AI بالعربي – متابعات
تشهد ويكيبيديا تراجعًا واضحًا في حركة المستخدمين حول العالم. وأظهرت بيانات مؤسسة ويكيميديا، وهي منظمة أميركية غير ربحية، انخفاضًا بنسبة 8% على أساس سنوي.
ويرتبط هذا الانخفاض بتوسع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي وانتشار الفيديوهات القصيرة على المنصات الاجتماعية.
الذكاء الاصطناعي يغيّر سلوك البحث التقليدي
تسببت أدوات مثل جوجل جيميني وChatGPT وOpenAI في إعادة تشكيل طريقة المستخدمين للوصول إلى المعلومات. أصبحت هذه الأنظمة تقدم إجابات فورية دون الحاجة إلى زيارة المواقع الأصلية.
هذا التحول قلل من زيارات المستخدمين إلى موسوعات تقليدية مثل ويكيبيديا التي لطالما مثّلت وجهة أساسية للمعرفة الرقمية.
توسع أدوات الإجابات المباشرة
توسع استخدام المنصات التي تقدم المعلومات مباشرة، مثل محركات البحث الذكية ومساعدي الدردشة، ساهم في تراجع حركة المستخدمين على ويكيبيديا.
كما لعبت المنصات المعتمدة على الفيديو دورًا رئيسيًا في ذلك، خصوصًا مع تفضيل الأجيال الأصغر سنًا للإجابات السريعة والمرئية بدلًا من القراءة المطوّلة.
خوارزميات الذكاء الاصطناعي تغير المشهد
تُسهم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تغيير طريقة تصفح المستخدمين للويب.
ومع ازدياد الاعتماد على هذه التقنيات، بدأت ويكيبيديا تفقد جزءًا من دورها التاريخي كمستودع رئيسي للمعلومات على الإنترنت. المحتوى المرئي والموجز أصبح هو القاعدة الجديدة في استهلاك المعرفة الرقمية.
صعوبة التمييز بين الزوار الحقيقيين والروبوتات
تواجه ويكيميديا تحديًا آخر يتمثل في صعوبة التمييز بين الزيارات البشرية وتلك الناتجة عن الروبوتات.
وأوضح مدير المنتجات في المؤسسة، مارشال ميلر، أن النظام بدأ في مايو 2025 برصد كميات هائلة من الزيارات التي “تبدو بشرية” قادمة من البرازيل. بعد التحقق، تبيّن أن أغلبها صادر من روبوتات مصممة لتجنب الكشف.
أدت هذه الاكتشافات إلى تحديث نظام تصفية الروبوتات، مما وفر أرقامًا أدق حول حركة المستخدمين الحقيقية.
واعتبارًا من أبريل الماضي، تراجع عدد الزيارات الشهرية لويكيبيديا إلى أقل من 15 مليار زيارة، وهو أدنى مستوى منذ عام 2021.
آثار اقتصادية وتحريرية مقلقة
يؤثر تراجع الحركة سلبًا على نموذج ويكيبيديا القائم على العمل التطوعي. ومع انخفاض الزوار، يقلّ عدد المحررين والمتبرعين الذين يدعمون الموسوعة.
وقال ميلر إن انخفاض التفاعل سيؤثر في جوهر المنصة القائم على مساهمات المجتمع وارتباطه المستمر بالمحتوى.
من المفارقات أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تنافس ويكيبيديا في تقديم الملخصات تعتمد في الأصل على محتواها.
فالموسوعة الحرة لا تزال مصدرًا رئيسيًا لتغذية خوارزميات الذكاء الاصطناعي بالمعلومات الموثوقة والمنسقة بشفافية.
مستقبل ويكيبيديا في عصر الذكاء الاصطناعي
لا تقتصر التحديات على ويكيبيديا وحدها، إذ أكد ماثيو برينس، الرئيس التنفيذي لشركة كلاودفلير، أن الملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقلل من زيارات المواقع التي تنتج محتوى أصليًا.
وهذا يعني أن المستخدمين باتوا يحصلون على الإجابات دون زيارة المصدر، مما يقلل من أهمية المواقع المرجعية في النظام الرقمي.
إعادة تعريف حركة الويب
يجمع الخبراء على أن الذكاء الاصطناعي والفيديوهات القصيرة ومحركات البحث الذكية يعيدون تعريف حركة الإنترنت.
هذا التغير يدفع مشاريع مثل ويكيبيديا إلى خلفية المشهد، رغم أنها ما زالت تمثل حجر الأساس في هندسة المعرفة الرقمية وتوثيقها.
