“ديب سيك” يقلب الموازين بتقطير الذكاء الاصطناعي.. كيف تفوق على المنافسين دون أن يشعروا؟
AI بالعربي – متابعات
أثارت شركة “ديب سيك” الصينية الناشئة، حالة من الدهشة والقلق على حد سواء في الشهر الماضي، عندما كشفت عن أحدث نماذجها للذكاء الاصطناعي، وأثبتت قدرتها على تطوير منتجات فائقة بموارد أقل، ما يهدد هيمنة شركات التقنية الغربية.
في الوقت الذي استجابت فيه الأسواق لطفرة “ديب سيك”، سارعت شركات ومسؤولون أميركيون لاتهام الشركة الصينية، بممارسات غير قانونية وعمليات “تقطير” لنسخ “ChatGPT”.. فكيف حدث ذلك؟
مزاعم أميركية
– قالت “OpenAI” إن “ديب سيك” ربما دربت نماذجها من خلال محاكاة استجابة نماذج الشركة الأميركية.
– وصفت الشركة هذا الإجراء بأنه غير مصرح به، حيث تنص شروطها على عدم نسخ خدماتها أو استخدامها لتطوير نماذج منافسة.
– قالت “مايكروسوفت” إن “ديب سيك” استخرجت كميات كبيرة من البيانات عبر واجهة برمجة تطبيقات “OpenAI” خلال الخريف.
البيت الأبيض يعلق
– أكد وجود أدلة على اعتماد الشركة الصينية الناشئة على نتائج نماذج “OpenAI” للمساعدة في تطوير تقنياتها.
– أشار إلى تنفيذ ذلك عبر عملية “التقطير”، حيث يستخدم نموذج ذكاء اصطناعي مخرجات نموذج آخر لأغراض التدريب.
– اتهم مرشح منصب وزير التجارة “هوارد لوتنيك”، “ديب سيك”، بإساءة استخدام التكنولوجيا الأميركية لتطوير نموذج “رخيص للغاية”.
ما التقطير؟
– هو تدريب نماذج أصغر لتقليد سلوك نماذج أكبر وأكثر تطورًا، وتستخدمه شركات عدة تسعى إلى نماذج صغيرة مع أداء قوي.
– تسمح هذه التقنية بالاستفادة من الجودة العالية لنماذج اللغات الكبيرة، مع تقليل التكاليف، فيما يعرف بنماذج “الأستاذ والطالب”.
إمكانات واعدة
– يلعب دورًا كبيرًا في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، من خلال نقل المعرفة من نموذج كبير إلى آخر صغير أكثر كفاءة.
– يشكل حلاً عمليًا لتحديات نشر النماذج الكبيرة، مثل التكاليف المرتفعة والتعقيد، كما يحسن أداء “نماذج الطلاب” في مهام محددة.
– أظهر هذا النوع من التعلم إمكانات هائلة في مجالات تطبيقية مختلفة، بما في ذلك القيادة الذاتية، والتحكم الآلي، والرعاية الصحية.
لماذا تكرهه الشركات الكبيرة؟
– أنفقت الشركات الضخمة مليارات على افتراض أن الأكبر هو الأفضل، لكن نموذج “ديب سيك” يجعل من الصعب تبرير هذه الاستثمارات.
– تعلّم النماذج الرائدة نفسها بكميات هائلة من البيانات، في عملية تستغرق أشهرا عدة وعشرات ملايين الدولارات.
– من خلال التقطير، يمكن تطوير نموذج جيد في غضون أسابيع أو حتى أيام، مقابل أموال أقل كثيرًا.
فارق هائل
– تكلفة تدريب نموذج “v3” الذي يقف خلف مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص بـ “ديب سيك” كانت 5.6 مليون دولار فقط.
– هذا رقم منخفض مقارنة بمليارات الدولارات التي أُنفقت لتطوير “ChatGPT” وأنظمة أخرى معروفة.
لصالح المنافسة
– انخفضت رسوم وصول المطورين إلى نماذج “OpenAI” وغيرها بشكل كبير في العام الماضي.
– وفقًا للمسؤولين التنفيذيين في المجال، فإن التقنية مفتوحة المصدر مثل التي تقدمها “ديب سيك” تعد بخفض التكاليف بشكل أكبر.
الطلب على الطاقة
– يعتقد الخبراء أنه إذا أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر كفاءة، فسيُستخدم بشكل أكبر، وبالتالي سيستمر الطلب على الطاقة في النمو.
معضلة الملكية الفكرية
– في الأساس، طُورت برامج الذكاء الاصطناعي باستخدام بيانات مأخوذة من الآخرين، وواجهت “OpenAI” دعاوى قانونية عدة.
– اتهمت شركات إعلام ومؤلفون وشخصيات مشهورة، الشركة الأميركية، باستخدام مواد محمية بحقوق الطبع والنشر لتدريب نماذجها.
سخرية
– انتقد خبراء ادعاءات “OpenAI” ووصفوها بأنها “مثيرة للسخرية” وترقى لمرحلة “النفاق”، نظرًا للمشاكل القانونية المتراكمة عليها.
– علق خبراء على اتهاماتها لـ”ديب سيك”: “لم تجد الشركة مشكلة في أخذ محتوى أي شخص آخر والادعاء بأنه أمر عادل”.
موقف ديب سيك
– لم تعلق الشركة الصينية مباشرة على الادعاءات الأمريكية، لكنها أقرت بالاعتماد على نماذج مفتوحة المصدر.
– تزعم “OpenAI” أن “ديب سيك” استخدمت نماذجها المغلقة المصدر “لا يمكن الوصول إليها بحرية” بشكل غير مصرح.
ما الخيارات؟
– لم تقدم “OpenAI” أدلة قوية على مخالفات “ديب سيك” المزعومة، والتي يعتبرها خبراء “اتهامات خطيرة”.
– في عملية التقطير “غير المصرح بها” قد يكون من الصعب الكشف عن تفاصيل حول كيفية تدريب النماذج.
– يرى خبراء أن “OpenAI” لن يكون لديها حجة قوية أمام القضاء لأن موادها غير خاضعة لحقوق الطبع والنشر.
معركة في حرب أكبر
– الهجمة الشرسة على الشركة، أثارت مخاوف من أنها قد تقع في قلب الصراع التجاري والتقني المتأزم منذ سنوات بين أمريكا والصين.
– لكن موقف الرئيس “دونالد ترامب” كان أقل تشددًا، وأشاد بالشركة لقدراتها على تطوير برامج متقدمة بتكاليف منخفض.
المزيد قادم
– يتوقع المسؤولون التنفيذيون في مجال التكنولوجيا رؤية المزيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي عالية الجودة المطورة بالتقطير قريبًا.
– بدأ الباحثون في شركة الذكاء الاصطناعي “Hugging Face” في محاولة تطوير نموذج مشابه لـ”ديب سيك” بالفعل.
نسخ ديب سيك
– يزعم باحثون بجامعة كاليفورنيا، بيركلي، أنهم نجحوا في إعادة إنتاج نموذج “R1″ الخاص بـ”ديب سيك” بأقل من 30 دولارًا.
– مع ذلك، تظل النسخة المقلدة بحاجة إلى قوة حاسوبية أكبر بكثير للتحقق من صحتها، ما يكلف الباحثين أكثر من ذلك بكثير.
في حين كانت هناك ردود فعل أميركية مهنئة ومرحبة بإنجاز “ديب سيك”، كانت هناك انتقادات تقلل من حجم ما حققته الشركة الصينية، وتتهمها بالسرقة، ولا شك أن ذلك يندرج تحت سياق الخوف من “التفوق التقني الصيني”.