هل يتسبب الذكاء الاصطناعي في تدمير التصوير الفوتوغرافي أم يُحدث فيه ثورة فنية؟

4

AI بالعربي – متابعات

طرح موقع أميركي متخصص في التصوير قضية للمناقشة حول الذكاء الاصطناعي، ودوره في التصوير الفوتوغرافي، وتساءل: هل سيُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في التصوير الفوتوغرافي أم سيُدمِّره؟

وعلى موقع “إف ستوبرز” المتخصص بفن التصوير وأخباره وقضاياه يناقش المصور والكاتب الأميركي، جاستون تيدفورد، القضية، ويطرح أربعة عناصر رئيسية للمناقشة، هي: الأمان الوظيفي للمصور.

يقول “تيدفورد”: لكي نكون واقعيين، فإن الذكاء الاصطناعي سيجعل الأمان الوظيفي أكثر تحديًا بالنسبة لبعض المصورين، ولكن ليس لجميع المصورين؛ فقد يلجأ بعض العملاء الذين يطلبون صورًا إلى الذكاء الاصطناعي لتكوين تلك الصور؛ وذلك من أجل توفير النفقات، فيما سيظل عملاء آخرون يعتمدون على المصور الإنسان، حتى مع مطالبتهم باستخدام الذكاء الاصطناعي”.

وقد خلصت المناقشة إلى أن المصورين الذين سينجحون في عصر الذكاء الاصطناعي سيكونون أولئك الذين يتعلمون التكيف مع الذكاء الاصطناعي أو تبنيه، سواء كانوا هواة أو محترفين؛ وبالتالي الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا لفن التصوير والمصورين، بل فرصة للنمو والابتكار.

هل الذكاء الاصطناعي يعوق الإبداع؟

وبحسب “تيدفورد”، هناك من يقول إن الذكاء الاصطناعي سيعيق نمو الإبداع؛ إذ يمكن له إنشاء صور بناء على أفكار موجودة، ودمجها في صور جديدة.

ويرد الكاتب قائلاً: بالرغم من أن هذا صحيح، فإن إنشاء الصور سيظل يتطلب بعض الإبداع؛ إذ سيتعين على الإنسان التفكير في الصورة التي يريد إنشاءها والتعبير عنها بوضوح؛ حتى ينتج الذكاء الاصطناعي الصورة التي تتخيلها.

جانب آخر من قضية الإبداع

وبالرغم من أن الذكاء الاصطناعي يكافح وينشئ الصور لكن أكبر المخاوف هو أن تفتقر هذه الصور إلى الأصالة، والتشكيل الفني عبر رؤية؛ فهذه العناصر الأساسية في أي عمل فني تحتاج لإنسان فنان ومصور مبدع، يتمتع برؤية وعمق ولمسة شخصية، وليس مجرد خوارزمية.

وفي النهاية، لن يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على هزيمة الإبداع، أو إضافة رؤية شخصية إلى صورك!

الاعتماد على التكنولوجيا

يُحذر “تيدفورد” من ضرر الاعتماد على التكنولوجيا فيما يتعلق بمهاراتنا، ويقول: “يقضي المصورون آلاف الساعات والسنوات في إتقان الحرفة وتقنياتها، ويتم بناء المهارات بمرور الوقت من خلال التجريب والفشل والنجاح”.

وبحسب التقرير، فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضر بمهاراتنا إذا سمحنا له بذلك، مع إدخال الكثير من عمل الآلة في منصات تحرير الصور لدينا؛ ولهذا لا يجب أن يسمح المصورون للآلة والذكاء الاصطناعي باتخاذ القرارات نيابة عنا، حتى لو كان الهدف هو تسريع أوقات التحرير لدينا.

أما إذا سمحنا للذكاء الاصطناعي بالقيام بكل شيء نيابة عنا فسنبدأ في نسيان المهارات التي طورناها، وقد نفقد مهارات حاسمة في عملنا.

تشبُّع سوق التصوير بسبب الذكاء الاصطناعي

بحسب “تيدفورد” فإن الخوف الأساسي لدى المصورين هو سهولة استخدام الذكاء الاصطناعي، وتضخيم حجم المحتوى من الصور التي يتم إنشاؤها عبر هذه التقنية.

وبحسب التقرير فإن هذا الأمر لم يحدث عندما ظهرت الكاميرا الرقمية، حين درسها المصورون، وفهموا عملها، وطوروا عملهم عبرها.. ومن لم يفعلوا ذلك خرجوا من سوق العمل. والأمر نفسه ينطبق على الذكاء الاصطناعي؛ فلو تمسَّك المصورون بالماضي، ورفضوا احتضان المستقبل، فسوف يخرجون من المجال بسبب أفعالهم الخاصة، وليس بسبب الذكاء الاصطناعي.. فعلى المصورين تبنِّي الذكاء الاصطناعي، وإجادة استخدامه، وتطويعه لعملهم.

اترك رد

Your email address will not be published.