رقمنة الإنسان !
خالد السليمان
إنشاء هيئة الحكومة الرقمية يكرس التحول الرقمي الذي تقوده الحكومة لرقمنة خدماتها وتيسير علاقة المجتمع بها، ولعل من أهم مسؤوليات الهيئة الوليدة المشاركة في إعداد الإستراتيجية الوطنية للحكومة الرقمية وتنظيم أعمال المنصات والمواقع والشبكات الرقمية الحكومية ووضع المعايير الفنية لنماذج التحول الرقمي وإصدار المؤشرات والأدوات والتقارير لقياس أداء الجهات الحكومية وحوكمة أعمال السحابة الحكومية الرقمية!
هذا مهم جدا لتأطير التحول الرقمي وضمان كفاءة وتكامل الجهود والأعمال والمشاريع التي تقوم بها المؤسسات الحكومية وتناغم مساراتها، وهو بلا شك تجسير لرؤية ٢٠٣٠ التي تقوم على الرقمنة وتمكين التقنيات الحديثة والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرات وكفاءة الأداء!
رغم ذلك أتساءل عن أثر هذه التحولات الرقمية على المجتمع، فهل سنكون في نهاية المطاف أمام رقمنة الإنسان نفسه، لقد فقدنا الكثير من حس التواصل الإنساني في علاقتنا بالأجهزة الحكومية، صحيح أن تمكن الإنسان من إنجاز جميع معاملاته عبر التطبيقات الذكية والبوابات الإلكترونية قد سهل عليه الحياة وحقق بعض معايير جودة الحياة إلا أنني لا أتفكر في الأثر المستقبلي للرقمنة على الأبعاد الإنسانية لبعض الحالات التي تستعصي على الذكاء الاصطناعي وتتطلب ذكاء بشريا ما زال يمتلك حسه الإنساني لكسر الحواجز وفتح الأبواب المغلقة كما كانت المجالس المفتوحة تفتح أبواب الأمل لأصحاب الحاجات المستعصية!
باختصار.. المستقبل للرقمنة.. لكن نبض الإنسان يجب أن يبقى روح الحياة!