الذكاء الاصطناعي رفيقنا الجديد!

52
أ. د. رشود بن محمد الخريف

رضينا أم أبينا.. سيكون الذكاء الاصطناعي رفيقنا الجديد في مجالات حياتنا العملية والشخصية كافة سواء في هواياتنا أو ترفيهنا أو سياحتنا أو علاقاتنا الشخصية، حتى الرومانسية. وفي الوقت الحاضر، تشهد بعض المجالات تطورات مذهلة، مثل: الرعاية الصحية، البرمجة، التعليم، التمويل، البناء، النقل، الترفيه، القانون، العقارات، استكشاف الفضاء، تجارة التجزئة، خدمات العملاء، وغيرها.

ونظرا لتزايد دور الذكاء الاصطناعي في حياتنا، يثير الناس تساؤلات كثيرة ومهمة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، ومدى القدرة على السيطرة عليه؟ وهل الذكاء الاصطناعي سيدمر البشرية؟ ومدى قدرته على الإبداع في الكتابة عموما، والأدبية خصوصا، مثل كتابة الشعر، ثم هل سيؤدي إلى اختفاء بعض الأعمال وزيادة البطالة البشرية، أم أنه سيكون عاملا فاعلا في زيادة الإنتاجية في العمل والتعليم والخدمات وغيرها؟

بدءا يتفق كثير من الخبراء على أن الذكاء الاصطناعي يرفع الإنتاجية في كثير من المهن والأعمال، ويساعد الأطباء والمحامين ومبرمجي الكمبيوتر أكثر من أي وقت مضى. في المقابل، لا محالة سيحل محل بعض العمال في بعض المهن، خاصة الأعمال ذات المهام المهنية الروتينية المتكررة التي تعتمد على التكرار، بل سيتفوق في هذه المهام نظرا لما يتسم به من دقة عالية وسرعة فائقة. ومن المؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيغير مستقبل العمل، لكن ليس بالضرورة إلى الأسوأ، إذ يتوقع الخبراء خسارة كثير من الوظائف تصل إلى 85 مليونا بحلول 2025، لكن ستوجد وظائف جديدة تقدر بنحو 97 مليون وظيفة.

وإسهام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية لا يقبل الجدل، فهو يوفر تشخيصات أسرع وأكثر دقة وخطط علاج مخصصة ونتائج محسنة للمرضى، ويساعد على إجراء العمليات الجراحية، ما ينعكس عموما على توفير رعاية أفضل للمرضى. ويؤثر الذكاء الاصطناعي إيجابيا في التعليم لمساعدة المعلمين والطلاب والإدارات، ما يؤدي إلى زيادة جودة التعليم. ومن المتوقع أن تتطور الفصول الدراسية الذكية إلى مبان ذكية، ما يؤثر إيجابيا في البيئة المدرسية.

لقد كانت الروبوتات الشبيهة بالبشر ذات يوم مادة خيال علمي، لكنها أصبحت حقيقة واقعة ـ فقبل شهور ظهرت علينا الروبوت “سارة” التي صنعت بأيد سعودية، واستطاعت أداء النشيد الوطني، ثم ظهرت على الشاشات “فضة” أول مذيعة في الكويت تعمل بالذكاء الاصطناعي. لكن “صوفيا” هي الأكثر شهرة، إذ اكتسبت صوفيا شهرة عالمية بسبب مظهرها الواقعي اللافت للنظر، الذي يتضمن التعرف على الوجه ومعالجة اللغة الطبيعية وتعبيرات الوجه الشبيهة بالإنسان. وما يثير القلق لدى البعض أنها قد تكون شبيهة بالبشر، ويصعب تمييزها عنهم. وهذا التقدم يثير اعتبارات أخلاقية مثل سوء الاستخدام، خاصة مع قدرتها على التعلم وتطوير مهارات غير متوقعة، وما ينتج عن ذلك من احتمالية انتشار معلومات مضللة أو اعتماد الناس على هذه الأنظمة للحصول على مشورة طبية وعاطفية غير دقيقة أو حتى ضارة، أو إنتاج بحوث علمية. لكن من المستبعد أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من السيطرة على البشر، لأنه يفتقر إلى الوعي البشري.

وأخيرا، لا داعي للتخوف فقد يحل الذكاء الاصطناعي محل المهام الروتينية والمتكررة، ما يسمح للبشر بالتركيز على أعمال أكثر تعقيدا وإبداعا, في المملكة، لا نملك سوى احترام وتقدير الرؤية الحكيمة التي رفعت موقع المملكة في رأس قائمة دول العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، وحبذا أن تتجاوب الجامعات بشكل أسرع لمستهدفات رؤية 2030 في هذا المجال، وكذلك التعليم العام لتحقق المملكة قفزات إضافية.

المصدر : الاقتصادية

اترك رد

Your email address will not be published.