها محاكاة الصوت الأصلي.
الكتب الصوتية كأداة تعبئة جديدة
ووفق التقرير، جرى تحويل نصوص متطرفة معروفة إلى كتب صوتية باستخدام نماذج تحاكي أصوات مؤلفيها، وهو ما يمنح الخطاب مصداقية زائفة ويزيد من قدرته على التأثير النفسي.
التسريعيون واستغلال الذكاء الاصطناعي
لفتت الصحيفة إلى أن جماعات “التسريعيين” من النازيين الجدد استثمرت هذه الأدوات لنشر رسائل عنيفة محدثة، في إطار استراتيجيتهم الرامية إلى زعزعة الاستقرار وتسريع انهيار المجتمعات الغربية.
الترجمة التوليدية وتوسيع رقعة التجنيد
في السياق المسلح، تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحويل نصوص أيديولوجية عربية إلى محتوى صوتي ومرئي متعدد اللغات، ما يسهل الوصول إلى جماهير جديدة خارج النطاق الجغرافي التقليدي.
أدوات متاحة ومخاطر متزايدة
يحذر خبراء من أن سهولة الوصول إلى هذه التقنيات، سواء عبر أدوات مجانية أو منخفضة التكلفة، تمنح الجماعات المتطرفة قدرة غير مسبوقة على التجنيد ونشر الأفكار دون عوائق تقنية كبيرة.
تحديات أمنية أمام السلطات
تؤكد جهات مكافحة التطرف أن هذا الاستخدام المتنامي للذكاء الاصطناعي يضيف طبقة جديدة من التعقيد أمام السلطات، في ظل سجل طويل للجماعات المتطرفة في استغلال التقنيات الحديثة، من الإنترنت إلى العملات المشفرة وقنوات الاتصال المشفرة.
الذكاء الاصطناعي كساحة مواجهة جديدة
ويجمع المختصون على أن الذكاء الاصطناعي بات ساحة مواجهة قائمة بذاتها في الحرب ضد الإرهاب، تتطلب استجابات تقنية وتشريعية أسرع وأكثر تطورا، لمواكبة المخاطر المتغيرة قبل أن تتحول إلى تهديد واسع النطاق.








