الروبوتات ترقص في بكين

الروبوتات ترقص في بكين

مؤيد الزعبي

لم يعد غريباً أن تشاهد روبوتاً يرقص أو تشاهد مجموعة من الروبوتات ترقص مع بعضها البعض، فالديناميكية في حركة الروبوتات أصبحت متقنة بشكل لافت، كما من السهل عليها أن تقوم بأداء رقصات مثيرة للإعجاب، ولكن ما لم نألفه أن تشارك الروبوتات في عروض الرقص الجماعية، وأن تصبح أحد أشكال العروض الراقصة، وأن ترقص جنباً إلى جنب مع الراقصين ليشكلوا لوحات إبداعية باستخدام هذه التكنولوجيا التي سنشاهدها بكثرة في أيامنا المقبلة.

في الأسبوع الماضي وخلال حفل عيد الربيع الصيني والذي تنتجه مجموعة الصين للإعلام احتفالاً برأس السنة الصينية وعيد الربيع، شاهدنا الروبوتات تقوم بعروض راقصة، وتشارك الراقصين والراقصات في لوحاتهم الفنية، بالإضافة لقيام مجموعة كبيرة من الروبوتات بالرقص معاً بانسجام وتناسق ودقة كبيرة وكأننا أمام أمهر فرقة رقص في العالم؛ كيف لا ونحن أمام روبوتات يمكن برمجتها على حركات معينة ولن تخذلك أبداً لا في سرعتها ولا حتى في قوة أدائها.

الروبوتات ستدخل عالم الفن بكامل قوتها، فهي لا ترقص فقط بل ترسم وتعزف وتكتب بخطوط فنية وتقوم بحركات بهلوانية أيضاً، وهذا يعني أننا أمام تغيير كبير في شكل العروض الفنية والموسيقية والإبداعية في المستقبل، وستغدو الروبوتات جزءاً من الفرق الفنية والاستعراضية. لا عجب بعد ذلك إن شاهدناها تشكل فرقها الخاصة، ويصبح للروبوتات عروض فنية واستعراضية وغنائية وتمثيلية أيضاً، فالمحاكاة المتقنة للحركة وقدرتها التي استخدمت أنماط الذكاء الاصطناعي وإمكانية برمجتها بلغة برمجة الآلة سيخلق لنا نوعاً جديداً من العروض الفنية وسيصبح للروبوتات صولاتها وجولاتها في مجال الفن والإبداع.

البعض سيقول إنه مهما تطورت الروبوتات فلن تبدع مثل الإنسان؛ هؤلاء أقول لهم: إننا لا نزال في البداية، ولكم أن تتخيلوا حجم الإبداع عندما يتشارك الإنسان مع الآلة أو الروبوت ليبدعوا عرضاً أو عملاً فنيّاً؛ حينها لن يكون الإبداع مرتبطاً بمقومات إنسانية فقط، بل سيتعدى الأمر لآلة لا تخطئ ولا تتعب ويمكنها محاكاة ما تبرمجها عليه، والمبدع الحقيقي من يطورها ويطوعها لخدمة عرضه الفني ويزيد من جمالية إنتاجه الإبداعي، وعندما تتشارك عناصر التكنولوجيا الحديثة مثل الروبوتات وطائرات الدرونز وتقنيات الذكاء الاصطناعي مع إبداع إنسان قادر على تحريك هذه الجمادات بطريقة فنية فحينها سنكون أمام لوحة فريدة من نوعها سيكون لها جمهورها ومعجبوها ومحبوها وسيكون لها أبطالها ومبدعوها ونجومها، وربما نشاهد أحد الروبوتات نجماً حقيقياً تلاحقه الأعين وعدسات الصحافة.. هذا مستقبل الفن لمن يريد أن يستكشفه.

Related Posts

مستقبل العمل في ظل الذكاء الاصطناعي.. وظائف جديدة تولد من رحم التقنية

الصّفوة – الأخبار وسط التحولات المتسارعة في عالم العمل، تشهد الولايات المتحدة طفرة غير مسبوقة في الوظائف المستحدثة بفعل الذكاء الاصطناعي، إذ تؤكد صحيفة واشنطن بوست أنّ الموجة التقنية الجديدة…

“ميتا” ترفع مشترياتها من الطاقة الشمسية إلى أكثر من 3 جيجاوات لدعم طموحاتها في الذكاء الاصطناعي

AI بالعربي – متابعات وقّعت شركة “ميتا” ثلاث صفقات هذا الأسبوع لشراء ما يقرب من 1 جيجاوات من الطاقة الشمسية، في إطار سباقها لتشغيل طموحاتها العالية في مجال الذكاء الاصطناعي.…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات

“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

  • أكتوبر 30, 2025
  • 64 views
“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

  • أكتوبر 12, 2025
  • 215 views
الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

  • أكتوبر 1, 2025
  • 305 views
حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

الإعلام.. و”حُثالة الذكاء الاصطناعي”

  • سبتمبر 29, 2025
  • 315 views
الإعلام.. و”حُثالة الذكاء الاصطناعي”

تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. وتساؤلات البشر

  • سبتمبر 26, 2025
  • 263 views
تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. وتساؤلات البشر

كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي «العمليات الأمنية»؟

  • سبتمبر 24, 2025
  • 296 views
كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي «العمليات الأمنية»؟