سرطان البروستاتا: الذكاء الاصطناعي “يغير قواعد اللعبة” في عملية التشخيص
AI بالعربي – متابعات
يمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير تقنيات تشخيص الإصابة بالسرطان وإنقاذ حياة المرضى.
فقد بدأت جامعة بيتسي كادوالدر في بريطانيا استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تشخيص الإصابة بسرطان البروستاتا.
وللمرة الأولى في المجال الطبي في المملكة المتحدة، يقوم برنامج باستخدام خوارزميات للكشف عن السرطان. وبالفعل نجح البرنامج في تشخيص المصابين من بين 105 مرضى في شمال ويلز.
ويجري تطوير نظام مشابه لتشخيص الإصابة بسرطان الثدي.
وقال أخصائي الأورام محمد أسلم لبي بي سي إن هذه التقنية سوف “تغير قواعد اللعبة” في مجال التشخيص.
ويقوم التطبيق، الذي يُعرف بـ”منصة غالين” (Galen) وطورته شركة “آيبيكس” المختصة بالتحاليل الطبية، بتحليل شرائح عليها عينات أخذت من أشخاص يشتبه بإصابتهم بسرطان البروستاتا.
وقال أسلم إن فحص الشرائح بشكل يدوي يستغرق ساعة، لكن باستخدام التطبيق يمكن تشخيص السرطان خلال دقائق.
وأضاف أن الزمن ليس هو مجال تركيزه، بل نوعية العمل، حيث يعتبر تطبيق “غالين” بمثابة أخصائي آخر يقوم بكل المهام ويقدم النتائج جاهزة.
وأضاف “نحن أول فريق وأول هيئة طبية تستخدم هذه التقنية للتشخيص الطبي في المملكة المتحدة. نحن الرواد.”
وقال أسلم إن أهمية التطبيق الذي يختصر وقت التشخيص تكمن في دقته، حيث يكون السرطان أحيانا من الصغر بحيث لا يرى. كذلك فإن أخذ العينات قد يكون مؤلما جدا، ويقلل التشخيص الدقيق من الحاجة لتكرار العملية.
كيف يعمل التطبيق؟
يستطيع الذكاء الاصطناعي قراءة عدة شرائح لعينات من عدة مرضى في خلال دقائق، ثم يقوم التطبيق بتصنيف العينات باستخدام نظام ينبه الأخصائي إلى الحالات الأكثر إلحاحا.
وفي حال ارتفاع احتمالية الإصابة بالسرطان يظهر اللون الأحمر، بينما يشير اللون الاصفر إلى الحالات التي تتطلب تحقيقا إضافيا، أما إذا جاء الضوء أخضر فهذا يعني عدم وجود خلايا سرطانية.
ويظهر نظام الذكاء الصناعي أيضا درجة خطورة الورم، وما إذا كان سيصبح أكثر شراسة.
ويقول أسلم إن المشكلة مع عينات البروستاتا أن استخلاصها مؤلم جدا، فإذا لم تكن العينة على ما يرام لا يمكن تقييمها جيدا، وفي هذه الحالة إما يخطئ الطبيب تشخيص السرطان، ولهذا نتائج كارثية، أو عليه أخذ عينة جديدة.
وقال ألوين أب هو، البالغ من العمر 62 عاما الذي شخص بالإصابة بسرطان البروستاتا عام 2018، إنه يرحب بأي شيء يساعد على التشخيص بسرعة.
وأضاف أن “أخذ العينة مؤلم للغاية، أكثر شيء مؤلم مررت به في حياتي، لذلك فإن أي شيء يساهم في تقليل الحاجة لتكرار العملية هو شيء جيد. أظن أنه قد يحسن حياة العديد من الرجال”.
وقال أسلم “نحن نعاني من نقص في خبراء فحوص الأورام، لا نستطيع أن نخصص شخصين لفحص نفس العينات، لكن مع هذه التقنية نستطيع الاستعاضة عن أحدهما، وتقوم التقنية بمقام أخصائي آخر يساعد في التشخيص”.
وردا على سؤال ما إذا كان النظام الجديد سينفي إمكانية الخطأ في التشخيص قال إنه سيقلل ذلك بشكل كبير.
وأضاف “الموضوع مثير جدا. بقينا لمئات السنين ننظر للعينات عبر المجهر. مع توظيف الفحص السرطاني الرقمي والخوارزميات ندخل القرن الواحد والعشرين فعلا، من خلال التشخيص بشكل أكثر موضوعية”.
يجري تشخيص أكثر من 2500 رجل سنويا يالإصابة بسرطان البروستاتا في ويلز، ويموت 600 شخص سنويا نتيجة الإصابة بهذا المرض. ويأمل أسلم أن يستخدم البرنامج في أنحاء البلاد.
وقال إن التشخيص السريع والدقيق سيسمح بوضع المرضى على طريق العلاج الصحيح، ويحسن فرص نجاتهم.
وأضاف أن التمويل الحكومي لبرنامج التجارب لم يكن متاحا في ويلز، لكن الحكومة هناك أتاحت بعض التمويل.
وتجرى التجارب لمعرفة ما إذا كان بالإمكان استخدام نفس النظام لتشخيص سرطان الثدي، وقد أجريت دراسات أولية صغيرة، والخطوة القادمة ستكون البدء بتشخيص سرطان الثدي في ظروف سريرية.
وقال أسلم إن “نقطة البداية كانت بسرطان البروستاتا، واعتقد أن لدينا دليلا على المفهوم وأنه قابل للتطبيق بشكل جيد. مشروعنا القادم يتعلق بسرطان الثدي”.