هل يكون صانعو الذكاء الاصطناعي أول ضحاياه؟

12

AI بالعربي – متابعات

قد يكون العاملون في مجال البرمجة هم الأقرب لخسارة وظائفهم نتيجة تطور الذكاء الاصطناعي بعدما وجدت أبحاث أن 62% من الأكواد البرمجية المسجلة في مكتبة “جيت هب Github” خلال 2023 كانت من صنع الآلة. على الرغم من ذلك، يرى البعض أن هذا التطور قد يحمل جانبًا إيجابيًا عبر تخفيف الأعباء البشرية، مع إمكانية أن تصبح الآلات مصدر تمويل للحكومات لدعم المتضررين من فقدان وظائفهم.

وقال محمد جودت، الرئيس التنفيذي السابق لقطاع الأعمال في شركة “جوجل إكس”، إن الذكاء البشري لطالما كان العنصر الأساسي للتفوق في مجال العمل وهو ما يجعل الأذكياء أكثر عرضة لخسارة وظائفهم نتيجة لتطور الذكاء الاصطناعي. وأضاف “خلال سنتين أو ثلاث على أقصى تقدير ستكون كل أكواد البرامج مكتوبة بالذكاء الاصطناعي”.

وأظهر تحليل نشره صندوق النقد الدولي في مطلع العام الحالي أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على نحو 40% من الوظائف العالمية، وأنه سيكون أكثر تأثيرًا على الاقتصادات المتقدمة، في حين توقع تقرير نشره المنتدى الاقتصادي العالمي أواخر العام الماضي فقدان ما يصل إلى 26 مليون وظيفة لصالح هذه التقنية.

وأشار إلى أن الحكومات قد تضطر إلى دفع رواتب للمواطنين فيما يُعرف باسم “الدخل الأساسي الشامل” دون أن يكون لهم دور في العمل والإنتاج في ظل عدم قدرة أي اقتصاد على تحمل معدل بطالة يصل إلى 30% أو 40%، مقترحًا أن تأتي هذه الرواتب من الذكاء الاصطناعي نفسه دون طباعة المزيد من الأموال تفاديًا لتفاقم التضخم المرتفع بالفعل.

ضريبة على الذكاء الاصطناعي

يقترح جودت فرض ضريبة تصل إلى 80% على الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بدلاً من البشر، لكنه حذر من أن ذلك يضعنا أمام سيناريو من اثنين: إما أن الشركات ستحجم عن استخدام الذكاء الاصطناعي وهو ما سيضر بمسيرة تطوره، أو أنها ستتحايل على الضريبة بنقل أعمالها إلى دول لا تفرض مثل تلك الضريبة وفي كلتا الحالتين سيخسر الاقتصاد.

وقال: “مصلحة الحكومة اليوم هي تشجيع تطور الذكاء الاصطناعي وفي نفس الوقت تشجيع الاستعداد لوجوده وهذه معضلة”.

الحفاظ على الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي

قال كارستن جونغ، كبير خبراء الاقتصاد بمعهد بحوث السياسات العامة بالمملكة المتحدة، إن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيؤدي لاضطرابات كبيرة بسوق العمل لكنه قد يعزز أيضًا النمو الاقتصادي.

أضاف في سياق تقرير نشره المعهد في مارس الماضي أن “مسألة تقويض الوظائف ليست حتمية” حيث تعتمد على تبني الحكومة والشركات والنقابات العمالية لاستراتيجية تضمن إدارة التكنولوجيا الجديدة بما لا يؤثر على الوظائف.

ويقول جودت إن هناك 3 مهارات مهمة للغاية للحفاظ على الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي؛ الأولى هي “تعلم الذكاء الاصطناعي نفسه… وأفضل طريقة لتعلمه هي تجربته ومن اليوم”.

لكنه أكد أيضًا على أهمية مهارة التواصل الإنساني والتعامل مع البشر، فمع سيطرة الذكاء الاصطناعي في المستقبل على معظم الوظائف التي تحتاج للذكاء سنحتاج للتفوق في جانب التعامل مع البشر.

“وظيفة الكاتب مثلاً هي أن يجمع أفكارًا ويضعها على الورق أو في صيغة رقمية وينشرها للناس. لو الكاتب يضع الأفكار دون تواصل مع محيطه فأؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيكتب كتباً أفضل من أي أحد”، وفقًا لما قاله جودت.

كما حذر جودت من أن الذكاء الاصطناعي على مدار السنوات العشر الماضية تعلم كيفية خداع البشر، بخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. وبالتالي مع ظهور تقنيات التزييف العميق والأدوات التي تسمح للناس بالخداع على نطاق واسع يصبح أهم شيء في الوقت الحالي هو التمييز بين الحقيقة والكذب، بين الشخص الحقيقي وبين الشخص المصنوع بالذكاء الاصطناعي. وهذه هي المهارة الثالثة التي نحتاجها.

اترك رد

Your email address will not be published.