“قمة المليار متابع 2025”.. الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا غير مسبوقة أمام صنَّاع المحتوى
AI بالعربي – متابعات
اختتمت فعاليات النسخة الثالثة من “قمة المليار متابع” مساء أمس الاثنين، وقد انطلقت يوم السبت الماضي واستمرت فعالياتها على مدار ثلاثة أيام شهدت خلالها أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى، والتي نظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، تحت شعار “المحتوى الهادف”.
وشارك في القمة أكثر من 15 ألف صانع محتوى ومؤثر وأكثر من 420 متحدثًا و125 رئيسًا تنفيذيًا وخبيرًا عالميًا من أبرز المؤثرين والخبراء في العالم، وشهدت تدشين أكبر وأغلى جائزة عالمية لصناع المحتوى الهادف بقيمة مليون دولار، ما يمثل حافزًا كبيرًا لتقديم الأفكار الملهمة والمساهمة في خدمة المجتمعات.
وقدّمت “قمة المليار متابع أكثر” من 340 جلسة رئيسة وطاولة مستديرة وحوارًا تفاعليًا وورشة عمل ومناظرة. إذ جمعت النسخة الثالثة من “قمة المليار متابع” كبرى منصات السوشيال ميديا العالمية، مثل: سناب شات، وإكس، ويوتيوب، وتيك توك، ولينكد إن، وشركة ميتا “فيسبوك، وإنستغرام، وواتساب”، مع جمهور “قمة المليار متابع”، لمناقشة مستقبل القطاع ودعم صنَّاع المحتوى والمؤثرين للوصول إلى أوسع شريحة من الجمهور.
وأكد الأمين العام السابق لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، جمال بن سيف الجروان، خلال تصريحات صحفية: “إن بلاده الإمارات تبنت سياسات استراتيجية لجعل التكنولوجيا جزءًا أساسيًا من اقتصادها الوطني، من خلال الاستثمار في التحول الرقمي لتحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف وزيادة الشفافية، ما يعزز قدرتها التنافسية عالميًا، وذلك من خلال مبادرات مثل الحكومة الذكية والهوية الرقمية، بالإضافة إلى تعزيز التجارة الإلكترونية عبر منصات كبرى ودعم الشركات الناشئة المهتمة بالذكاء الاصطناعي، وتطوير المدن الذكية، من أجل المساهمة في بناء اقتصاد رقمي متكامل.
وقال خبير التطوير التكنولوجي، هشام الناطور، في تصريحات صحفية حول القمة، إن صناعة المحتوى لديها إمكانات هائلة حتى تكون أساسًا اقتصاديًا جديدًا بالدول العربية حال دعمها بشكل أكبر؛ إذ تعدُّ جزءًا أساسيًا من الاقتصاد الرقمي الذي أصبح محركًا للنمو بالعصر الحديث، خاصة في آخر عشر سنوات مع طفرة السوشيال ميديا وحتى الوصول للذكاء الاصطناعي والخوارزميات، إضافة إلى المنصات الرقمية وإنشاء المحتوى المحلي.
وشاركه الرأي استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات فيG&K ، عاصم جلال، حين أكد في تصريحات صحفية أيضًا حول القمة بحسب “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن المحتوى العربي يشهد نموًا ملحوظًا وتضاعف حجمه مقارنة بالسنوات السابقة، على الرغم من أنه أصبح يشكل نحو 3% فقط من إجمالي المحتوى الرقمي العالمي، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية تمتلك الكثير من المقومات التي تمكنها من دعم نمو قطاع المحتوى الرقمي، معددًا تلك المقومات، ومنها تنامي الجمهور الرقمي وتزايد أعداد المتعلمين ومستخدمي التكنولوجيا، وتطوير أدوات ذكاء اصطناعي باللغة العربية لدعم إنتاج المحتوى بشكل مكثف، إضافة إلى إطلاق منصات تمويل جماعي لدعم مشاريع المحتوى الرقمي المبتكرة.
الذكاء الاصطناعي وتطوير صناعة المحتوى
استعرضت جلسات فعاليات “قمة المليار متابع” 2025، كيفية الاستفادة من الإمكانات التي يُتيحها الذكاء الاصطناعي لتطوير صناعة المحتوى، واستثمار أدواته لتحسين جودة المحتوى ومساعدة المبدعين على تحقيق مزيد من الانتشار والتأثير.
وأكد المتحدثون في الجلسات أن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا غير مسبوقة أمام صنَّاع المحتوى؛ إذ استبعدت مارينا موجيلكو، صانعة المحتوى ورائدة أعمال في وادي السيليكون خلال جلسة بعنوان “من 8 ساعات عمل إلى 4 ساعات بفضل الذكاء الاصطناعي”، أن يؤثر الذكاء الاصطناعي في الوظائف البشرية في المستقبل القريب، داعية إلى “الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بدلًا من إشغال أنفسنا بالخوف منه”. وأضافت أن على البشر الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي التي توفر الوقت والجهد، وتمكننا من قضاء أوقات أطول مع الأسرة وممارسة اهتمامات أخرى.
وتطرقت خلال الجلسة إلى عدد من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها في عملها كصانعة محتوى، والتي تسهم في إنتاج محتوى أكبر بمجهود أقل، ومنها أداة لتسجيل صوتها الشخصي لإعادة استخدامه دون الحاجة للتفرغ للتسجيل في كل مرة، ومنها استخدام “تشات جي بي تي” في ابتكار أفكار وكتابة نصوص، واستخدام تطبيق جاما لصناعة فيديوهات تعليمية.
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي صنَّاع المحتوى؟
وقدَّم روكس كودز، مطور البرمجيات والشريك المؤسس لمنصة فلايت كاست، عددًا من الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لمساعدة صناع المحتوى في إنتاج وإدارة محتواهم بشكل احترافي. وعرض خلال جلسة بعنوان “106 أدوات ذكاء اصطناعي خلال 10 دقائق”، أداة لكتابة الفقرات التعريفية لمقاطع الفيديو، وأخرى لحذف المقاطع الخالية من الصوت داخل المقاطع، وأخرى تُستخدم للتركيز على أشياء معينة ككلمات أو لقطات داخل الفيديو.
أدوات ذكاء اصطناعي لتوليد الصور والنصوص
كما عرض أدوات ذكاء اصطناعي لتوليد الصور والنصوص، وأخرى لجعل مقطع الفيديو الواحد ناطقًا بأكثر من لغة، وثالثة للعثور على أي لقطة يُراد الوصول إليها داخل الفيديو بسهولة. وعرض كذلك أداة لصناعة وتحرير البودكاست بشكل آلي، إضافة إلى أداة تستطيع حذف الخلفيات من مقاطع الفيديو، وأخرى لإرفاق صور وألعاب داخل المقاطع.
10 أضعاف الإبداع في مقاطع الفيديو مع الذكاء الاصطناعي
واستعرض بول باكوس، رائد الأعمال ونائب الرئيس التنفيذي للمنتجات وأدوات صانعي المحتوى لدى Spotter، في جلسة بعنوان “10 أضعاف الإبداع في مقاطع الفيديو مع الذكاء الاصطناعي”، جهود المنصة في تمكين صانعي المحتوى عبر “يوتيوب”، مسلّطًا الضوء على أهمية جعل الإبداع مستدامًا.
صناعة الفيديو بواسطة الذكاء الاصطناعي
وفي جلسة “إتقان صناعة الفيديو بواسطة الذكاء الاصطناعي” استعرض صانع المحتوى هاشم الغيلي، خطوات عملية إنشاء الفيديو بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أهمية التكامل بين التكنولوجيا والإبداع البشري لإنتاج محتوى متنوع وثري بسرعة وكفاءة، وتقديم تجارب أكثر تفاعلًا وجاذبية، والوصول إلى جمهور أكبر، مما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع والابتكار.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي مكمل للإبداع البشري وليس بديلًا عنه في صناعة المحتوى، بفضل قدرته على أداء العديد من المهام، مثل البحث عن الأفكار، وكتابة النصوص، وصولًا إلى مختلف عمليات إنتاج الفيديو، مشددًا على أهمية المحافظة على اللمسة الإنسانية التي تساعد المبدعين وصناع المحتوى على إنتاج محتوى أصيل ومؤثر، يحافظ على أصواتهم المميزة، ويعزز من علاماتهم التجارية، وقدرتهم على استقطاب الجماهير.
فائزون بجوائز القمة يثمنون دور “الذكاء الاصطناعي”
بدوره قال سايمون سكويب، الفائز بجائزة “قمة المليار متابع”، إنه يطمح إلى مواصلة إلهام الآخرين من خلال مشاريع مبتكرة، موضحًا أن من بين أبرز أفكاره المستقبلية إطلاق منصة HealthBank.com، التي تُتيح للناس تخصيص 4 دقائق يوميًا لمساعدة الآخرين. وأوضح أن نجاح المؤثر في جذب الجمهور عبر تقديم محتوى هادف ليس سهلًا في الوقت الذي يزدحم فيه الفضاء الافتراضي، بل هي رحلة تتطلب الإبداع والجهد والقدرة على بناء علاقة حقيقية مع الجمهور.
وحصد سكويب جائزة “قمة المليار متابع”، وهي الجائزة الأكبر عالميًا لصناعة المحتوى الرقمي. وتهدف الجائزة إلى تشجيع صناعة المحتوى الذي يترك بصمة إيجابية ويغير المجتمعات نحو الأفضل.
#فيديو | #لطيفة_بنت_محمد تكرم سايمون سكويب من #المملكة_المتحدة الفائز بجائزة المليون دولار في #قمة_المليار_متابع @simonsquibb#صحيفة_الخليج pic.twitter.com/ff5odjQIja
— صحيفة الخليج (@alkhaleej) January 13, 2025
وأكد رامي سعد، الشريك المؤسس لمنصة “هيلو أيه آي”، الحائزة على دعم وتمويل ضمن برنامج “الاستثمار مع صناع المحتوى”، أن المنصة تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل التعاون بين العلامات التجارية والمؤثرين، لا سيما المؤثرين الناشئين الذين يتراوح عدد متابعيهم بين 500 و200 ألف.
وصرح باسم الخشن، ممثل شركة “بنسل”، الفائز الثاني في مسابقة البرنامج بقيمة مليون دولار، إن الشركة تركز على التوسع في الأسواق الإقليمية والعالمية، مع خطط مستقبلية لدخول السوق الكوري، مؤكدًا أن التمويل سيسهم في تسريع تطوير خدمات الشركة الرقمية، وأن المشاركة في القمة وفرت فرصة للقاء أكثر من 12 مستثمرًا خلال فعاليات “Speed Networking”، ما ساعد الشركة على تحسين طريقة عرض مشروعها وتقليل الوقت اللازم لشرح الفكرة من 10 دقائق إلى دقيقة واحدة فقط.
افتتاح أول مقر للمؤثرين في الإمارات
افتتح “مقر المؤثرين” الذي يجمع المؤثرين من صنَّاع المحتوى الرقمي ورواد اقتصاده من مختلف دول العالم أعماله، ضمن “قمة المليار متابع”، بهدف تعزيز تأثيرهم وتطوير أعمالهم للمساهمة في استدامة اقتصاد صنَّاع المحتوى والنهوض بإمكاناته وآفاقه المستقبلية، حيث يهدف “مقر المؤثرين” إلى استقطاب 10 آلاف مؤثر لدولة الإمارات في المرحلة المقبلة.
ويجسّد “مقر المؤثرين” حاضنة عالمية لرواد صناعة المحتوى والمؤثرين واقتصاد المحتوى من مختلف أنحاء العالم، وتم تجهيزه لاستضافة أكثر من 300 فعالية وورشة عمل سنويًا. ويقدم “مقر المؤثرين” خدمات حصرية لأعضائه، تشمل إجراءات التقدم للحصول على الإقامة الذهبية، ودعم الانتقال إلى الإمارات، والمساعدة في تأسيس الشركات، وذلك ضمن جهوده في تمكين صنَّاع المحتوى من توسيع نطاق تأثيرهم، وتطوير مهاراتهم ونجاح تجاربهم في صناعة المحتوى الرقمي.