أهم توجهات الذكاء الاصطناعي في 2022

8

د.جاسم حاجي

يسجّل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬تطوراً‭ ‬في‭ ‬الابتكارات‭ ‬بوتيرة‭ ‬متسارعة،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬عدد‭ ‬التقنيات‭ ‬التي‭ ‬يتوقّع‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬حيّز‭ ‬التطبيق‭ ‬العام‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬إلى‭ ‬الخمسة‭ ‬أعوام‭ ‬المقبلة‭.‬

وفيما‭ ‬يلي‭ ‬خمسة‭ ‬توجهات‭ ‬تدفع‭ ‬بابتكارات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬قدماً‭:‬

القوى‭ ‬العاملة‭ ‬المعززة

لطالما‭ ‬سادت‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬الآلة‭ ‬أو‭ ‬الروبوت‭ ‬محل‭ ‬العمالة‭ ‬البشرية،‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬لربما‭ ‬تجعل‭ ‬بعض‭ ‬الأدوار‭ ‬زائدة‭ ‬ولا‭ ‬لزوم‭ ‬لها‭. ‬إلا‭ ‬أنه،‭ ‬مع‭ ‬توجه‭ ‬الشركات‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬استحداث‭ ‬البيانات‭ ‬وثقافات‭ ‬الملمين‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بين‭ ‬فِرَقِها،‭ ‬فإننا‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا،‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر،‭ ‬نعمل‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬الآلات‭ ‬ونستخدم‭ ‬الوظائف‭ ‬الذكية‭ ‬والمعرفية‭ ‬لتعزيز‭ ‬قدراتنا‭ ‬ومهاراتنا‭.‬

لغة‭ ‬نمذجة‭ ‬أوسع‭ ‬وأفضل

لغة‭ ‬النمذجة‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬للآلة‭ ‬فهمنا‭ ‬والتواصل‭ ‬معنا‭ ‬باللغة‭ ‬التي‭ ‬نفهمها،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إدخال‭ ‬اللغات‭ ‬البشرية‭ ‬الطبيعية‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬شفرات‭ ‬حاسوبية‭ ‬بإمكانها‭ ‬تشغيل‭ ‬برامج‭ ‬وتطبيقات‭. ‬شهدنا‭ ‬مؤخرًا‭ ‬إطلاق‭ ‬النموذج‭ ‬اللغوي‭ ‬GTP‭-‬3‭ (‬الذي‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬المحولات‭ ‬التوليدية‭ ‬المدربة‭ ‬مسبقًا‮»‬‭) ‬بواسطة‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬OpenAI‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬أكثر‭ ‬النماذج‭ ‬اللغوية‭ ‬تقدمًا‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬فهو‭ ‬يتألف‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬175‭ ‬مليار‭ ‬من‭ ‬‮«‬البارامترات‮»‬‭- ‬متغيرات‭ ‬ونقاط‭ ‬بيانات‭ ‬يمكن‭ ‬للآلات‭ ‬استخدامها‭ ‬لأغراض‭ ‬معالجة‭ ‬اللغة‭.‬

الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني

هذا‭ ‬العام،‭ ‬اعتبر‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬الجرائم‭ ‬السيبرانية‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬المخاطر‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأنها‭ ‬ربما‭ ‬تفوق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الجرائم‭ ‬الإرهابية‭. ‬فمع‭ ‬استيلاء‭ ‬الآلات‭ ‬على‭ ‬حياتنا،‭ ‬أصبحت‭ ‬القرصنة‭ ‬والجرائم‭ ‬السيبرانية‭ ‬حتمًا‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬مشكلة‭. ‬مثل‭ ‬أي‭ ‬جهاز‭ ‬متصل‭ ‬تضيفه‭ ‬إلى‭ ‬شبكةٍ‭ ‬ما‭ ‬يعتبر‭ ‬حتمًا‭ ‬نقطة‭ ‬فشل‭ ‬محتملة‭ ‬بمقدور‭ ‬المخترق‭ (‬الهاكر‭) ‬استغلاله‭ ‬ضدك‭,‬‭ ‬وحيث‭ ‬إن‭ ‬شبكات‭ ‬الأجهزة‭ ‬المتصلة‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدًا،‭ ‬فإن‭ ‬تحديد‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬تلك‭ ‬أصبح‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدًا‭. ‬وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحليل‭ ‬حركة‭ ‬بيانات‭ ‬الشبكة‭ ‬وتعلم‭ ‬إدراك‭ ‬الأنماط‭ ‬التي‭ ‬توحي‭ ‬بمقاصد‭ ‬شنيعة‭ ‬وعدوانية،‭ ‬كما‭ ‬تلعب‭ ‬الخوارزميات‭ ‬الذكية‭ ‬بشكلٍ‭ ‬متزايد‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬إبقائنا‭ ‬آمنين‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭. ‬ويُرجّح‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بعض‭ ‬أهم‭ ‬تطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التي‭ ‬سنشهد‭ ‬تطورها‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬ذو‭ ‬البرمجية‭ ‬المنخفضة‭ ‬والأنظمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬رموز

هنالك‭ ‬عائق‭ ‬ضخم‭ ‬يعرقل‭ ‬إقرار‭ ‬كفاءة‭ ‬وفاعلية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬ندرة‭ ‬مهندسي‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬ذوي‭ ‬الكفاءة‭ ‬ممن‭ ‬بإمكانهم‭ ‬استحداث‭ ‬وتطوير‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬وخوارزميات‭. ‬لذا،‭ ‬تستهدف‭ ‬الحلول‭ ‬ذات‭ ‬البرمجية‭ ‬المنخفضة‭ ‬والأنظمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬رموز‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬العائق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عرض‭ ‬واجهات‭ ‬بسيطة‭ ‬يتسنى‭ ‬استخدامها،‭ ‬نظريًا،‭ ‬لبناء‭ ‬أنظمة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬المعقدة‭ ‬بصورة‭ ‬تدريجية‭. ‬فمثلما‭ ‬يتيح‭ ‬تصميم‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭ ‬وأدوات‭ ‬واجهة‭ ‬المستخدم‭ ‬ذات‭ ‬البرمجية‭ ‬المنخفضة‭ ‬للمستخدمين‭ ‬إنشاء‭ ‬صفحات‭ ‬على‭ ‬الشبكات‭ ‬العنكبوتية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأنظمة‭ ‬التفاعلية‭ ‬الأخرى‭ ‬بصورة‭ ‬مبسطة،‭ ‬عبر‭ ‬سحب‭ ‬وإفلات‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الرسومية،‭ ‬فإن‭ ‬أنظمة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬رموز‭ ‬تتيح‭ ‬لنا‭ ‬إنشاء‭ ‬برامج‭ ‬ذكية‭ ‬عبر‭ ‬توصيل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الوحدات‭ ‬مسبقة‭ ‬الإعداد‭ ‬وتغذيتها‭ ‬ببيانات‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬معيّن‭. ‬وتعني‭ ‬التقنيات‭ ‬كمعالجة‭ ‬لغة‭ ‬عادية‭ ‬ولغة‭ ‬نمذجة‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬نستخدم‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬التعليمات‭ ‬الشفهية‭ ‬أو‭ ‬المكتوبة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭.‬

الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الإبداعي

نعلم‭ ‬أنه‭ ‬يمكننا‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لإنتاج‭ ‬فن‭ ‬أو‭ ‬موسيقى‭ ‬أو‭ ‬شعر‭ ‬أو‭ ‬مسرحيات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬ألعاب‭ ‬فيديو‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬ستعيد‭ ‬النماذج‭ ‬الجديدة‭ ‬كالنموذج‭ ‬اللغوي‭ ‬GPT-4‭ ‬ودماغ‭ ‬جوجل‭ (‬Google‭ ‬Brain‭) ‬حدود‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ممكن‭. ‬وعليه،‭ ‬بمقدورنا‭ ‬التطلع‭ ‬إلى‭ ‬ناتج‭ ‬إبداعي‭ ‬أكثر‭ ‬إتقانًا‭ ‬ويبدو‭ ‬طبيعيًا‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬الإلكترونيين‭ ‬الخياليين‭. ‬وبدلًا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الإبداعات‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام‭ ‬عروضا‭ ‬أو‭ ‬تجارب‭ ‬الغرض‭ ‬منها‭ ‬استعراض‭ ‬إمكانية‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬الآن،‭ ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬سنشهد‭ ‬بشكلٍ‭ ‬متزايد‭ ‬تطبيقها‭ ‬في‭ ‬مهام‭ ‬إبداعية‭ ‬اعتيادية،‭ ‬ككتابة‭ ‬العناوين‭ ‬الرئيسية‭ ‬للمقالات‭ ‬والنشرات‭ ‬الإخبارية،‭ ‬وكذلك‭ ‬تصميم‭ ‬الشعارات‭ ‬والرسوم‭ ‬البيانية‭.‬

اترك رد

Your email address will not be published.