الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل سوق العمل: وظائف معرفية في مرمى التأثير
AI بالعربي – متابعات
أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة مايكروسوفت أن تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة النماذج اللغوية مثل Copilot، يتركز بشكل واضح على الوظائف المكتبية والمعرفية. بينما تظل المهن اليدوية والميدانية أقل تأثرًا حتى الآن.
تحليل شامل يكشف الوظائف المتأثرة
اعتمدت الدراسة على تحليل أكثر من 200 ألف تفاعل بين مستخدمين في الولايات المتحدة وأداة Microsoft Copilot. تساعد هذه الأداة على تنفيذ مهام مثل الكتابة والبحث والتواصل، ما يجعل استخدامها شائعًا في المهام المكتبية.
وقد أظهرت النتائج أن الوظائف التي تعتمد على تقديم المعلومات أو معالجة النصوص استفادت بشكل مباشر من الذكاء الاصطناعي. لذلك، تصدّرت وظائف مثل الترجمة، والكتابة، وخدمة العملاء، ومبيعات المنتجات، والمبرمجة الرقمية (CNC) قائمة الوظائف الأكثر تداخلًا مع هذه التقنيات.
مهن ميدانية لا تزال خارج نطاق التأثير
في المقابل، لم تتأثر المهن التي تتطلب جهدًا بدنيًا أو تفاعلًا مباشرًا مع الأجهزة. وتشمل هذه الوظائف: مشغلي الآلات الثقيلة، والعاملين في محطات المياه، والممرضين المساعدين، وفنيي الطوارئ. يعود السبب إلى أن هذه المهن تعتمد على تفاعل بشري حسي ومهارات حركية يصعب على الذكاء الاصطناعي محاكاتها.
أدوات داعمة لا بدائل
أكدت الدراسة أن الهدف ليس التنبؤ بزوال وظائف، بل فهم مدى استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم المهنيين. يعمل Copilot كمساعد ذكي في تحرير النصوص، إجراء الأبحاث، تلخيص الوثائق، وتقديم مقترحات تواصل. كل ذلك يزيد من الكفاءة، دون أن يلغي دور الإنسان في العمل.
مصادر موثوقة ورؤية مستقبلية
استندت الدراسة إلى بيانات صادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي حتى مايو 2024. وتُعد هذه البيانات مرجعًا مهمًا لرسم صورة واقعية عن أثر الذكاء الاصطناعي على سوق العمل.
جدل عالمي مستمر
تستمر النقاشات العالمية حول مستقبل الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي. يحذّر البعض من تراجع بعض المهن، بينما يرى آخرون أن هذه التقنية توفر فرصًا جديدة. أبرز هذه الفرص تكمُن في مجالات التحول الرقمي، وتدريب الموظفين، والإشراف على أدوات الذكاء الاصطناعي.