هل بات العالم مستعدًا لتطوُّر الذكاء الاصطناعي القادم؟
AI بالعربي – خاص
يكتب العالم والمتخصصون والصحفيون كل يوم حول تطوُرات الذكاء الاصطناعي، وفأصبح كل قارئ ومطَّلع مشدوه إلى ما يقدِّمه هذا الابتكار الذي لم عد جديد، وبات ستفحل دوره تارة، وتوغَّل الأخرى. فصارت تسؤالات تتردد حول مقدار حجمه، كيف سيكون شكله، وما الدور الذي سيؤول إليه، حتى واجهنا هذه الآونة سؤالاً جديدًا أور بما ليس اعتياديًا من نوعه:
“هل بات العالم مستعدًا لتطوُّر الذكاء الاصطناعي القادم؟”
واقع التطوُّر
ما نعلمه وماندركه أنَّ أصل التطوُّر هو تقديم طفرة جديدة يتسع دورها، وهذا يجعل متلقِّي هذا التطور أو معاصره، يشعر بفارق. لكن في حالنا هذه بدت الأسئلة أكثر تطوُّرًا، بخصوص وضع مُبهم، بشكل قد بدا يخالطه الارتياب في أجواء من الأحدايث حول التطوُّر المنتظر؛ لينشأ السؤال السالف ومثيله.
ها هو الذكاء الاصطناعي، يتعامل مع إنشاء وكلاء أذكياء، كأنظمة يمكنها التفكير والتعلم والتصرف بشكل مستقل، وتتناول أبحاثه مسألة كيفية إنشاء أجهزة حاسوب قادرة على اتباع سلوك ذكي، والعمل ضمن المجالات المختلفة، مثل التعرف على الصور والتعرف على الصوت ومعالجة اللغة الطبيعية، والطب، حل المشكلات أو التعرف على الأنماط. الشكل الذي أضحى تطوُّرًا وصيتًا وذي سُمعة بين القُرَّاء حتى غير المتعرِّضين بشكل مباشر معه.
هل بات العالم حقًّا غير مهيَأً؟
أفاد خبير وباحث متخصص في مجال الذكاء الاصطناعي بأن العالم غير مهيأ لمواجهة التحديات والتطورات الكبيرة المرتقبة في هذا المجال. تأتي هذه التصريحات كإنذار جديد حول سرعة تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي قد تفوق قدرة المجتمعات على التكيف معها.
وفي تقرير لجريدة “إندبندنت” البريطانية، نقلت وسائل إعلام تحذيرات مايلز برونداج الباحث والخبير في شركة (OpenAI) المطورة لبرنامج “تشات جي بي تي” كان قد عمل في شركة “أوبن إيه آي” قبل مغادرته، حيث أشار إلى أن “العالم ليس مستعداً للذكاء الاصطناعي العام، أو النقطة التي يصبح فيها الذكاء الاصطناعي بنفس كفاءة العقول البشرية”. هذه الكلمات تعكس القلق المتزايد حول كيفية تأثير هذه التقنيات المتطورة على حياتنا اليومية والمجتمعات ككل.
تنبُّؤات وتوصيات.. تقرير أمريكي حول مستقبل الذكاء الاصطناعي
يرى المطلعون والمحتكُّون بشكل مباشر بسياسة رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي، بأنَّتنه سيكون ذي دور داخل العديد من مجالات السياسة العامة، من التعليم وشبكة الأمان الاقتصادي إلى الدفاع والحفاظ على البيئة والعدالة الجنائية، فرصًا جديدة وتحديات جديدة مدفوعة بالتقدم المستمر للذكاء الاصطناعي. هذا بحسب تقرير صدر عن المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا، التابع للرئاسة الأمريكية، في أكتوبر 2016، بعنوان : “الاستعداد لمستقبل الذكاء الاصطناعي REPARING FOR THE FUTURE OF ARTIFICIAL INTELLIGENCE”. فأكَّد على ضرورة استمرار الحكومة في بناء قدرتها على فهم هذه التغيرات والتكيف معها، مع استمرار تطور تقنية الذكاء الاصطناعي، يجب على الممارسين ضمان أن الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي قابلة للحكم؛ وأن تكون مفتوحة وشفافة وقابلة للفهم؛ وأن تعمل بشكل فعال مع الناس؛ وأن تظل عملياتها متسقة مع القيم والطموحات البشرية. لقد زاد الباحثون والممارسون من اهتمامهم بهذه التحديات، ويجب أن يستمروا في التركيز عليها.
وتطلَّعت الطموحات نحو أنَّه يمكن أن يساعد تطوير ودراسة الذكاء الاصطناعي في فهم وتقدير ذكائنا البشري بشكل أفضل. إلَّا أنَّ توصيَّات جاءت تشدد على ضرورة استخدامه بحذر، حينها من الممكن أن يعزز الذكاء الاصطناعي ذكائنا، مما يساعدنا في رسم مسار أفضل وأكثر حكمة إلى الأمام.
مستقبل تقني أم استثماري؟
واجهت شركة “OpenAI” في الآونة الأخيرة العديد من التساؤلات بشأن استراتيجياتها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ومدى تركيزها على معايير السلامة. تأسست الشركة كمنظمة غير ربحية بهدف البحث في كيفية تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل آمن، لكن النجاح الباهر الذي حققه برنامج (ChatGPT) جذب استثمارات ضخمة وخلق ضغوطًا للتوجه نحو تحقيق الأرباح باستخدام تقنيتها المتطورة.
في هذا السياق، أشار برونداج إلى أنه سيغادر الشركة لأسباب متعددة، منها قلة الوقت المتاح له للعمل على بعض المشاريع، واعتزازه بما أنجزه من مهام. كما أوضح أنه سيكون أسهل له أن يعمل من خارج الشركة، حيث سيتمكن من تفادي التحيزات والصراعات المتعلقة بالمصالح، المعلومة التي يبرُز عنها سؤال أعمق: “هل يستحق الأمرأن يستعد العالم أصلاً لتغيير أو طفرة جديدة؟”.
كيف نستعد للتطوُّر إذًا؟
يختتم “David Shrier”، مؤلف كتاب “A Human Guide To Artificial Intelligence” حول استشراف واستقبال الذكاء الاصناعي: “صحيح أن مستقبل الذكاء الاصطناعي يبدو واعدًا، وأن العمل معه سيكون تجربة مميزة، لكن من الضروري أن نتعامل معه وفق معايير معينة”.
وحدد الكاتب عددًا من النقاط التي لايد من وضعها في الاعتبار، قال أنَّه لابد وأن تكون مقترنة بإنسانيتنا وقدراتناالبشرية، ونحن نستقبل أي تطوَّر جديد لهذا الذكاء، كالتالي:
أولاً: يمكن أن يُحسن الذكاء الاصطناعي أداء البشر، حيث سيساعد على جعل المسيرة المهنية أكثر سهولة وتفاعلية. ويتضح ذلك من خلال التطور المستمر في هذه التكنولوجيا وتأثيرها الإيجابي على مختلف المجالات.
ثانيًا: يجب أن تكون النظرة نحو الذكاء الاصطناعي استشرافية وليست مجرد استراتيجية، مما يعكس رؤية مستقبلية تستعد لما ينتظر البشر من تطورات.
ثالثًا: تطور الذكاء الاصطناعي لن يحدث بشكل تلقائي، بل يتطلب تفاعل البشر ومشاركتهم في هذه العملية. بدون ذلك، لن تكون هناك توجّهات واضحة نحو المستقبل.Bottom of Form.
ختامًا، يبقى الذكاء الاصطناعي واقعًا فعليًّا، ويبقى التطوُّر رهينة الطفرة الحاصلة، ويبقى الاستعداد ما طالت حالة الانتظار.