ما بين اللايك والكليك.. سلوك رقمي يصنع مواقفَ

ما بين اللايك والكليك.. سلوك رقمي يصنع مواقفَ

ما بين اللايك والكليك.. سلوك رقمي يصنع مواقفَ

AI بالعربي – متابعات

مقدمة

في عالمٍ باتت فيه حياتنا محكومة بشاشات صغيرة، لم يعد اللايك والكليك مجرد أفعال بسيطة على الإنترنت. هذه الإشارات الرقمية تحولت إلى أدوات قياس، بل وإلى محركات لصناعة المواقف الفردية والجماعية. ما يبدو وكأنه ضغط سريع بالإبهام، صار اليوم يحدد اتجاهات سياسية، اقتصادية، وثقافية.

كيف تحولت هذه الأفعال البسيطة إلى سلوك رقمي يملك القدرة على إعادة تشكيل وعي المجتمعات وصياغة مواقفهم؟

من التفاعل الفردي إلى الموقف الجمعي

  • في البداية: اللايك مجرد تعبير سريع عن الإعجاب.

  • اليوم: كل لايك يدخل في معادلة خوارزمية تحدد ترتيب المحتوى.

  • الكليك: لم يعد مجرد دخول لمقال، بل أصبح إشارة لقياس الرغبات والاهتمامات.

  • النتيجة: مجموع هذه الأفعال الصغيرة يُنتج اتجاهات كبرى، كأنه استفتاء مستمر.

كيف تصنع الخوارزميات المواقف؟

  1. التجميع: ملايين اللايكات والكليكات تتحول إلى بيانات ضخمة.

  2. التحليل: تُترجم إلى أنماط سلوكية ورغبات.

  3. إعادة التوزيع: المنصات تعرض المزيد مما ينسجم مع هذه الأنماط.

  4. التأثير المتبادل: ما يتعرض له المستخدم يُعيد تشكيل مواقفه في دورة مستمرة.

أمثلة واقعية

  • السياسة: حملات انتخابية تعتمد على قياس الكليكات لتوجيه الرسائل.

  • الاقتصاد: شركات تطرح منتجات بناءً على اتجاهات اللايك.

  • الثقافة: أعمال فنية ترتفع أو تسقط وفق التفاعل الرقمي.

  • الاحتجاجات: منصات التواصل تُظهر زخم الحراك الاجتماعي من خلال المؤشرات الرقمية.

الأثر على الوعي الجمعي

  • تضييق الأفق: المستخدم لا يرى إلا ما يعزز ميوله السابقة.

  • تعزيز القطيع الرقمي: الناس يتحركون معًا وفق مؤشرات التفاعل.

  • تسطيح المواقف: تتحول القضايا المعقدة إلى اختيارات سريعة بلا تفكير عميق.

  • تسييس الخوارزميات: المنصات قد توجه اللايك والكليك لخدمة مصالحها الخاصة.

الوجه المشرق

  • قياس فوري للرأي العام: يوفر بيانات لم تكن متاحة سابقًا.

  • تمكين الأفراد: حتى أصغر التفاعلات قد تُحدث أثرًا واسعًا.

  • تسريع الحملات التوعوية: القضايا الإنسانية تنتشر بسرعة عبر اللايك والكليك.

الوجه المظلم

  • التحكم غير المرئي: المستخدم لا يعرف كيف تُستخدم بياناته.

  • اختزال المواقف: قرار معقد قد يُختزل في لايك عابر.

  • الإدمان الرقمي: السلوك يتكرر بلا وعي، حتى يصبح عادة أكثر منه موقفًا.

 شاشة تعرض مؤشرات التفاعل الرقمي لحظيًا

 شاشة تعرض مؤشرات التفاعل الرقمي لحظيًا
شاشة تعرض مؤشرات التفاعل الرقمي لحظيًا


أيقونات التفاعل وقد تحولت إلى أدوات ضغط اجتماعي

أيقونات التفاعل وقد تحولت إلى أدوات ضغط اجتماعي
أيقونات التفاعل وقد تحولت إلى أدوات ضغط اجتماعي


رمزية للجمهور يتحرك وفق مؤشرات رقمية صامتة

رمزية للجمهور يتحرك وفق مؤشرات رقمية صامتة
رمزية للجمهور يتحرك وفق مؤشرات رقمية صامتة

س: هل اللايك والكليك مجرد تعبير بسيط؟
ج: لا، فهما إشارتان رقمية تُستخدمان لبناء مواقف وتحديد اتجاهات.

س: كيف تُحوّل الخوارزميات هذه الأفعال إلى مواقف؟
ج: عبر تجميع البيانات، تحليلها، ثم إعادة توزيع المحتوى بما يعزز الأنماط المكتشفة.

س: ما أخطر ما يترتب على ذلك؟
ج: اختزال المواقف المعقدة، تضييق الأفق، وإمكانية التلاعب السياسي.

س: هل يمكن أن تكون لهذه الظاهرة فوائد؟
ج: نعم، مثل تمكين الأفراد وقياس الرأي العام بسرعة، لكن الخطر يكمن في استخدامها دون شفافية.

الخلاصة

بين اللايك والكليك، لم يعد التفاعل الرقمي مجرد حركة عابرة، بل صار سلوكًا يصنع مواقف ويعيد تشكيل وعي المجتمعات. وبينما يتيح فرصًا للتأثير والتمكين، فإنه يحمل أيضًا مخاطر التحكم والاختزال. وهنا تكمن المفارقة: نحن نظن أننا نعبّر عن مواقفنا، بينما قد تكون الخوارزميات هي من تصنعها لنا.

اقرأ أيضًا: كيف يُعاد تعريف الطفل في عصر الذكاء؟.. الطفولة تحت المعالجة الحسابية

 

  • Beta

Beta feature