تقرير مستقبل الوظائف لعام 2025: الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل سوق العمل
وفقًا لتقرير “مستقبل الوظائف لعام 2025” الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، يتوقعُ غالبيةُ أصحاب العمل أن يُؤثّر توسّع نطاق الوصول الرقمي على أعمالهم أكثر من أيّ اتجاه كُلّي آخر.
ويُعدّ هذا الوصول الرقمي المُتزايد مُمكّنًا حيويًا للتكنولوجيات الجديدة التي لديها القدرة على تحويل أسواق العمل.
ومن المُقرّر أن يكون لثلاث تقنياتٍ على وجه الخصوص التأثيرُ الأكبر وهي: الروبوتات والأتمتة، وتكنولوجيا توليد الطاقة وتخزينها، والذكاء الاصطناعي ومعالجة المعلومات.
الوظائف الأسرع نموًا
أجرى التقرير مسحًا شمل أكثر من ألف شركة حول العالم، تمثل 22 قطاعًا صناعيًا وتضمّ أكثر من 14 مليون عامل، وذلك بهدف استكشاف سوق العمل واستشراف أهم التطورات التي تتوقعها المؤسسات بين الآن وعام 2030.
ووفقًا لآراء المديرين التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع، فإنّ أسرع ثلاث وظائف نموًا من حيث النسبة المئوية هي: متخصصو البيانات الضخمة، ومهندسو التكنولوجيا المالية، والمتخصصون في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
وتوقع 86% من المشاركين في الاستطلاع أن تُحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجة المعلومات تحولًا في أعمالهم بحلول عام 2030.
الوظائف الأسرع نموًا
- متخصصو البيانات الضخمة
- مهندسو التكنولوجيا المالية
- متخصصو الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة
- مطوّرو البرمجيات والتطبيقات
- متخصصو إدارة الأمن
- متخصصو تخزين البيانات
- متخصصو المركبات ذاتية القيادة والكهربائية
- مصمّمو واجهات وتجربة المستخدم (UI/UX)
- سائقو الشاحنات الخفيفة أو خدمات التوصيل
- متخصصو إنترنت الأشياء
- محلّلو وعلماء البيانات
- مهندسو البيئة
- محلّلو أمن المعلومات
- مهندسو DevOps
- مهندسو الطاقة المتجددة
الوظائف الأقل نموًا
يحتلّ مُطوّرو البرمجيات والتطبيقات المرتبة الرابعة في القائمة، في حين تسهم التوجهات التكنولوجية والعوامل الجيوسياسية في بروز المتخصصين في إدارة الأمن ضمن الخمسة الأوائل.
وقد أدّى التحوّل نحو الاقتصاد الأخضر والاعتماد المتزايد على تقنيات توليد الطاقة وتخزينها إلى وضع أدوار وظيفية مثل المتخصصين في المركبات ذاتية القيادة والكهربائية ومهندسي الطاقة البيئية والمتجددة ضمن قائمة أسرع خمس عشرة مهنة نموًا.
انخفاض الوظائف مع تغير سوق العمل
يُفيد التقرير بأن 78 مليون فرصة عمل جديدة ستتوفر بحلول عام 2030، من خلال رفع مستوى المهارات لإعداد القوى العاملة.
وسيُساهم الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات وحدهما في خلق 11 مليون وظيفة، مقابل إحلالهما محلّ 9 ملايين وظيفة.
وفي المقابل، من المُرجّح أن تُؤدّي الروبوتات والأتمتة إلى فقدان 5 ملايين وظيفة إضافية مقارنةً بالوظائف التي ستُنشئها.
وتتوقّع الشركات أن تُؤدّي هذه التوجهات إلى انحسار كبير في بعض الأدوار الوظيفية، بما في ذلك مختلف الوظائف الكتابية، مثل أمناء الصندوق وموظفي بيع التذاكر، فضلًا عن المساعدين الإداريين وعمال الطباعة والمحاسبين والمُدقّقين.
ويُشير التقرير إلى أن 39% من المهارات الأساسية المطلوبة للعمال من المُتوقّع أن تتغيّر بحلول عام 2030، كما يُتوقّع أن تنمو أهمية المهارات التكنولوجية بوتيرة أسرع من أي مهارات أخرى خلال السنوات الخمس القادمة.
وعليه، ستُشكّل برامج التعلّم المُستمر ورفع مستوى المهارات وإعادة التدريب أولوية مُستمرة لأصحاب العمل من الآن وحتى نهاية العقد.
ضرورة التحرك العاجل
تتطلب مواجهة التغيرات الكبيرة تحركًا عاجلًا ومشتركًا من الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية.
وتتضمن الأولويات سدّ الفجوات في المهارات، والاستثمار في برامج إعادة التدريب، وتوفير مسارات وظيفية نحو المجالات سريعة النمو.
ومن خلال التركيز على استراتيجيات انتقال وظيفي عادلة وشاملة ودعم العمّال، يمكن بناء قوة عاملة عالمية مرنة وقادرة على التكيف ومؤهلة للنجاح في وظائف المستقبل.