كيف تواجه شركات التكنولوجيا العملاقة أزمة الطاقة في عصر الذكاء الاصطناعي؟

كيف تواجه شركات التكنولوجيا العملاقة أزمة الطاقة في عصر الذكاء الاصطناعي؟

كيف تواجه شركات التكنولوجيا العملاقة أزمة الطاقة في عصر الذكاء الاصطناعي؟

AI بالعربي – متابعات

تعيش كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية، مثل “جوجل” و”أمازون” و”مايكروسوفت” و”ميتا”، سباقًا محمومًا لتوسيع قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي. إلا أن هذا السباق يصطدم بعائق متنامٍ يتمثل في نقص الطاقة وارتفاع تكاليف التشغيل، وسط ضغوط غير مسبوقة على شركات الحوسبة السحابية ومراكز البيانات.

طلب متصاعد وشبكات عاجزة عن المواكبة

الرهان الكبير على الذكاء الاصطناعي أدى إلى ارتفاع هائل في الطلب على الطاقة. الاستثمارات الرأسمالية تجاوزت 322 مليار دولار في 2025، مقارنة بـ125 مليار دولار فقط قبل أربع سنوات.

تستهلك مراكز البيانات الجديدة، مثل مشروع “بروميثيوس” الذي أطلقه مارك زوكربيرج، كميات كهرباء أكبر بعشرة أضعاف مما كانت عليه قبل أعوام. هذا التوسع يهدد بوصول استهلاك هذه المراكز في الولايات المتحدة إلى 12% من إجمالي الطلب على الكهرباء بحلول 2028.

سباق على المواقع الاستراتيجية وتحالفات جديدة

المواقع التقليدية مثل شمال فيرجينيا وأوريجون أوشكت على بلوغ أقصى طاقتها. دفع ذلك الشركات العملاقة إلى التوسع نحو أسواق جديدة، والتحالف مع شركات سحابية ناشئة مثل “CoreWeave” التي أعادت توظيف منشآت تعدين العملات المشفرة لخدمة مراكز البيانات.

من شركات تكنولوجيا إلى شركات طاقة

لم يعد الأمر يقتصر على شراء الطاقة من مزودين خارجيين. العديد من عمالقة التكنولوجيا بدأوا في بناء محطات طاقة خاصة.

على سبيل المثال، وقعت “جوجل” صفقة بقيمة 20 مليار دولار لدمج محطة طاقة شمسية مع مركز بيانات ضخم. أما “بروميثيوس” فيعتمد جزئيًا على الغاز الطبيعي المنتج في الموقع.

كما تستثمر الشركات في حلول مبتكرة، مثل المفاعلات النووية الصغيرة “SMRs” بالشراكة مع “KairosPower” و”X-energy”. وتشمل الخطط أيضًا مشاريع الطاقة الحرارية الجوفية وخلايا وقود الهيدروجين.

تحديث الشبكات والتوسع خارج الحدود

تعمل شركات التكنولوجيا على تحديث البنية التحتية لشبكات الكهرباء. تشمل الخطط خفض استهلاك الطاقة في أوقات الذروة، واستخدام البطاريات لتخزين الكهرباء وضمان أولوية الاتصال بالشبكة.

وفي الوقت نفسه، يتزايد بناء مراكز بيانات في الخارج. دول الخليج تجذب الاستثمارات بفضل التمويل السيادي، بينما توفر إسبانيا طاقة شمسية وفيرة، وتتميز ماليزيا بانخفاض تكاليف الكهرباء.

تحديات ورهانات مستقبلية

رغم هذه الجهود، ما تزال المخاطر قائمة. على سبيل المثال، واجه مشروع “ستارجيت” بقيادة OpenAI عراقيل بسبب الخلافات حول مصادر الطاقة.

يحذر خبراء من أن بعض مراكز البيانات في المناطق النائية قد تتحول إلى “أصول عالقة” إذا تغيرت احتياجات الذكاء الاصطناعي مستقبلًا.

من يغذي وحش الذكاء الاصطناعي؟

وسط ضبابية المشهد، لا توجد إجابة يقينية عن كيفية تلبية الطلب المستقبلي للطاقة. المعادلة ما تزال مفتوحة بين الابتكار التقني والقيود المادية.