الذكاء الاصطناعي أبرز التوجهات التقنية في 2022

29

AI بالعربي – متابعات

مع اندماجنا يوما بعد يوم في دائرة استخدام الإنترنت وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة أفرادا ومؤسسات وحكومات استفادت من مميزات العالم الرقمي، سيشهد العام (2022) استمرارا لزخم الاستخدام وتطويع كل هذه التقنيات لخدمة حياة الناس والمجتمعات وفقا لخبراء محليين أكدوا بان تقنيتي الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ستتصدران قائمة أبرز التوجهات التقنية في العام الجديد.

ودعا الخبراء الحكومة والقطاع الخاص لتبني هذه التقنيات الحديثة والاستثمار فيها لما توفره من مزايا سرعة الأداء ورفع كفاءته وتقليل الوقت والجهد والتكاليف في مختلف القطاعات الاقتصادية، حيث أصبح التحول الرقمي سمة أساسية للاقتصادات العالمية بالاعتماد على شبكة الإنترنت وشبكات الاتصالات الحديثة.

وبناء على دراسة قامت بنشرها مؤخرا شركة Unfold Labs فإن أبرز اتجاهات التقنية للعام الحالي تتمثل بما يلي بالترتيب : الذكاء الاصطناعي، علوم البيانات، أتمتة العمليات الذكية، الحوسبة الحدية “الحافة” Edge computing ، الواقع الممتد Extended reality ، تقنية ” البلوك تشين” ، شبكات اتصالات الجيل الخامس 5G، الأمن السيبراني، إنترنت الأشياء، الطائرات دون طيار “دورن” ، السيارات ذاتية القيادة، وغيرها من التوجهات الأخرى.

وقال الخبراء إن تبني معظم هذه التقنيات في الأردن، على مستوى الحكومة أو القطاع الخاص ما يزال متواضعا ومحدودا رغم وضع استراتيجيات وطنية خلال آخر سنتين لتدعيمه مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وأمن المعلومات مثلا، فيما ما نزال متأخرين في ادخال تقنية الجيل الخامس التي سبقتنا اليها 9 دول في المنطقة وهي التقنية التي تعتبر مدعما أساسيا لتطبيق معظم هذه التوجهات التقنية.

وأكد الخبراء أن هناك محاولات من شركات محلية لتقديم حلول مبنية على عدد من هذه التوجهات التقنية الحديثة، وهو ما يمثل ” بداية جيدة” لكنها ” ما تزال بعيدة جدا عما نحتاجه”.

وتضمنت الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي التي أقرها مجلس الوزراء في شهر تموز (يوليو) الماضي، على ضرورة تدعيم تقنيات : الجيل الخامس، إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي، الامن السيبراني، سلسلة الكتل ( البلوكتشين)، والحلول مفتوحة المصدر.

ومع تزايد اعتماد الناس على خدمات الاتصالات والتقنية، إلى جانب التحول الرقمي الذي تشهده معظم القطاعات والمؤسسات والحكومات، توقع تقرير عالمي لمؤسسة ” غارتنر” البحثية ان يسجل إجمالي الإنفاق على جميع التقنيات وخدمات واجهزة الاتصالات في جميع أنحاء العالم حوالي 4.5 تريليون دولار في عام 2022، لينمو بنسبة تصل إلى 5.5 % وذلك لدى المقارنة بحجم الانفاق للعام الفائت والذي قدره التقرير بنحو 4.3 تريليون دولار.

وعن أول التوجهات التقنية، قال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ” لبيبة”، الشركة المتخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، علي حجاج بان الذكاء الاصطناعي هو مجموعة من التقنيات التي تمنح أجهزة الكمبيوتر قدرات جديدة تتيح لها حل المشكلات التي كان حلها محصورا للبشر، وعادة ما تكون المشكلات التي يعتمد فيها الحل على الخبرة والحدس بدلا من اتباع مجموعة واضحة من القواعد والتعليمات. تشمل هذه التقنيات الإدراكية قدرة الحواسيب على فهم اللغة والرؤية والصوت والتنبؤ بالمستقبل.

وأضاف حجاج : ” تماما مثل الحوسبة الكلاسيكية التي قادت الاقتصاد في السنوات السابقة، يفتح الذكاء الاصطناعي الآن الباب لثورة تكنولوجية أخرى بالقدرات الجديدة التي تحصل عليها الآلات.

لا يعني هذا فقط فرصا جديدة للأتمتة في جميع المجالات، بل يعني أيضا تطورا غير مسبوق في البحث العلمي من شأنه تسريع معرفتنا وإحداث تغييرات جذرية في الطريقة التي نعيش بها إلى الأبد”.

ويرى حجاج بأن تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي محليا وفي المنطقة ما يزال محدودا للغاية، سواء على مستوى الحكومة أو القطاع الخاص، لافتا إلى أن المؤسسات تتوخى الحذر حيال هذه التقنية تماما مثل أي تقنية جديدة، بسبب عدم فهم كل من الفرص والتهديدات التي تحملها، بالإضافة إلى تكاليف التنفيذ ونضج مقدمي الخدمة في المنطقة.

بيد ان حجاج لفت إلى أن الأبحاث تظهر أن أولئك الذين يتبنون التكنولوجيا مبكرا هم الذين يجنون أفضل الفوائد منها على المدى الطويل.

وقال إن لدينا بعض المحاولات من شركات محلية لتقديم حلولا مبنية على الذكاء الاصطناعي، وهو ما يمثل ” بداية جيدة” لكنها ” ما تزال بعيدة جدا عما نحتاجه”.

وأكد حجاج أن الذكاء الاصطناعي يوفر فرصا اقتصادية كبيرة في وقت قد تكون فرصنا ضئيلة في المجالات الأخرى، معتقدا بأن محدودية الاستثمار في هذا القطاع لا تعود لنقص في توفر التمويل ، بل لقلة مزودي التكنولوجيا الذين يقدمون حلول الذكاء الاصطناعي الناضجة والتي لها القدرة على جلب نتائج واضحة وملموسة.

ومن المتوقع زيادة الإنفاق العالمي على الأنظمة المعرفية والذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 57 مليار دولار في العام الحالي. ومع انتشار الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية المتنوعة، ستخلق وظائف جديدة في مجالات التطوير والبرمجة والاختبار والدعم والصيانة، وغيرها.

وعن التوجه الثاني وهو ” علوم البيانات”، يرى مسؤول التدريب والتطوير في شركة المجموعة المتكاملة للتكنولوجيا (ITG) زيد الرشق بان علم البيانات اليوم هو من التخصصات الأكثر أهمية في العالم الرقمي مع الانتشار والاستخدام الواسع للإنترنت والأنظمة الافتراضية التي تحتوي على زخم كبير من البيانات التي يمكن الاعتماد عليها وتحليلها للخروج بنتائج لاتخاذ القرارات في مختلف القطاعات.

ويجمع علم البيانات، بحسب الرشق، بين مجالات متعددة تشمل الأمور الإحصائية والأساليب العلمية والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات المجمعة من الويب والهواتف الذكية والعملاء وأجهزة الاستشعار وغيرها من المصادر لاستخراج القيمة من البيانات من أجل استخلاص رؤى قابلة للتطبيق.

وأكد بأن هذا التوجه التقني يُعتبر فرصة واعدة للتوظيف وخصوصا في قطاع التقنية ومع التحول الرقمي الذي يشهده العالم في كل القطاعات الحكومية أو مؤسسات وشركات القطاع الخاص، فمن يمتلك هذه العلوم ومهاراتها فهو على موعد مع فرص كبيرة للتوظيف اليوم وفي المستقبل.

وقال الاستشاري في مجال الذكاء الاصطناعي المهندس هاني البطش بان معظم القطاعات الاقتصادية والصناعية والتجارية والخدماتية ستتأثر وستبنى هذه التقنيات الحديثة، ولكن هناك قطاعات مرتبطة ارتباط وثيق بهذا التكنولوجيا الناشئة، وخصوصا قطاعات إدارة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات والتصنيع والألعاب والبنوك والصحة والنقل والتعليم.

وأضاف البطش: ” نعيش في عالم يتغير بإيقاع متسارع ومتقلب وغير مؤكد ومعقد وغامض، هذا العالم الجديد؛ لم تعد تصلح فيه القوانين والقواعد القديمة التقليدية؛ فتقنيات العصر الرقمي تفرض واقعا جديدا على عالم الأعمال والصناعة، وحتى لا تتخلف الحكومات عن الركب؛ عليها أن تستشرف المستقبل”، مشيرا إلى أن الدراسات تظهر انه سيجري أتمتة معظم الوظائف البشرية في العقود المقبلة بما يشمل ترجمة اللغات بحلول عام 2024، وكتابة المقالات بحلول عام 2026، وقيادة الشاحنات بحلول 2027، والعمل بتجارة التجزئة في 2031، والعمل كطبيب جراح بحلول 2053.

وقال البطش انه بسبب التحولات العالمية وظهور التقنيات الحديثة أصبحت هناك ضرورة ملحة من أجل مواصلة تطوير استخدامات الابتكارات الرقمية والذكاء الاصطناعي وسياسات البيانات وتطوير منصات البيانات المفتوحة، وتوفير وسائل بديلة لتسريع تبادل البيانات عبر نماذج مبتكرة وبالتشارك ما بين القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى ضرورة منع احتكار الأنشطة الاقتصادية في مجال البيانات، ومواءمة سياسات مشاركة البيانات مع متطلبات مختلف القطاعات، وتشجيع الشركات الناشئة والمشاريع الرقمية المتخصصة بتطوير تقنيات قائمة على توظيف تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على مرونتها، خاصة في صياغة وتنفيذ سياسات متجاوبة؛ لمواكبة متطلبات كافة قطاعات الاقتصاد والأعمال والاستثمارات التكنولوجية.

وعن مفهوم الذكاء الاصطناعي أكد البطش بانه يسيطر على جميع المجالات العلمية التقنية وحتى العلوم الإنسانية فالهواتف الذكية وأجهزة التلفاز والأجهزة المنزلية التي يتم التحكم بها رقميا خير دليل على ذلك.

وأضاف البطش قائلا: ” أصبح من الطبيعي اليوم إقتناء أجهزة ذكية والتعامل باستخدام برامج رقمية فائقة الذكاء، كما أن الذكاء الاصطناعي في حد ذاته ليس بالعلم الجديد في هذا العالم، لكنه أصبح متداولا كمفهوم جديد، وزاد انتشار الأجهزة الرقمية المتصلة وتقنيات البيانات الضخمة Big Data، حيث أصبح الناس – وإن لم يكونوا متخصصين في التكنولوجيا- يتحدثون عن الذكاء الآلي ويربطونه عادة بالمعدات التكنولوجية المبتكرة”.

واكد أن تحديات جائحة فيروس كورونا أظهرت خلال الفترة الأخيرة أهمية وأولوية دور الاقتصاد الرقمي في تحقيق أهداف الاستراتيجيات الوطنية، وأصبح تطور التقنيات الجديدة للذكاء الاصطناعي جزءا من حياتنا اليومية؛ واصفا اياها بـ ” بوابتنا للمستقبل”، لأنها تؤثر بالفعل على الاقتصاد من ناحية الثروة الفردية أو الناتج القومي المحلي أو حتى التغيرات المالية الأوسع نطاقا.

ويرى بان هناك دورا مهما لهذه التقنية في رقمنة الاقتصاد العالمي، مشيرا الى دراسة لمعهد ماكينزي العالمي اظهرت بان الذكاء الاصطناعي سيسهم بما يقارب 15.7 تريليون دولار في نمو الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.

وقال إن استثمارات الذكاء الصناعي تحتل مرتبة كبيرة في موازنات الدول والحكومات والشركات الكبيرة، ما يجعله “نفط المستقبل”.

وعن التهديد الذي قد تمثله هذه التقنية في الغاء وظائف قال البطش: ” ستكون هناك هجرة غير مسبوقة، حيث سيهاجر الأفراد الذين تم استبدالهم بواسطة الروبوتات الرقمية إلى الدولة المصنعة لهذه التكنولوجيا للبقاء على صلة اقتصادية وتقنية.

وتشير دراسة اخرى لـ ” معهد ماكينزي” العالمي إلى أنه بحلول عام 2030، يمكن أن يحل العملاء والروبوتات الذكية محل 30 % من العمالة البشرية الحالية في العالم. تعتقد شركة ماكنزي أنه اعتمادا على سيناريوهات التبني المختلفة، ستحل آلية التشغيل الآلي محل ما بين 400 و800 مليون وظيفة بحلول عام 2030، مما يتطلب ما يصل إلى 375 مليون شخص لتبديل فئات الوظائف بالكامل.

وقال البطش بانه لا يوجد حل سحري لتجنب هذه الفجوة في العمالة الآلية، لذلك على الدول النامية كالأردن أن تستثمر في رفع الإنتاجية الكلية ومستويات المهارة بصورة عاجلة، حتى تكون الروبوتات مكملاً للقوى العاملة فيها وليست بديلاً عنهم، مؤكدا أهمية تراكم رأس المال البشري لتجنب الفجوة ولذلك يجب تحقيق نقلة كبيرة وسريعة في تحسين مكاسب الإنتاجية والاستثمار في التعليم وتنمية المهارات.

الخبير في مجال التقنية وصفي الصفدي قال إن الاتجاهات التكنولوجية في عام 2022 وما بعده، سترتكز على التوسع في الاستخدامات لإنترنت الأشياء وخاصة في المجال الصناعي (إنترنت الاشياء الصناعية) ، الاستخدام الأمثل للبيانات الضخمة وسهولة الاستخدام داخل المؤسسات، الأمن السيبراني المدعوم بالذكاء الصناعي، الحوسبة السحابية ستشهد انطلاقة واسعة في مجال الاستخدامات ضمن الصناعات المختلفة (الحوسبة السحابية العامودية)، الذكاء الاصطناعي، خدمات الجيل الخامس، الحوسبة الكمية، بلوك تشين، تعزيز صحة الانسان (الانسان 2.0)، الأجهزة الإلكترونية المدعومة بالاوامر الصوتية، الطائرات المسيرة (درونز)، السيارات ذاتية القيادة، الربوتات، الطباعة ثلاثية ورباعية الابعاد، الواقع الممتد، بالاضافة للعديد من الخدمات الرقمية الخاصة بالصحة.

وقال إن الدراسات تتوقع ان يصل مجموع سوق هذه الصناعات الى ما يقارب 8 تريليونات دولار بحلول عام 2030.

وعن تقنية إنترنت الأشياء وخصوصا في مجال الزراعة قال المؤسس والرئيس التنفيي لشركة ” ديكابولس” عبد الرحمن الحباشنة بإن العالم يتجه العالم اليوم لاستخدام إنترنت الأشياء في القطاع الزراعي وستكون جيلا جديدا لآليات الزراعة بحيث يمكن من خلالها الاستشعار عن رطوبة التربة والمواد المغذية، السيطرة على استخدام المياه لنمو النبات الأمثل، وتحديد ملامح الأسمدة المخصصة على أساس كيمياء التربة.

وتحديد الوقت الأمثل للزراعة والحصاد، الإبلاغ عن الظروف الجوية وتقليل المخاطر الزراعية التي تؤدي الى تلف المحصول، وتحسين إنتاج المحاصيل باستخدام إحصاءات البيانات، فإن إنترنت الأشياء لديها القدرة على تعظيم الإنتاج الزراعي والغذائي من خلال تحسين جودة المنتج وزيادة إنتاجية المحاصيل والمساعدة في الحفاظ على الموارد ومساعدة المزارعين على التحكم بشكل أفضل في التكاليف.

وفيما يلي بعض الطرق التي يستخدم فيها المزارعون البيانات، مأخوذة من حلول إنترنت الأشياء.

وقال بإن الشركات المحلية تواجه العديد من التحديات التي تتعلق بالإجراءات الأمنية وتنظيمات الاتصالات التي تتطلب بالحصول على رخص وموافقات عدة تعيق استيراد إنترنت الأشياء والبنية التحتية الخاصة بها خاصة المستشعرات التي تعمل على انظمة الاتصال الرخيصة من Zigbee وLoRa التي تعتبر من اوفر انظمة الاتصالات لإنترنت الأشياء مقارنة بالأنظمة التي تعمل على تكنولوجيا GSM.

اترك رد

Your email address will not be published.