سدايا نفط المستقبل

خالد العضاض

تعودنا -نحن السعوديين- أن كل أمر يضع فيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع -أيده الله- روحه وعقله، يُخلق له من الله تعالى حظ عظيم من الإتقان والنجاح والتميز.

“الارتقاء بالوطن من خلال تمكين البيانات والذكاء الاصطناعي”، أو “بناء اقتصاد قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي“، أو “البيانات نفط المستقبل”، أو “الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي”، أو “سدايا”، كل هذه العبارات المكثفة، وهذا الاسم الفخم، والاختصار الفاخر، تمثل عنوانا ضمن عناوين متكاثرة عبر الوقت، تحكي الزمان السعودي، وتحكي لنا عيانا حكاية أمير الحلم السعودي محمد بن سلمان، والذي يقول: “نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنيات غير المسبوقة وآفاق نمو غير محدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء -في حال تم استخدامها على النحو الأمثل- أن تجنب العالم الكثير من المضار وتجلب للعالم الكثير من الفوائد الضخمة”.

ختمنا العام 2020، بتحقيق المملكة للمركز الأول عربيا، والمركز 22 عالميا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي، مقارنة بالمركز 29 عالميا في العام الذي سبقه، إثر جهود كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وقف خلفها دعم كبير من القيادة الرشيدة التي تسعى بقوة لتطبيق رؤية شابة طموحة تضع المملكة في مقدمة دول العالم، وكان هذا التقدم مؤشرا قويا على مدى تكامل جهود الكثير من الجهات والهيئات الحكومية التي شاركت في تنفيذ وتطبيق مبادرات برنامج التحول الوطني وفقا لرؤية المملكة 2030.

الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي والمعروفة اختصارا باسم سدايا (SDAIA)، أنشئت بأمر ملكي في 30 أغسطس 2019، وترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء، ويرأس مجلس إدارتها نائب رئيس مجلس الوزراء، ومن هنا تكمن أهميتها، ويكمن سر تميزها الذي تجلى في وقت قصير جدا.

تعمل “سدايا” على تطوير إستراتيجية المملكة للبيانات، وتلعب دورا في خلق قطاعات اقتصادية متنوعة، وتتولى مهام تطوير الكوادر السعودية في مجال البيانات.

ولعل من أحد أبرز وأشهر منجزات “سدايا” تطبيق “توكلنا”، والذي صمم دعما لجهود المملكة في مواجهة جائحة كورونا، والتي حرصت الحكومة الرشيدة على أن تشمل تلك الجهود جميع المواطنين والمقيمين حتى مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، وذلك من منطلقات إنسانية، وقد أثبت تطبيق “توكلنا” فاعليته بصفته إجراء وقائي للحد من انتشار فيروس كورونا، ويواصل التطبيق وبخطى متسارعة إضافة الخدمات الحكومية للوصول إلى الهدف المنشود، بأن يكون التطبيق الشامل الذي يحتوي على جميع الخدمات التي يحتاجها المواطن والمقيم والزائر لإنهاء أعمالهم اليومية، وتدريجيا سيكون “توكلنا” التطبيق الذي لا غنى عنه للمواطن والمقيم، لتسهيل حياته اليومية، خلال ممارسته لأنشطته المعتادة في التعامل مع الجهات الرسمية والمواقع الخدمية ومحلات التسوق، التي تشترط جميعها حاليا على مرتاديها وزوارها إبراز فحص “توكلنا”؛ للتأكد من عدم إصابة الشخص أو مشاركته في أحد التجمعات المخالفة، وحينما تجلى الإبداع في أذهان أبنائنا وبناتنا العاملين على تطوير “توكلنا” وسعوا نطاق خدماته ومزاياه ليقدم التطبيق خدمة “الجواز الصحي” التي تهدف إلى إثبات إكمال الشخص جميع الجرعات الخاصة بلقاح “كورونا”، وأنه أصبح محصنا ضد الفيروس، وخدمة “بطاقة الوضع الصحي”، و”فحص كورونا” وخدمات أخرى، أكثرها إبداعا هو: بطاقة “الهوية الرقمية” داخل التطبيق، والتي يتمثل دورها في التعريف بالفرد عبر التطبيق للجهات الحكومية والخاصة بطريقة موثوقة وآمنة، وهذا لعمرك من معززات جودة الحياة في وطن الشمس المملكة العربية السعودية، ويأتي ذلك في سبيل تسهيل الإجراءات الرسمية، وتطويع التقنية لخدمة المواطن والمقيم، والعمل بموثوقية واعتمادية وأمان أكبر، وجاء هذا الإنجاز المبدع بتعاون وتكامل رائع بين وزارة الداخلية والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، ليشمل مشروع “الهوية الرقمية” عبر تطبيق “توكلنا”: “الهوية الوطنية” للسعوديين، و”هوية مقيم” للمقيمين، وبقية الأوراق الثبوتية كرخصة السياقة، ورخصة السير، لتمكن الاستخدام الرسمي لها بصفتها وسيلة إثبات إلكترونية معتمدة، ليكون ذلك سبيلا إلى مشروع رقمنة الوثائق الثبوتية الحكومية، وكذلك هو في الوقت ذاته خطوة لتعزيز التكامل بين الجهات الحكومية في إطار جهود تمكين التحول الرقمي تحقيقا لأهداف ‏رؤية 2030، بهدف تسهيل حياة المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، واليوم فإنه يوجد في المملكة أكثر من 19 مليون مستخدم باستطاعتهم استخدام هويتهم الرقمية في جميع تعاملاتهم الحكومية والخاصة، من خلال تطبيق توكلنا.

أخيرا، شكرا لن تفي حق الكوادر الوطنية المخلصة في “سدايا” التي تواصل الليل بالنهار للإنجاز والإبداع والتميز.