“جوجل” في مأزق.. الذكاء الاصطناعي يهدد محركات البحث التقليدية

0

AI بالعربي – متابعات

في ظل التحول المتسارع في سلوك المستخدمين نحو الاعتماد على روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل “ChatGPT” و”Claude” و”Google AI Overviews” للبحث عن المعلومات، تسعى الشركات الإعلانية والتكنولوجية إلى تطوير أدوات جديدة لتعزيز ظهور العلامات التجارية في نتائج هذه المنصات، مما يمثل تحولًا جذريًا في مفهوم تحسين محركات البحث التقليدي.

من بين هذه الشركات، طورت كل من “Profound” و”Brandtech” برمجيات لمراقبة مدى تكرار ظهور العلامات التجارية في نتائج الخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل “ChatGPT” و”Claude” و”Google AI Overviews”.

وقد تبنت علامات تجارية مثل شركة التكنولوجيا المالية “Ramp”، وموقع البحث عن الوظائف “Indeed”، وشركة “Chivas Brothers” لصناعة الويسكي الاسكتلندي المملوكة لشركة “Pernod Ricard”، هذه البرمجيات.

تهدف هذه العلامات التجارية إلى الوصول إلى ملايين المستخدمين الذين يستخدمون منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي كوسيلة جديدة للبحث عن المعلومات عبر الإنترنت، وهو تحول يشكل تهديدًا طويل الأمد لأعمال “Google” الأساسية.

صرّح جاك سميث، الشريك في مجموعة “Brandtech” للتكنولوجيا التسويقية، قائلًا: “الأمر يتجاوز مجرد فهرسة موقعك الإلكتروني في نتائجهم. إنه يتعلق بالاعتراف بنماذج اللغة الكبيرة كمؤثرين نهائيين”.

تستطيع هذه الأدوات الجديدة التنبؤ بموقف نموذج الذكاء الاصطناعي تجاه الشركات من خلال إدخال مجموعة من التعليمات النصية إلى روبوتات المحادثة وتحليل النتائج. ثم تُستخدم هذه التكنولوجيا لإنشاء تصنيف للعلامات التجارية، مما يسمح للوكالات بتقديم المشورة حول أفضل السبل لضمان ذكرها من قبل النماذج.

يأتي هذا التحرك في وقت يواجه فيه المعلنون ضغوطًا من الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في إنشاء واستهداف تسويقهم. تعمل شركتا “Meta” و”Google” على تطوير أدوات إعلانية ذاتية الخدمة لتشغيل الحملات الإعلانية مباشرة للعلامات التجارية، مما يشكل تهديدًا محتملاً لعمل الوكالات والمشترين الإعلاميين.

توغل عمليات الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث

بعض الوكالات ترى في هذا التحول فرصة لتقديم خدمات جديدة للعلامات التجارية مع تزايد انتشار الذكاء الاصطناعي وتراجع أهمية ما يُعرف بتحسين محركات البحث التقليدي.

أظهرت أبحاث أجرتها شركة “Bain” أن 80% من المستهلكين يعتمدون الآن على نتائج مكتوبة بالذكاء الاصطناعي في ما لا يقل عن 40% من عمليات بحثهم، مما يقلل من حركة المرور العضوية على الويب بنسبة تصل إلى 25%. كما وجدت الأبحاث أن حوالي 60% من عمليات البحث تنتهي دون أن ينقر المستخدمون على موقع ويب آخر.

ومع ذلك، أعلنت شركة “Alphabet”، الشركة الأم لـ”Google”، يوم الخميس أن أعمالها الأساسية في مجال البحث والإعلانات نمت بنسبة تقارب 10% لتصل إلى 50.7 مليار دولار في الربع الأول من العام.

توفر هذه النتائج القوية طمأنة للمستثمرين القلقين بشأن الشعبية المتزايدة لروبوتات المحادثة المنافسة مثل “Grok” المملوكة لإيلون ماسك، مع البقاء في حالة تأهب لأي دليل على أن إجابات روبوت المحادثة “Gemini” الخاص بـ”Google” والملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقلل من عدد نقرات المستخدمين على الإعلانات.

ومع ذلك، تتسابق الوكالات لمساعدة العملاء من الشركات الذين يحاولون الظهور ضمن النتائج التي تولدها خدمات الذكاء الاصطناعي. أنشأت “Brandtech” منتجًا يُدعى “Share of Model” يفرض رسومًا على العلامات التجارية لرؤية تحليلات مماثلة ويقدم إرشادات حول تعديل نصوص مواقع الويب والأصول الصورية لخدمة البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي بشكل أفضل.

تقدم شركة “Profound”، التي جمعت 3.5 مليون دولار في تمويل أولي في أغسطس بقيادة “Khosla Ventures”، منصة تحليلات بيانات تتيح للعلامات التجارية تتبع الاستفسارات الشائعة المتعلقة بصناعتها وفهم أدائها في عمليات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

قال جيمس كادوالادر، المؤسس المشارك لشركة “Profound”: “كان البحث التقليدي أحد أكبر الاحتكارات في تاريخ الإنترنت. ولأول مرة، يبدو أن جدران القلعة تتصدع. هذه لحظة انتقالية تشبه الانتقال من الأقراص المدمجة إلى البث المباشر”.

يتطلب البرنامج فهمًا لكيفية ظهور العلامات التجارية في النماذج الفردية. على سبيل المثال، يستخدم “ChatGPT” بحثًا تقليديًا على الويب ثم يقيم المصادر المختلفة لتحديد المعلومات الأكثر صلة بالمستخدم، بما في ذلك تقييم مصداقية وسلطة الموقع الإلكتروني.

قال آدم فراي، قائد بحث “ChatGPT” في “OpenAI”: “يصبح المستخدمون أكثر دقة وتفصيلًا في الأسئلة التي يطرحونها، مثل ‘هل يمكنك العثور على مطعم هادئ لعائلة مكونة من خمسة أفراد في نيويورك’، بدلًا من ‘مطاعم في نيويورك'”.

وأضاف فراي: “الشيء الجديد هنا هو أن لديك طبقة من نموذج ChatGPT، طبقة من الذكاء فوق البحث التقليدي”.

في غضون ذلك، تقوم “Perplexity”، وهي محرك بحث مدعوم بالذكاء الاصطناعي، حاليًا بتجربة “أسئلة” برعاية كمقترحات متابعة بعد استعلام المستخدم.

قال دينيس ياراتس، المؤسس المشارك لـ”Perplexity”: “تفهم نماذج اللغة الكبيرة المزيد من المحتوى ويمكن أن تكون أكثر دقة. يمكنها العثور على التناقضات أو تحديد ما إذا كانت المعلومات مضللة… لذا فهي عملية أكثر شمولًا من مراجعة الروابط”.

وأضاف: “من الأصعب بكثير أن تكون هدفًا لتحسين محركات البحث لأن الاستراتيجية الحقيقية الوحيدة هي أن تكون ذا صلة قدر الإمكان وتقدم محتوى جيدًا”.

اترك رد

Your email address will not be published.