الذكاء الاصطناعي.. نهاية البشرية
عبدالوهاب فايز الأحمري
تكثر الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الأجنبية التي تتحدث عن الروبوتات والذكاء الاصطناعي الذي يسيرها ويتحكم بها وتتفق كافة هذه البرامج على نقطة واحدة «القضاء على البشر وحضارتهم». إن الخوف مبرر ومفهوم، فلقد امتد الاعتماد على الروبوتات والذكاء الاصطناعي من المصانع إلى الزراعة والطب والهندسة وكافة التخصصات.
بل امتد لاستبدال الزوجة والأبناء وحتى الأصحاب فتجد الآن شركات تعرض روبوتات إناث للبيع كزوجة وروبوتات أبناء لمن لا يريد الخلفة، وأيضا روبوتات لاستبدال الحيوانات كالقطط والكلاب، وروبوتات ذكية تحل المشاكل التي تؤرق البشر، كل هذه الروبوتات تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
كم مرة بحثت عن لباس أو حذاء -أجلكم الله- على قوقل لتتفاجأ بعدها بفترة أن كل الإعلانات في إيميلك وفي أي صفحة على الإنترنت تعرض منتجات مختلفة لما كنت تبحث عنه في قوقل قبل دقائق بسيطة؟ بلا شك الذكاء الاصطناعي يتجسس عليك وعلى جميع شؤون حياتك، إنه يقوم بعمل تحليل لاهتماماتك وماذا تريد ونمط مشاهداتك وماذا يجذبك؟ وماذا تكره؟ إلخ.. وهذا دليل على أن خوف البشر مبرر من الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي تفوق على أفضل لاعب شطرنج في العالم وقادر أن يتغلب على كافة البشر ولن نستطيع إطفاء الزر إذا تمكن الذكاء الاصطناعي من إدارة شؤون البشر، سوف يتسبب في خسارة كثير من البشر لوظائفهم في كافة التخصصات، لأن الذكاء الاصطناعي ذاتي التعليم ويستمر في تعليم نفسه وإصلاح أخطائه بينما كثير من البشر يكثر «العك» منذ خلق، والدليل أن برنامج قوقل المترجم كان سيئا جدا في بداياته والآن أصبح أكثر تطورا وأفضل ترجمة بآلاف المرات من قبل.
الذكاء الاصطناعي سيجعلنا نعيش حياة أقرب للميتافيرس أكثر من حياتنا الواقعية، سينقلنا لعالم السايبورغ (نصف بشر ونصف آلة)، سيجعل من الناس أفضل وأسوأ في نفس الوقت.
إن الهم الأعظم للبشر فيما يخص الذكاء الاصطناعي يتلخص في نقطتين: الأولى أن تكون السيطرة للبشر فوق الآلة، والثانية أن لا تسبب لنا اعتمادا كاملا عليها مما قد يفقدنا معرفة كثيرة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي وعند فقدان الذكاء الاصطناعي سنتواجه مع جهلنا الطبيعي بسبب اعتمادنا الكلي على البرامج والآلات.