بلا سيرة ذاتية… مذيعات الذكاء الاصطناعي يقتحمن الشاشات العربية

استقبلت بين التخوف والترحيب ولا تزال بحاجة إلى البشر لكتابة النصوص وتحريرها

32

AI بالعربي – متابعات

شقت المذيعات الافتراضيات طريقها المهني رسمياً على شاشات العالم العربي بعد أن أطلقت صحيفة “كويت نيوز” الكويتية المذيعة الشقراء “فضة“، ومن خلال المذيعة “آني” قدم موقع “القاهرة 24” المصري خدمة نشرة الأخبار بتقنية الذكاء الاصطناعي لأول مرة في مصر، أما “دار الرافدين” فكانت أول دار نشر عربية تستخدم الذكاء الاصطناعي للتعريف بإصدارات الدار الجديدة عبر شخصية “سالي”, وفي حين أن التجارب التي بدأت حول العالم عام 2018 في دول مثل الصين وسويسرا وكوريا الجنوبية وغيرها، بدت واقعية بنسبة جيدة ومرتبطة من حيث الشكل بالمجتمع الذي تمثله إضافة لكفاءتها العالية، فماذا عن التجارب العربية؟ وهل من الممكن أن تشكل خطراً على إعلاميي العالم العربي؟

اهتمام شعبي وإعلامي

“فضة” التي قدمت نفسها بداية أبريل (نيسان) الجاري لأول مرة بعبارة “أنا فضة، أول مذيعة في الكويت تعمل بالذكاء الاصطناعي في مؤسسة “كويت نيوز” الإعلامية، ما هي نوعية الأخبار التي تفضلونها؟ لنسمع آراءكم”، حظيت بحصة الأسد من الاهتمام الشعبي والإعلامي، إذ لم يتطلب الأمر إلا أياماً ليعلن حساب الصحيفة على “تويتر” أن زميلتهم الجديدة أصبحت حديث وكالات الأنباء العالمية والصحف والمواقع الإلكترونية حول العالم، لتظهر “فضة” من جديد وتعرب عن سعادتها قائلة “هل رأيتم كيف تفاعلت الصحافة العالمية والعربية مع دخولي عالم الإعلام، فضة أصبحت مشهورة، شكراً لكل من شجعني وساندني، سعيدة بأنني استطعت عن طريق فيديو واحد تسليط الضوء على اسم الكويت في جميع دول العالم”

ردود الفعل

 تنوعت ردود الفعل، بخصوص ظهور المذيعات الافتراضيات، بين محذر للمذيعين من المنافس القادم الذي ينذر ببطالة ومنافسة أشد على الوظائف، بالتالي الاستغناء عن البشر وتهديد الوظائف القائمة، وآخرون يعتقدون أنه لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل البشر، على الأقل في الوقت الراهن، ويعزون ذلك إلى لغة الجسد الخاصة بالبشر التي تعد أساس العمل الإعلامي إذ لم يجدوا في المذيعة أكثر من رجل آلي يتحدث بركاكة تماماً كما الرد الآلي.

أما الجدل الأكبر فكان حول تصميم “فضة” من ناحية الشكل ولون الشعر إضافة إلى أن صوتها يبدو ذكورياً ولا يتناسب مع شكلها، والأهم أن لهجتها غير كويتية متسائلين عن سبب جعلها تبدو كأنها أجنبية، ليعلق أحدهم “فضة وشقراء! غير منطقي! كان أنسب أن تكون حنطية وشعرها غامقاً وملامحها عربية”، ويعلق آخر برأي مختلف “توفقتم بالشكل فقط، أما الصوت واللهجة فحدث ولا حرج”.

المشروع قيد التطوير

الأمر الذي دعا المدير الشريك لصحيفة “كويت نيوز” الإلكترونية عبدالله بوفتين ليوضح بعض النقاط المتعلقة بالاسم واللهجة قائلاً “فضة اسم كويتي شعبي قديم يرمز لمعدن الفضة، والصورة النمطية في الأذهان عن الروبوتات دائماً تكون فضية اللون ومصنوعة من المعدن”، أما عن شكل المذيعة ولون شعرها الأشقر فقال “البشرة واللون يعكسان التنوع الذي يجمع الكويتيين والمقيمين من الأجانب لتمثل الجميع”، مؤكداً أن الملاحظات ستؤخذ بالاعتبار من قبل فريق يعمل على تقييم ورصد الآراء،  مرجحاً احتمال استخدام اللهجة الكويتية لتقديم الأخبار في وقت لاحق.

هل من خطر؟

وكان مقدم البرامج الإذاعية والتلفزيونية البريطاني جيمس غريغوري قد أعرب، في وقت سابق، عن مخاوفه بعد ظهور “تشات جي بي تي”، من أن تتحول حياته المهنية لتصبح بائدة ومهملة مقارنة مع ما تبدو عليه آفاق الذكاء الاصطناعي، معرباً عن اعتقاده أن الروبوتات ستصبح أفضل وأكثر مرحاً وذكاء وبتكلفة زهيدة مقارنة مع ظهور البشر على الشاشات، ومعتبراً نفسه أمام تحد ليكون أفضل من الذكاء الاصطناعي.

إلا أن الجهات الإعلامية التي لجأت إلى استثمار هذه الميزة تؤكد أنها، وإن كثفت من تواجد العنصر الاصطناعي، لن تتخلى عن العنصر البشري. والحقيقة أن المذيع الافتراضي لا يزال، حتى اللحظة، بحاجة إلى البشر لكتابة النصوص وتحريرها وتحديد إطار عمله وشكل تفاعله، لكن المدير الشريك لصحيفة “كويت نيوز” قال إن مذيعتهم الافتراضية قيد التجربة والخطوة المقبلة هي العمل على الاستفادة من مزاياها في صناعة المحتوى الجديد والمبتكر مستقبلاً.

24 ساعة

من جهة أخرى، لا مجال للمقارنة حتى اليوم بين المذيع البشري والاصطناعي من ناحية لغة الجسد والتعبيرات، فالأخير نمطي ومحدود في تعبيرات الجسد ويحتاج إلى الموالفة الدائمة بين الصوت والشكل إضافة إلى طريقة الكلام المجزأة، إلا أن ميزته الأهم تتجلى في قدرته على العمل على مدار الساعة من دون كلل أو ملل ومن دون احتجاج وتذمر أو طلب علاوة، وكمثال على ذلك، وظفت أخيراً إحدى القنوات التلفزيونية السويسرية “أفتار” لتقديم النشرة الجوية الصباحية مبررة ذلك بأسباب أولها، بحسب زعمهم، عدم تمكنهم من العثور على مقدم صاحب سيرة ذاتية تؤهله لهذه الوظيفة، وهذا ما أثار استغراب العاملين في هذا المجال حول العالم، أما السبب الآخر فكان رفض المرشحين لموعد النشرة الصباحي، الأمر الذي دفعهم إلى الاستعانة بالعالم الافتراضي لابتكار مقدمة افتراضية ذات ملامح واقعية.

المصدر: اندبندنت عربية

اترك رد

Your email address will not be published.