الذكاء الاصطناعي في صفك

17
شيماء المرزوقي

الجدل والنقاش حول الذكاء الاصطناعي، والمخاوف من تمكينه للآلة من السيطرة على الإنسان، أو أن يتجاوز الإنسان، وبالتالي يتسبب في الإيذاء، مواضيع لا تتوقف، عن الطرح والنقاش، تغذي أفلام الخيال العلمي، هذه المخاوف، بعرضها لأفلام تظهر الآلة والروبوتات، وقد سيطرت على الحياة البشرية. لكن الواقع يتعاطى مع هذه الثورة بطريقة مغايرة تماماً. الذكاء الاصطناعي، لم يعد موضوعاً مستقبلياً، أو تقنيات سنستخدمها في قادم الأيام؛ بل إننا نعيشها الآن، منذ اللحظة التي نستيقظ فيها من النوم، نحن نتعامل مع أنواع متعددة من الذكاء الاصطناعي، الاقتراحات التي تقدم على مواقع التواصل، أو على شبكة الإنترنت، أو الفيلم المقترح لتشاهده، حتى وصولنا إلى السيارات الحديثة التي تحتوي تقنيات متطورة جداً، ومنها السيارات ذاتية القيادة، التي نراها تسير في الشوارع بشكل طبيعي.

وفقاً لموقع IBM- شركة الآلات والأعمال الدولية-: «يعد الذكاء الاصطناعي مجالاً يجمع بين علوم الكمبيوتر ومجموعات البيانات، لتمكين حل المشكلات» وهذا يعني أنه على الرغم من تطور الذكاء الاصطناعي، فإنه ما زال يعتمد بشكل أساسي على توافر البيانات. قابلية الآلة للتطور، ستزداد مع ازدياد كمية البيانات المتوفرة لديها. إلا أنه يبقى معتمداً بشكل أساسي، على البيانات التي سيتم توفيرها من الإنسان، وهذا يعني أنه بطريقة أو بأخرى، لا فكاك للآلة الذكية، من الاعتماد على الإنسان، والجانب الآخر، الإنسان نفسه، سيتطور ذكاؤه، وستسهم تقنية الذكاء الاصطناعي، في اختراع حلول وتقنيات تقود هذا المجال.

تصور لنا العديد من أفلام الخيال العلمي، أن هنالك معركة محتملة بين البشر والذكاء الاصطناعي، بينما واقع هذه التقنية مختلف تماماً، وأصبحت أحد أهم أركان الثورة الحديثة، وما يزال ينمو بشكل هائل في أنحاء العالم.

وفقاً ل «فوربس» الأمريكية، فإن الذكاء الاصطناعي، يساعد الآن في العديد من المهام، مثل تحسين توليد الطاقة المتجددة عن طريق تحليل بيانات الطقس وأجهزة الاستشعار وتحسين استهلاك الطاقة، مكافحة الاتجار بالبشر عن طريق مراجعة الإعلانات المشبوهة وتحليل البيانات لإيجاد الضحايا المحتملين وتنبيه السلطات بشكل تلقائي، مساعدة ذوي الإعاقة عن طريق التحليل الصوتي. يوجد لدى الذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة لخلق عالم أفضل.

اترك رد

Your email address will not be published.