كيف تجرب الجديد في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟
لا شك في أن الذكاء الاصطناعي يعيش فترة زاهية حالياً، غير أن هناك الكثير من الأمور المتعلقة به التي ينبغي متابعتها ومواكبتها.
يوم الثلاثاء، قمتُ بزيارة لمقر «مايكروسوفت» في ريدموند، بولاية واشنطن، بمناسبة إطلاق ما وصفها عملاق التكنولوجيا بأنها أكبر قفزة يقفزها منذ سنوات: نسخة جديدة من محرك بحثه «بينج» تتيح لك إجراء دردشة بجمل كاملة باستخدام الذكاء الاصطناعي. ومن جانبه، كان «غوغل» أعلن قبل ذلك بيوم اعتزامه إضافة دردشة الذكاء الاصطناعي تدعى «بارْد» إلى محرك بحثه.
فهل بات الذكاء الاصطناعي على وشك تغيير كل شيء؟ الجواب: أجل ولا. الواقع أن الذكاء الاصطناعي يثير ضجة في الوقت الراهن لسببين اثنين: الأول هو أن التطور الذي شهده الذكاء الاصطناعي مؤخراً يستطيع القيام ببعض الأشياء البشرية على نحو مخيف مثل نظم الشعر وخلق صور من العدم. والثاني هو أن بعضاً من هذه الأمور بات متاحاً ويمكن الوصول إليه في منتجات نستطيع جميعاً رؤيتها، وهذا أطلق سباق تسلح لا تخطئه العين.
وإذا كنتَ لم تجرّب منتجات الذكاء الاصطناعي هذه بعد، فلدي دليل صغير أدناه إلى بعض هذه المنتجات التي تستحق التجربة.
ولكن لنكن واضحين: فبعض ما تسمعه عن الذكاء الاصطناعي ينطوي على كثير من المبالغة والتهويل. فقد سارع الناس إلى نسب التفكير البشري إلى هذه المنتجات التقنية المتطورة. والحال أنه على الرغم من كل القدرات التي تتمتع بها، إلا أن منتجات الذكاء الاصطناعي ما زالت في حاجة إلى مزيد من العمل. وعلى سبيل المثال، فقد قمتُ بعملية بحث باستخدام النسخة الجديدة من دردشة «بينج» التابع لـ«مايكروسوفت»، وتبين أنها أمدّتني بمعلومات خائطة أحياناً. بل إنني وجدتها تهلوس وتتخيل أشياء حول أشياء غير موجودة.
والواقع أن الذكاء الاصطناعي موجود في حيواتنا منذ سنوات، وكل ما هناك أننا توقفنا عن تسميته بـ«الذكاء الاصطناعي» بعد أن أصبح جزءاً من منتجات بتنا نعتبرها من المسلّمات. وعلى سبيل المثال، فإن الذكاء الاصطناعي هو الذي يغذّي التوصيات التي تراها ثم إننا «ندردش» مع الذكاء الاصطناعي من خلال «سيري» الذي تنتجه «آبل» منذ 2011 و«أليكسا» التي تنتجها «أمازون» منذ 2014.
الموجة الحالية من منتجات الذكاء الاصطناعي تقوم على تقدم تقني يدعى الذكاء الاصطناعي التوليدي. وهو يسمح لحاسوب بخلق صور أو كلمات تبدو كما لو أنها صادرة عن إنسان. وهي تفعل ذلك عبر دراسة زيليونات من عيّنات الصور والنصوص، المأخوذة في كثير من الأحيان من شبكة الإنترنت. وكل ما على المستخدم فعله هو تغذية هذه المنتجات بعبارة تصف ما تريد منها أن تفعله. والأمر المثير هو أن الجميع يستطيع القيام بأشياء رائعة بوساطة الذكاء الاصطناعي الآن. فالذكاء الاصطناعي التوليدي أداة مبتكرة، مثل الآلة الحاسبة أو برنامج «فوتوشوب» قبله. وكل ما عليك فعله هو أن تتعلم تحدث لغته. وفي ما يلي دليل إلى مجالين حيث يمكنك تكوين فكرة عنه.
—
الكتابة
المنتج: «تشات جي بي تي»
صُنع من قبل «أوبن إيه آي»، التي تُعد شركة متقدمة في تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي المتاح للجماهير. ما يقوم به: أداة للكتابة تجيب عن استفسارات وطلبات من خلال نص يوحي كما لو أنه من صنع إنسان.
كيف تحصل عليه: إن استخدامه مجاني على شبكة الإنترنت، ولكنه لاقى شعبية كبيرة جداً لدرجة أنه يكون أحياناً غير متاح خلال أوقات الذروة. وتعتزم «أوبن إيه آي» توفير نسخة تجارية منه تكون أسرع ومتاحة دائماً مقابل مبلغ 20 دولاراً شهرياً.
ما سبب الضجة: بدأ الناس يجدون كل أنواع الاستخدامات لـ«تشات دي بي تي» في العالم الحقيقي، من صياغة مسودات السيناريوهات إلى كتابة «كود» الحواسيب.
وقد يكون الحديث مع «تشات جي بي تي» سهلاً، ولكنه سيئ في الرياضيات، كما أنه يكون في كثير من الأحيان واثقاً من نفسه على نحو غريب بشأن كونه على خطأ. والأكيد أن استخدام «تشات جي بي تي» لأي شيء عدا التجريب الشخصي ينطوي على كثير من بواعث القلق الأخلاقية.
وقد تجد «تشات جي بي تي» مفيداً في العمل. وقد اختبرتني موظفة «مكتب المساعدة» دانييل إيبلر لرؤية ما إن كنت أستطيع التعرف على رسائل بريد إلكتروني كتبها الذكاء الاصطناعي في مقابل رسائل كتبتها هي. وأعترفُ بأنني كنت في بعض الأحيان لا أستطيع التمييز.
وكما قد يتخيل المرء، فإن الطلبة يستخدمون «تشات جي بي تي» أيضاص في الغش.
—
البحث
المنتج: «بينج» الجديد الذي تنتجه «مايكروسوفت». ما يقوم به: إضافة واجهة دردشة مدعومة من«أوبن إيه آي»(وشبيهة بـ تشات جي بي تي) إلى محرك بحث «مايكروسوفت» ومتصفح الإنترنت «إيدج». ويستطيع المرء طرح أسئلة معقدة تتطلب تجميع المعلومات من مصادر متعددة والانخراط في حوار لتدقيق سؤالك. كما تستطيع أن تطلب منه التحلي بالإبداع وكتابة رسائل بريد إلكتروني وقصائد وغيرها.
كيف تحصل عليه: في الوقت الراهن، هذه النسخة من«بينج» متاحة فقط للأشخاص الذين انضموا إلى برنامج للوصول المبكر إلى البرنامج، ويستخدمون متصفح «إيدج» التابع لـ«مايكروسوفت» على حاسوب «يندوز» أو«ماك».
ما سبب الضجة: جربتُ دردشة «بينج» بعد إعلان «مايكروسوفت» يوم الثلاثاء. والخلاصة التي خرجت بها هي أنه يمكن أن يكون مفيداً في القيام بعمليات بحث حول مواضيع معقدة، ولكن إجاباته تتميز في كثير من الأحيان بالحشو والإطناب لدرجة يصبح معها قليل الفائدة. كما أنه ما زال في حاجة إلى مزيد من العمل والجهود لكي يعطي إجابات واقعية وليست مسروقة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنسينج آند سينديكيت»