
AI بالعربي – متابعات
رغم الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي داخل بيئات العمل، كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة أطلسيان أن معظم الشركات لا تحقق النتائج المرجوة من استثماراتها في هذه التقنية.
وأوضحت الدراسة أن نحو 96% من المؤسسات لم تشهد أي تحسينات كبيرة في الإنتاجية أو الابتكار، رغم أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من أنشطة العمل اليومية.
الذكاء الاصطناعي بين الوعود والواقع
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يُقدَّم كأداة لتعزيز الكفاءة وتقليل التكاليف، إلا أن الواقع مختلف.
تشير النتائج إلى أن نسبة صغيرة جدًا من القادة التنفيذيين – لا تتجاوز 3% – لاحظوا تأثيرًا تحويليًا حقيقيًا في أداء فرقهم.
كما أظهرت البيانات أن التحسن في جودة العمل ما زال محدودًا، ما يدل على فجوة واضحة بين التوقعات والنتائج الفعلية.
التنسيق بين الفرق.. المفتاح الغائب للنجاح
خلص تقرير أطلسيان إلى أن العامل الحاسم في نجاح الذكاء الاصطناعي هو التنسيق بين الفرق داخل المؤسسة.
فالشركات التي نجحت في تحقيق نتائج ملموسة استخدمت الذكاء الاصطناعي كأداة وصل تنظيمي بين الأقسام المختلفة.
هذا النهج ساعدها في تعزيز التعاون وتوجيه الجهود نحو أهداف موحدة، بدلًا من ترك التقنية تعمل بمعزل عن استراتيجيات العمل الأساسية.
المنصات المركزية تعزز التكامل والمرونة
أوصت الدراسة بإنشاء منصات مركزية لإدارة استخدام الذكاء الاصطناعي عبر المؤسسات.
هذه المنصات تتيح متابعة الأداء بدقة، وتوفر مرونة عالية في اختبار طرق دمج الذكاء الاصطناعي داخل سير العمل اليومي.
وأكدت الدراسة أن الجمع بين القيادة من الأعلى إلى الأسفل والمبادرات من الأسفل إلى الأعلى يمنح الشركات أفضل النتائج.
ففي هذا النموذج، يجري الإشراف المركزي على العمليات مع منح الموظفين حرية اكتشاف الطرق الأنسب لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مهامهم الخاصة.
وعود كبيرة تواجه واقعًا معقدًا
تأتي هذه النتائج في وقت يتزايد فيه القلق من الفجوة بين الوعود الطموحة للذكاء الاصطناعي والنتائج الواقعية التي تحققها المؤسسات.
فالشركات التي تعتمد فقط على نهج إداري من الأعلى إلى الأسفل تجد نفسها عاجزة عن تحقيق عوائد حقيقية، بينما الشركات التي تدمج التعاون الأفقي تحقق نتائج أكثر استدامة.
خلاصة
توضح الدراسة أن الذكاء الاصطناعي لا ينجح بمفرده، بل يعتمد على الثقافة التنظيمية والتنسيق الداخلي بين الفرق.
إن دمج الذكاء الاصطناعي في صميم عمليات الشركة، ضمن إطار من المرونة والإشراف الذكي، هو الطريق نحو تحقيق العوائد الفعلية من هذه التقنية.