تمويلات الذكاء الاصطناعي تسجّل رقمًا قياسيًّا عالميًّا.. و”السعودية” في المركز الرابع
تمويلات الذكاء الاصطناعي تسجّل رقمًا قياسيًّا عالميًّا.. و”السعودية” في المركز الرابع
AI بالعربي – متابعات
سجّلت تمويلات قطاع الذكاء الاصطناعي حول العالم مستوى قياسيًّا جديدًا خلال الربع الأول من عام 2025، بدعم من جولات استثنائية قادتها شركات البنية التحتية، على رأسها “OpenAI”، في حين جاءت “السعودية” رابع أكبر المستثمرين في القطاع.
وبحسب وحدة التحليل المالي في “الاقتصادية”، استندت إلى بيانات شركة “CB Insights” لتحليلات الأعمال، فإن إجمالي التمويلات خلال الربع الأول من العام الجاري بلغ 66.6 مليار دولار، بزيادة 51% مقارنة بالربع الرابع من 2024، وبارتفاع سنوي تجاوز 322%، في مؤشر على تسارع وتيرة النمو في القطاع، في ظل ارتفاع أعداد الصفقات.
وبلغ عدد الصفقات المنفّذة خلال الربع الأول 1134 صفقة، بزيادة 8% على أساس سنوي، ما يشير إلى نشاط متزايد في السوق رغم تركز التمويل في عدد محدود من الشركات الكبرى، حيث استحوذت أكبر 10 صفقات على نحو 74% من إجمالي التمويل المسجّل خلال الفترة، في دلالة على استمرار اتجاه السوق نحو صفقات “الميجا راوند” التي تتركّز غالبًا في شركات البنية التحتية.
تصدّرت شركة “OpenAI” المشهد بجولة ضخمة بلغت 40 مليار دولار، تلتها “Anthropic” بجولة من الفئة “E” قيمتها 3.5 مليار دولار، ثم “Safe Superintelligence” بجولة من الفئة “B” بلغت ملياري دولار.
ورغم الحجم الاستثنائي لجولة “OpenAI”، فإن تمويلات الربع الأول، بدون احتسابها، كانت ستظل ثاني أعلى تمويل ربعي في تاريخ القطاع.
السعودية ضمن كبار المستثمرين في البنية التحتية
برزت “السعودية” في المرتبة الرابعة ضمن أكبر المستثمرين في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي خلال الربع، بعد ضخّها 1.5 مليار دولار في شركة “Groq” الأمريكية، المتخصصة في تطوير شرائح الذكاء الاصطناعي، بهدف توسيع نطاق تسليم بنيتها التحتية المتقدمة للاستدلال بالذكاء الاصطناعي المبنية على معالجات “LPU”.
وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان “السعودية” أخيرًا عن تأسيس شركة “Humain” للذكاء الاصطناعي، ضمن خطة تستهدف استثمارات تصل إلى 100 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، في إطار إستراتيجية أوسع تهدف إلى تمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي محليًّا، وتعزيز مكانة “السعودية” كمركز إقليمي وعالمي للحوسبة والابتكار التقني.
ويعكس هذا الاستثمار التوجه الجاد نحو بناء قدرات وطنية في مجال الذكاء الاصطناعي، ولا سيّما في الطبقات الأساسية للبنية التحتية، مثل الرقائق ومراكز البيانات فائقة الأداء، التي تمثّل العمود الفقري لتشغيل النماذج المتقدمة والتطبيقات المستقبلية.
شركات الرعاية الصحية تقود موجة “اليونيكورن” الجديدة
على صعيد الشركات الناشئة، ارتفع عدد شركات “اليونيكورن” (التي تتجاوز قيمتها مليار دولار) بنسبة 11% خلال الربع الأول من العام الجاري، ليصل إجماليها إلى 268 شركة، مدفوعًا بظهور دفعة جديدة من الشركات المتخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي.
من أصل 11 شركة جديدة انضمّت إلى نادي “اليونيكورن” خلال الفترة، كانت 6 منها تركّز على الرعاية الصحية، بما يشمل نماذج الذكاء الاصطناعي الطبية، وتطبيقات اكتشاف الأدوية، أبرزها شركة “Hippocratic AI” المتخصصة في وكلاء الذكاء الاصطناعي للقطاع الصحي، و”Insilico Medicine” التي تطوّر حلولًا لاكتشاف الأدوية باستخدام تقنيات التعلّم الآلي.
الوكلاء الأذكياء يتصدّرون صفقات الاستحواذ
في المقابل، شهدت صفقات الاندماج والاستحواذ نشاطًا لافتًا في مجال تقنيات “الوكلاء الأذكياء”، إذ كانت أكبر 3 صفقات من أصل 85 صفقة استحواذ خلال الفترة موجّهة لشركات حلول الذكاء الاصطناعي المؤسسية، تشمل منصّات تطوير الوكلاء والأنظمة متعددة الوكلاء.
ويُظهر مؤشر “Mosaic” لتقييم الجاهزية والنمو والفرص المستقبلية للشركات الناشئة، أن هذه الأسواق تحتل مرتبة متقدمة من حيث متوسط تقييم الأداء والتوقعات المستقبلية، ما يعكس صحة مالية قوية للشركات العاملة فيها، ويفتح الباب أمام مزيد من صفقات الخروج (“Exits”) خلال الفترات المقبلة.
توجّهات السوق
يعكس الزخم الاستثماري المسجّل في تمويلات الربع الأول استمرار تركيز رؤوس الأموال على قطاع الذكاء الاصطناعي، ولا سيّما في الطبقات الأساسية للبنية التحتية، التي تشكّل القاعدة الحاسمة لتطوير وتوسيع التطبيقات المستقبلية.
وتُظهر الاتجاهات الحالية أن تدفّق التمويل ما زال يميل نحو الشركات الكبرى، في ظل سباق عالمي لبناء منصّات وتقنيات قادرة على استيعاب الأجيال القادمة من الذكاء الاصطناعي، سواء على مستوى الخدمات الصحية أو عبر حلول “الوكلاء الأذكياء” في بيئات الأعمال.