هل “طفرة الذكاء الاصطناعي” مجرد فقاعة؟
AI بالعربي – متابعات
في عالم التكنولوجيا الحديثة، لا تزال فكرة “سيطر أو انصرف” تهيمن على العديد من الأسواق التكنولوجية، حيث تهيمن قلة من الشركات على السوق بفضل وفورات الحجم، ما يسمح لها بجني أرباح ضخمة دون خوف من المنافسة.
هذا المنطق كان ناجحًا في بعض الحالات مثل “أمازون”، لكنه يؤدي في الغالب إلى خسائر فادحة كما حدث مع فقاعة الإنترنت.
اليوم، تبرز فقاعة جديدة تتعلق بالذكاء الاصطناعي، والتي تمثل أكثر من مجرد حالة من المبالغة والتضليل، بل تتخذ شكل “مصائد للأموال” التي قد تودي بالشركات الناشئة في هذا القطاع.
الإيرادات الضعيفة والخسائر الكبيرة لشركات الذكاء الاصطناعي
رغم العناوين الكبرى والتوقعات الضخمة حول الذكاء الاصطناعي، تظل إيرادات الشركات الكبرى مثل “ألفابت”، “ميتا”، و”أمازون” ناتجة عن احتكار أعمالها الأساسية مثل خدمات السحابة، وليست من الذكاء الاصطناعي.
حتى أن الأنظمة السحابية التي تحقق الأرباح تعتمد على تقنيات غير مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وفي الوقت الذي يرتفع فيه الإنفاق على البنية التحتية السحابية، يُلاحظ أن هذه الشركات تتكبد خسائر فادحة.
فعلى سبيل المثال، خسرت شركة “أوبن أيه آي” 5 مليارات دولار في 2024 رغم تحقيقها إيرادات بلغت 3.5 مليار دولار، بينما خسرت “أنثروبيك” 5.6 مليار دولار من إيرادات بلغت 1.1 مليار دولار.
توقعات الزيادة في الأسعار وأثرها على السوق
مع تزايد الخسائر، من المرجح أن تبدأ الشركات في رفع أسعار منتجات الذكاء الاصطناعي.
بدأت “أنثروبيك” بالفعل في تحديد عدد الرسائل المسموح بها في الجلسات بناءً على حجم الملفات وطول الرسائل.
بينما ألمح سام ألتمان، رئيس “أوبن أيه آي”، إلى رفع الأسعار في المستقبل القريب.
ولكن، مع ارتفاع الأسعار، سيواجه السوق أزمة حقيقية في الطلب، حيث سينخفض الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي ويقل أيضًا الطلب على خدمات السحابة، ومراكز البيانات، والمعالجات.
هل يمكن أن تتحقق توقعات الأرباح؟
تثير هذه الأزمة تساؤلات جدية حول قدرة صناعة الذكاء الاصطناعي على تحقيق أرباح مستدامة. حيث لا يمكن للشركات أن تستمر في تقديم خدماتها بخسارة طويلة الأمد، خاصة في ظل التكاليف المرتفعة لاستخدام السحابة وتدريب النماذج. في حالة رفع الأسعار، من المتوقع أن ينخفض الطلب بشكل كبير على هذه الخدمات، مما قد يؤثر سلبًا على القطاع ككل.
الذكاء الاصطناعي بين الفوائد والمخاطر
في الوقت الذي يركز فيه العديد من الخبراء على فوائد الذكاء الاصطناعي، مثل تحسين الرعاية الصحية والتعليم والإنتاجية، فإن المخاطر لا يمكن تجاهلها.
فمع انخفاض الإيرادات وتزايد الخسائر، قد تتحول الطفرة الحالية إلى فقاعة كبيرة.
كما يبرز دور الشركات الكبرى التي تستفيد من هذه التكنولوجيا في الاستفادة السريعة على حساب النمو المستدام.
مستقبل الذكاء الاصطناعي: بين الواقع والمبالغة
الواقع الحالي للذكاء الاصطناعي بعيد عن التصورات السائدة. ورغم الضجيج الإعلامي والتوقعات الكبيرة، يظل واقع الربحية في هذه الصناعة هشًا، حيث تتزايد الخسائر بينما تزداد الأسعار، مما يثير العديد من التساؤلات حول مصير هذا القطاع في المستقبل.