إيران والصين وكوريا الشمالية يشنون هجمات إلكترونية ضد أميركا باستخدام الذكاء الاصطناعي

0

AI بالعربي – متابعات

أفاد تقرير أصدرته شركة جوجل، الأربعاء، بأن القراصنة من عدة دول، سيما الصين وإيران وكوريا الشمالية، يستخدمون روبوت الدردشة Gemini المدعوم بالذكاء الاصطناعي لتعزيز هجماتهم الإلكترونية ضد الولايات المتحدة.

ووجدت الشركة أن الوصول إلى النماذج اللغوية الكبيرة المتاحة علنًا (LLMs) قد جعل القراصنة أكثر كفاءة، لكنه لم يُحدث تغييرا كبيرا في نوع الهجمات التي يشنونها عادة.

والنماذج اللغوية الكبيرة، هي نماذج ذكاء اصطناعي تم تدريبها باستخدام كميات ضخمة من المحتوى المُنتج سابقًا لاكتشاف أنماط اللغات البشرية. ومن بين الأمور الأخرى، تجعل هذه النماذج قادرة على إنتاج برامج كمبيوتر عالية الأداء وخالية من الأخطاء.

ووجد التقرير أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يسمح بإحداث تغييرات جذرية، بل يسمح لجهات التهديد بالتحرك بشكل أسرع وبحجم أكبر، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يقدم بعض الفوائد للقراصنة ذوي المهارات المنخفضة والعالية على حد سواء.

ومع التطور في هذا المجال، تتوقع جوجل أن يتطور مشهد التهديدات بما يتواكب مع تبني الفاعلين لتقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة في عملياتهم.

وتبدو نتائج جوجل متوافقة مع أبحاث سابقة أصدرتها شركات كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة مثل OpenAI و Microsoft، التي وجدت فشلًا مشابهًا في تحقيق استراتيجيات هجومية جديدة للهجمات الإلكترونية باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي العامة.

ووضح التقرير أن جوجل تعمل على تعطيل نشاط الفاعلين في مجال التهديدات عند تحديدهم.

هل تغيرت اللعبة؟

يقول آدم سيغال، مدير برنامج السياسة الرقمية والفضاء السيبراني في مجلس العلاقات الخارجية، لشبكة “صوت أميركا” إن الذكاء الاصطناعي، حتى الآن، لم يكن نقطة تحول للقراصنة الهجوميين، لكنه يسرع بعض الأمور.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمنح الجهات الأجنبية قدرة أفضل على صياغة رسائل التصيد الإلكترونية واكتشاف بعض الشفرات.

لكن هل سيتغير ذلك في المستقبل؟ يجيب سيغال أن الأمر غير واضح، كما أن من غير الواضح ما إذا كانت التطورات المستقبلية في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستفيد الأشخاص الذين يبنون الدفاعات ضد الهجمات الإلكترونية أو الفاعلين في التهديدات الذين يحاولون هزيمتهم.

واتفق كاليب ويذرز، الباحث المساعد في مركز الأمن الأميركي الجديد، مع سيغال قائلاً إنه من المحتمل أن نشهد نوعًا من سباق التسلح، مع تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأمن السيبراني الهجومي والدفاعي. ومع ذلك، من المرجح أن يتوازن الطرفان في النهاية، حسب قوله.

فئات التهديدات

يقسم تقرير شركة غوغل الأنواع المختلفة من الجهات الفاعلة في التهديدات التي تم ملاحظتها باستخدام خدمة Gemini إلى فئتين رئيسيتين.

التهديدات المستمرة المتقدمة والتي تعرف اختصارا بـ APT والتي تشير إلى أنشطة القرصنة المدعومة من الحكومات، بما في ذلك التجسس الإلكتروني والهجمات المدمرة على شبكات الكمبيوتر.

والفئة الثانية، تهديدات العمليات المعلوماتية، والتي تعرف اختصارًا بـIO والتي تحاول التأثير على الجمهور عبر الإنترنت بطريقة خادعة ومنسقة.

تشمل الأمثلة، الحسابات الوهمية التي تخفي هويات المستخدمين، والهجمات المنظمة عبر الإنترنت التي تهدف إلى تغيير تصورات الجمهور عبر الإنترنت.

استخدام Gemini من قبل إيران كان الأوسع في كلا الفئتين، من خلال استخدم هذه التكنولوجيا لمجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك جمع المعلومات عن الأفراد والمنظمات، والبحث عن الأهداف وثغراتها، والترجمة وإنشاء المحتوى لحملات الإنترنت المستقبلية.

في حين استخدم القراصنة المدعومون من الحكومة الصينية Gemini لأكثر من 20 مرة في مهام مثل التعرف على الأهداف، وكتابة النصوص وتطويرها، وطلب الترجمة وشرح المفاهيم التقنية، ومحاولة الوصول الأعمق إلى الشبكة بعد الاختراق الأولي.

أما الجهات الفاعلة المدعومة من كوريا الشمالية، فقد استخدمت Gemini مثل إيران والصين، لكنها كانت تحاول أيضًا استغلال الخدمة في جهودها لوضع عمال تكنولوجيا المعلومات السريين في الشركات الغربية لتسهيل سرقة الملكية الفكرية.

العمليات المعلوماتية

كانت إيران أيضًا المستخدم الأكبر لخدمة Gemini في فئة التهديدات المعلوماتية، حيث شكلت 75% من الاستخدامات المكتشفة. واستخدم قراصنة إيران الخدمة لإنشاء المحتوى وتعديله بهدف التأثير على الرأي العام، وكذلك لتكييف ذلك المحتوى مع جمهور مختلف.

أما الجهات الفاعلة في العمليات المعلوماتية من الصين فقد استخدموا الخدمة بشكل أساسي لأغراض البحث، للاطلاع على المسائل التي تهم الحكومة الصينية.

في حين كان القراصنة الروس أكثر شيوعًا في استخدام Gemini في سياق العمليات المعلوماتية، حيث استخدموها ليس فقط لإنشاء المحتوى ولكن أيضًا لجمع معلومات حول كيفية إنشاء واستخدام روبوتات الدردشة الذكية عبر الإنترنت.

دعوة للتعاون

كتب كينت ووكر، رئيس الشؤون العالمية لشركة جوجل وشركة الأم “ألفابيت”، منشورًا، الأربعاء، على مدونة الشركة للإشارة إلى المخاطر المحتملة التي يشكلها الفاعلون في التهديدات الذين يستخدمون نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة بشكل متزايد، ودعا الحكومة الفيدرالية “للتعاون معًا لدعم أمننا الوطني والاقتصادي.”

وكتب ووكر “أميركا تتصدر سباق الذكاء الاصطناعي – لكن تفوقنا قد لا يدوم”.

وأكد ووكر أن الولايات المتحدة بحاجة للحفاظ على تفوقها الضيق في تطوير التكنولوجيا التي تُستخدم لبناء أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا.

بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أنه يجب على الحكومة تسريع قواعد الشراء لتسهيل “اعتماد الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والتقنيات الأخرى التي تغير قواعد اللعبة” من قبل الجيش الأميركي ووكالات الاستخبارات، وأيضًا لتأسيس شراكات للدفاع السيبراني بين القطاعين العام والخاص.

اترك رد

Your email address will not be published.