
الذهان الناتج عن الذكاء الاصطناعي خطر خفي يهدد الصحة النفسية لمستخدمي روبوتات المحادثة
AI بالعربي – متابعات
تحولت روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وClaude وGemini وCopilot إلى جزء أساسي من الحياة اليومية، فلم تعد تقتصر على المساعدة في العمل أو البرمجة أو كتابة رسائل البريد الإلكتروني، بل أصبحت أيضاً وسيلة للحصول على النصائح العاطفية والدعم النفسي وحتى تكوين صداقات أو علاقات افتراضية. ورغم هذه الفوائد، تحذر تقارير حديثة من ظاهرة مقلقة تُعرف إعلامياً باسم ذهان الذكاء الاصطناعي أو ChatGPT Psychosis والتي قد تصيب نسبة محدودة من المستخدمين لكنها تحمل آثاراً خطيرة على الصحة النفسية والاجتماعية.
تعريف ظاهرة ذهان الذكاء الاصطناعي
الظاهرة ليست تشخيصاً طبياً رسمياً لكنها تُستخدم لوصف حالات يعاني فيها الأفراد من أوهام أو معتقدات مشوهة يُعتقد أنها ناجمة عن التفاعل المطوّل مع روبوتات المحادثة. البروفيسور جيمس ماككابي من كلية كينجز لندن يوضح أن هذه الظاهرة ترتبط غالباً بالأوهام وليس بجميع أعراض الذهان التقليدية مثل الهلاوس واضطراب التفكير، مما يجعلها فئة خاصة من المشكلات النفسية المرتبطة بالتقنيات التفاعلية.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة
معظم الأشخاص يستخدمون الذكاء الاصطناعي دون مشاكل لكن بعض الفئات أكثر عرضة للخطر، منها الأفراد الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي مع اضطرابات نفسية مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب، والأشخاص الميّالون لتبني المعتقدات الهامشية أو الغريبة، إضافة إلى من يعانون من العزلة الاجتماعية أو يمتلكون خيالاً مفرط النشاط، وكذلك من يقضون ساعات طويلة يومياً في محادثات مع روبوتات الذكاء الاصطناعي. الدكتورة نينا فاسان من جامعة ستانفورد تؤكد أن طول مدة الانغماس في هذه المحادثات هو العامل الأكثر تأثيراً في زيادة احتمالية الخطر.
استراتيجيات الوقاية والحماية
الخبراء ينصحون بعدة خطوات للوقاية من ذهان الذكاء الاصطناعي منها إدراك أن روبوتات المحادثة أدوات وليست أصدقاء حقيقيين مهما بدت قريبة من شخصيتك، وتجنب الإفراط في مشاركة التفاصيل الشخصية أو العاطفية معها، والتوقف فوراً عن الاستخدام إذا شعرت باضطراب في أفكارك أو ارتباط مفرط بالذكاء الاصطناعي مع طلب دعم من أشخاص حقيقيين، بالإضافة إلى قضاء وقت أكبر مع العائلة والأصدقاء وممارسة أنشطة بعيداً عن الإنترنت، ومراقبة أي تغييرات في السلوك أو النوم أو المزاج وطلب المساعدة الطبية عند الحاجة.
دور العائلة والأصدقاء في الاكتشاف المبكر
يلعب المحيطون دوراً أساسياً في ملاحظة العلامات المبكرة لظهور المشكلة مثل العزلة الاجتماعية أو تغيّر أنماط النوم أو الانغماس في أفكار غير واقعية أو قضاء وقت مبالغ فيه على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للتدخل المبكر أن يحد من تفاقم الأعراض.
مسؤولية شركات الذكاء الاصطناعي
رغم أن معظم مسؤولية الحذر تقع حالياً على عاتق المستخدمين يرى الخبراء أن شركات تطوير الذكاء الاصطناعي مطالبة باتخاذ إجراءات وقائية مثل تصميم أنظمة ترصد مؤشرات الاضطراب النفسي أثناء المحادثة، واختبار النماذج مع سيناريوهات لأشخاص معرضين للخطر قبل الإطلاق، وإضافة تحذيرات أو تنبيهات عند رصد أنماط استخدام غير آمنة، والتعاون مع خبراء الصحة النفسية لتقليل الأضرار المحتملة. بعض الشركات بدأت بالفعل خطوات في هذا المجال مثل OpenAI التي أعلنت في 2025 عن تعيين طبيب نفسي إكلينيكي لتقييم أثر أدواتها على الصحة النفسية وتطوير ميزات تشجع على أخذ فترات راحة أثناء الجلسات الطويلة، في محاولة لتحقيق توازن بين الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي وحماية السلامة النفسية للمستخدمين.








