السايبورج

السايبورج

د. هيا الجوهر

السايبورج هو المعروف بالكائن الحي السيبراني، هو اتحاد أو دمج بين الإنسان وأجزاء إلكترونية أو روبوتية، فيصبح جسده مزيجا من مكونات عضوية حقيقية وآلات دقيقة تساعده على العيش بشكل طبيعي، خصوصا إذا كان يعاني مرضا معينا لا يوجد له علاج.

انظر على سبيل المثال للأشخاص الذين يعانون مشكلات في القلب وتزرع لهم أجهزة تنظيم ضربات القلب ومضخة السكر لدى مرضى السكر وأصحاب الأطراف الاصطناعية كل هؤلاء كائنات حية سيبرانية تم دمج تكوينهم البايولوجي مع الأجهزة ليستطيعوا العيش بشكل طبيعي.

أنت وأنا أصبحنا مع الوقت كائنات سيبرانية دون أن نشعر ولتتأكد من ذلك سأسألك سؤالا هل تستطيع الاستغناء عن هاتفك الذكي ولو لبضع ساعات أو حتى دقائق؟ حتما ستقول الأغلبية العظمى إن لم يكن الجميع: لا، لا نستطيع. إنه رفيقك حتى في نومك ودليلك لكل ما تريد أن تحصل عليه بضغطة زر يجعلك عالما ومثقفا ورحالة تجوب الأرض دون أن تتوه تخيل نفسك دون “جوجل ماب”؟.

لا أحد يستطيع إنكار هذا الواقع الذي نعيشه اليوم إنه ليس خطرا بحتا كما يتخيل البعض بل إنه فتح علمي وحل لبشر يعانون، أول سايبورج معترف به عالميا هو الملحن نيل هاريسون الذي ولد مصابا بعمى الألوان لكن بعد أن تم تركيب شريحة ذكية في دماغه، أصبح قادرا على رؤية الألوان بتحويلها إلى إشارات صوتية ترسلها العدسة للدماغ، وصار يحولها إلى ألحان، بمعنى أنه يستطيع أن يرسم لحنا موسيقيا معينا، بوساطة الألوان على الورق، وبالطبع لا أحد يستطيع سماع هذا اللحن غيره.

ولتجعل عالمة الأعصاب والخبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي من ابنها المصاب بالتوحد والسكري شخصا طبيعيا، قامت بتطوير نظارات “جوجل” الذكية لتمكن ابنها من التعرف على حالة الشخص الذي أمامه هل هو حزين أو فرحان أو غاضب وهذه القدرة يفتقدها المصابون بالتوحد، كما طورت مضخة الأنسولين وربطتها مع عواطف ابنها ونشاطه.

أما الدكتور بيتر سكوت مورجان فبعد إصابته بمرض هزال العضلات العضال الذي بدأ يقضي عليه تدريجيا قرر أن يتحول إلى سايبورج كامل وصمم له “أفتار” يشبهه تماما قبل إصابته بالمرض ويمكنه من الاستجابة للمؤثرات الخارجية باستخدام لغة الجسد الذكية وتقنية تتبع العين للتحكم في أجهزته المتعددة.

وفي مجال الأعمال قامت شركة سويدية تدعى “إبيسنتر” بزراعة رقاقات في أيدي موظفيها بدلا عن البطاقات الممغنطة ومن خلال تلويحة بسيطة بأيديهم يستطيعون فتح الأبواب وتشغيل طابعاتهم وطلب وجباتهم.

Related Posts

عصر “الذكاء الاصطناعي” والفن الموحد: هل يختفي التنوع البصري؟

AI بالعربي – خاص لم يكن مستخدمو منصات توليد الصور يدركون أنهم، وهم يكتبون أوامر نصية قصيرة، يشاركون في إعادة رسم خريطة الذوق البصري العالمي. دراسة حديثة نشرتها منصة Kapwing،…

الذكاء الاصطناعي يقود طفرة غير متوقعة في الطلب العالمي على الطاقة

AI بالعربي – متابعات كشف تقرير اقتصادي حديث أن التوسع السريع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح عاملًا رئيسيًا في زيادة الطلب العالمي على الطاقة. وأشار التقرير إلى أن هذا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات

الذكاء الاصطناعي يشكل اقتصاداتنا.. ما النتائج؟

  • نوفمبر 29, 2025
  • 104 views
الذكاء الاصطناعي يشكل اقتصاداتنا.. ما النتائج؟

الذكاء الاصطناعي يؤجج حرب التضليل الإعلامي

  • نوفمبر 22, 2025
  • 143 views
الذكاء الاصطناعي يؤجج حرب التضليل الإعلامي

الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

  • نوفمبر 10, 2025
  • 229 views
الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

  • نوفمبر 8, 2025
  • 235 views
في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

  • أكتوبر 30, 2025
  • 253 views
“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

  • أكتوبر 12, 2025
  • 395 views
الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر