الروبوتات ترقص في بكين

7

مؤيد الزعبي

لم يعد غريباً أن تشاهد روبوتاً يرقص أو تشاهد مجموعة من الروبوتات ترقص مع بعضها البعض، فالديناميكية في حركة الروبوتات أصبحت متقنة بشكل لافت، كما من السهل عليها أن تقوم بأداء رقصات مثيرة للإعجاب، ولكن ما لم نألفه أن تشارك الروبوتات في عروض الرقص الجماعية، وأن تصبح أحد أشكال العروض الراقصة، وأن ترقص جنباً إلى جنب مع الراقصين ليشكلوا لوحات إبداعية باستخدام هذه التكنولوجيا التي سنشاهدها بكثرة في أيامنا المقبلة.

في الأسبوع الماضي وخلال حفل عيد الربيع الصيني والذي تنتجه مجموعة الصين للإعلام احتفالاً برأس السنة الصينية وعيد الربيع، شاهدنا الروبوتات تقوم بعروض راقصة، وتشارك الراقصين والراقصات في لوحاتهم الفنية، بالإضافة لقيام مجموعة كبيرة من الروبوتات بالرقص معاً بانسجام وتناسق ودقة كبيرة وكأننا أمام أمهر فرقة رقص في العالم؛ كيف لا ونحن أمام روبوتات يمكن برمجتها على حركات معينة ولن تخذلك أبداً لا في سرعتها ولا حتى في قوة أدائها.

الروبوتات ستدخل عالم الفن بكامل قوتها، فهي لا ترقص فقط بل ترسم وتعزف وتكتب بخطوط فنية وتقوم بحركات بهلوانية أيضاً، وهذا يعني أننا أمام تغيير كبير في شكل العروض الفنية والموسيقية والإبداعية في المستقبل، وستغدو الروبوتات جزءاً من الفرق الفنية والاستعراضية. لا عجب بعد ذلك إن شاهدناها تشكل فرقها الخاصة، ويصبح للروبوتات عروض فنية واستعراضية وغنائية وتمثيلية أيضاً، فالمحاكاة المتقنة للحركة وقدرتها التي استخدمت أنماط الذكاء الاصطناعي وإمكانية برمجتها بلغة برمجة الآلة سيخلق لنا نوعاً جديداً من العروض الفنية وسيصبح للروبوتات صولاتها وجولاتها في مجال الفن والإبداع.

البعض سيقول إنه مهما تطورت الروبوتات فلن تبدع مثل الإنسان؛ هؤلاء أقول لهم: إننا لا نزال في البداية، ولكم أن تتخيلوا حجم الإبداع عندما يتشارك الإنسان مع الآلة أو الروبوت ليبدعوا عرضاً أو عملاً فنيّاً؛ حينها لن يكون الإبداع مرتبطاً بمقومات إنسانية فقط، بل سيتعدى الأمر لآلة لا تخطئ ولا تتعب ويمكنها محاكاة ما تبرمجها عليه، والمبدع الحقيقي من يطورها ويطوعها لخدمة عرضه الفني ويزيد من جمالية إنتاجه الإبداعي، وعندما تتشارك عناصر التكنولوجيا الحديثة مثل الروبوتات وطائرات الدرونز وتقنيات الذكاء الاصطناعي مع إبداع إنسان قادر على تحريك هذه الجمادات بطريقة فنية فحينها سنكون أمام لوحة فريدة من نوعها سيكون لها جمهورها ومعجبوها ومحبوها وسيكون لها أبطالها ومبدعوها ونجومها، وربما نشاهد أحد الروبوتات نجماً حقيقياً تلاحقه الأعين وعدسات الصحافة.. هذا مستقبل الفن لمن يريد أن يستكشفه.

اترك رد

Your email address will not be published.